خيانة الوطن من ابخس الخيانات
مما لا شك فيه أن الخيانة صنوف متشعبة,تختلف باختلاف فاعل الخيانة والمفعول به ,فقد تكون الخيانة من رجل لزوجه,او مسؤول لأمانته,لكن ابخس الخيانات عندما تكون في حق الوطن.
وقد يختلف وقع الخيانة من صنف لاخر,فاذا كانت الخيانة زوجية مثلا,فانها تقتصر على شخصين اثنين,وقد يتأثر بها مجموعة من الاطفال ان وجدوا,واذا كانت خيانة ترتبط بالامانة,فقد يكون تأثيرها على مجموعة من الاشخاص الذين تضيع بها مصالحهم,لكن عندما تكون في حق الوطن ,فانها وقعها شديد,وجرحها عميق,لانها تؤثر على شعب بأكمله.
وحتى الادانات التي تلحق بالخائن تختلف من صنف لاخر ايضا,فخيانة الزوج او المسؤول الخائن,قد تنسى بعد مرور الزمن,لكن خيانة الوطن لن تنسى ابد الدهر,لان المطلعين عليها الاف البشر,وتداولها في كتب التاريخ تلحق اللعنات تلو اللعنات على مقترف الخيانة.
وقد توجد للزوج او المسؤول الخائن اعذار,ترتبط بشخصيته ومسببات الخيانة,لكن الاعذار في رايي لا توجد لخائن الوطن,لانه ناكر للجميل,ومحفز للاعداء على بني جلدته,وعشيرته واقربائه,وقد تسبب الهلاك لاعداد غفيرة من الابرياء.
ان الخيانة وحل عميق,والانسان السوي لا يبيع وطنه مهما كانت الاغراءات,غير ان هناك من يبيع ضميره باوساخ الدنيا,فينال الخسران المبين في الدنيا والاخرة,ويظل العار يلاحقه اينما حل وارتحل,ويعيش لا محالة بين كوابيس الندم حيث لا ينفع الندم,
ان هؤلاء لا يدرون ان حب الوطن غريزة تولد مع المرء حين ولادته,وتدفن معه حين مماته,واعتقد ان من يدير ظهره لوطنه,ويبيع ضميره لاعدائه,لا يمتلك ضميرا حيا بل ضميره ميت وقلبه غليظ فظ,ولو كان بضميره رمق من الحياة لعلم ان الوطن هو الام والاب والصديق والحبيب ,فان خانه خان هؤلاء جميعا.
ويعتقد خائني الوطن,ان الذين يساعدونهم ,ويعملون لصالحهم,يقدرونهم ويحترمونهم,لكن الخونة لا ينظر اليهم بعين الاحترام والتقدير اطلاقا,بل ينظر اليهم بعين الاستهجان والانحطاط والسفاهة.
ان بحر خيانة الوطن عميق,يجف حبر الاقلام في وصف خستها وانحطاطها,وقد ترمي بصاحبها في احضان الغربة ميتا او حيا,حيث لا ينفعه من ظل دمية بين ايديهم,وهذا ما حدث لزعيم البوليساريو مؤخرا فقد عاش غريبا وهاهو يموت غريبا حتى من اقرب الناس اليه,فاللهم لا شماتة,بقدر ما نتمنى لمن يسيرون على دربه ان يعودوا الى جادة صوابهم,ويتوبوا من اوزار خيانة عظمى,او يكون مصيرهم دفنا في ارض موحشة حتى من الاموات.
قال احد الشعراء في الخيانة:
يخونك ذو القربى مرارا وربما**وفى لك عند العهد من لا تناسبه
ولا خير في قربى لغيرك نفعها**ولا في صديق لا تزال تعاتبه
وحسب الفتى من نصحه ووفائه**تمنيه ان يؤذى ويسلم صاحبه
Aucun commentaire