سجون كوانتانامو وأبو غريب الجزائرية
يخطئ من يسميها » مخيمات تندوف » لأن المخيمات تحمل معنى الإغاثة والإنقاذ والمساعدة وحرية التجول. أما ما يقع في تندوف من تعذيب ووحشية وتنكيل وأنواع متطورة من التعذيب النفسي والجسدي فهو كوانتانامو جزائرية أو سجن أبو غريب حيث تقوم المخابرات الجزائرية بمعية البوليساريو بتعرية الصحراويين وتجريدهم من ملابسهم والعبث بأعضائهم والتلذذ بتعذيبهم بسادية مقيتة لم يقم بها حتى الصهاينة في سجونهم.
إن ما حكاه الوفد الصحراوي للبرلمان الأوربي ببلجيكا سنة 2008 عما يتعرض له الصحراويون في معتقلات تندوف من أصناف التعذيب. لا يضاهي ما حكته بعض الوسائل الإعلامية الجزائرية الجريئة من مصادر اعتبرتها موثوقة حيث تقدمت العديد من العائلات بشكايات مفادها تعرض أبنائهم، بعد أحداث العيون، لانتهاكات إنسانية خطيرة. وذلك كرد فعل ضد الحركة التمردية الاحتجاجية التي قام بها الصحراويون الوحدويون داخل العديد من المعتقلات السرية المتواجدة فوق الأراضي الجزائرية واستنادا إلى نفس المصادر فقد عبرت عائلات الصحراويين المعتقلين عن تعرض أبنائهم لانتهاكات إنسانية خطيرة في وصلت حد هتك أعراضهم أمام باقي المعتقلين في مشاهد شبيهة بما وقع في سجن أبو غريب بالعراق فيما قمعت المئات من الصحراويين من عائلات الأسرى وأخضعتهم لتحقيق وحشي.
وحسب نفس المصادر، فبعد إطفاء نار هذه الحركة الاحتجاجية أقدم ضباط مخابرات جزائريون على تجريد أربعة معتقلين من جميع ملابسهم وتقييد أيديهم وأرجلهم بالأصفاد إلى الأبواب الحديدية للزنازن قبل أن تشرع في انتهاك كرامتهم وتعذيبهم عبر دفع عصي في أدبارهم وإجلاسهم على قنينات زجاجية. وحرص الجلادون على ممارسة التعذيب الوحشي على المتمردين أمام أنظار باقي السجناء ليكونوا عبرة لمن يعتبر.
إن الجزائر والبوليزاريو تمارس أبشع التعذيب في حق المعتقلين. وسبق لهذه السجون أن شهدت جرائم قتل بشعة في حق صحراويين مغاربة وصل عددهم إلى حوالي 100قتيل وأغلبهم من قبائل أولاد العروسيين وأدليم ولكدادرة وغيلان وأزركيين واركيبات وبوسباع وباريك الله و ايت باعمران وبوكرفة ويكوت وأمكارين و آيت أوسا ولكرع ولفويكات واستنادا إلى مصادر موثوقة، كما تقول جريدة الجزائر تايمز، فان الوضع يعتبر بمثابة كارثة حقيقية يعرفها الوضع الحقوقي الخطير للمحاصرين بتندوف. كما أن البوليساريو تتوفر على عدد من المعتقلات السرية بالجزائر تحتجز فيها المئات من الصحراويين الذين تتهمهم المنظمة الانفصالية بالتجسس لصالح المغرب وتضرب عليهم حصارا غير مسبوق تفاديا لوصول أخبارهم إلى المحافل الحقوقية العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر. كما تتوفر على محاكم لقضاء صوري ومقرات للجيش والأمن والمخابرات فوق التراب الجزائري وحسب آخر التقارير الدولية يتعرض السجناء المحتجزون في سجون بوليزاريو بالجزائر لجرائم التعذيب الوحشي والاسترقاق.
إن الانهزام الساحق الذي تعرضت له الجزائر وربيبتها البوليساريو على إثر أحداث العيون حيث انكشفت الحقائق وتعرت الجزائر أمام المحافل الدولية.
ليشكل أنسب الأوقات للتصعيد والضغط وتحريك عجلات كل المنظمات الحقوقية للكشف عن حقيقة الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الصحراويون في سجون كوانتانامو وأبو غريب الجزائرية تحت حراسة جلاد القرن البوليساريو. إن هؤلاء الصحراويين المعتقلين والمحتجزين والممنوعين من ممارسة حق العودة والالتحاق بالديار، لا ذنب لهم سوى أنهم مخلصون لوطنهم وملكهم ويقومون بالتعبئة لصالح الحكم الذاتي فيما بينهم لكونه خيارا يضع حدا لكل التماطلات الدولية المتورطة في جريمة تمديد وتمطيط الاستفتاءات الباطلة التي تعرضت للعبث والتزوير والضغط والمساومات وكافة أشكال الابتزاز. ولكونه يضع حدا لعمليات القمع والتجويع والاحتراق في نيران الصحراء التي لا ترحم.
ليعلم كل المغاربة خصوصا المسؤولون منهم أن هؤلاء المحتجزين هم إخواننا وكل منهم إلا وله أبناء وإخوان وأقارب في كل ربوع الوطن.. وبقاؤهم هناك يشكل وصمة عار في جبين حكومتنا الموقرة إن لم تتحرك فورا حتى يطلق صراحهم ويسمح لهم بالتعبير بحرية عن رأيهم والرجوع إلى أرض الوطن حيث ينعمون بما ننعم به من حرية وسلم وأمن.
Aucun commentaire