نتائج قمة الكويت :بخصوص إعادة بناء غزة حماس لا مساس وعباس له الدحاس
من المقولات الرائجة بمناسبة العدوان الغاشم على غزة هاشم ما يصح وما لا يصح. فمما يصح أن المقاومة المظفرة الباسلة وحدت الأمة حيث خرجت الشعوب العربية من محيطها إلى خليجها على قلب رجل واحد ، وبشعار واحد يشيد بالمقاومة ويدين العدوان ، ومن سكت عن العدوان من أنظمة العربان. ومما لا يصح من المقولات أن المقاومة نجحت أيضا في توحيد القيادة العربية المشتتة والمنقسمة بين ما يسمى اعتدالا، و ممانعة حتى لا نقول صمودا وتصديا كما كان شائعا من قبل، وهما أمران استأثرت بهما المقاومة دون غيرها من يدعيهما. والممانعة حال دون الصمود والتصدي وفوق الاعتدال.
لقد بدأت قمة الكويت يومها الأول بالسجال الساخن بين زعيم الاعتدال وزعيم الممانعة مما اضطر القيادة السعودية إلى خلق موقع وسط بين الاعتدال والممانعة ، وهو موقع » الاعتمانعة » أو ما فسرته وسائل الإعلام بالمصالحة كنتيجة لبركة المقاومة، وظن أن هذه المقاومة نجحت في جمع شمل القيادة العربية كما نجحت في توحيد الأمة على المستوى الشعبي ، والحقيقة أن اليوم الثاني وهو يوم تلاوة البيان الختامي كشف عن مصالحة صورية لم تتجاوز اجتماع حول مائدة طعام ، وذابت مع ذوبان الوجبة ، وشاركتها نفس المجاري.
لقد جاءت قمة الكويت كنقيض لقمة الدوحة ، فسقف المطالب في الدوحة نزل بدرجات كبيرة بسبب ثقل دول الاعتدال مقارنة مع دول الممانعة ، وتم التعتيم على أمور لا مندوحة عن تفاصيلها ، لأن ما لم ينجح القادة في تفصيله ، لا يمكن أن ينجح فيه وزراؤهم .
فمما جاء في سقف مطالب الدوحة هو إعلان موت المبادرة العربية للسلام ، مما قد يفسر على أنه الخيار البديل وهو الحرب ، وتجميد أو قطع العلاقة مع إسرائيل مما يفهم منه إلغاء التفاهمات السابقة ، وهي مطالب لم تتم الإشارة إليها في قمة الكويت . ولقد تم التركيز على المشترك بين الاعتدال والممانعة وهو إدانة العدوان الصهيوني وتحميله مسؤولية المجازر أخلاقيا وقانونيا. ومما جاء في سقف قمة الدوحة أيضا مبادرة صندوق تعمير خراب غزة، وهو موضوع اتفاق واختلاف في نفس الوقت بين الاعتدال والممانعة إذ لا خلاف حول وجود الصندوق ولكن الخلاف حول من تكون بيده حوزة الصندوق ؟ فالاعتدال يقول بخصوص الصندوق لحماس : لا مساس ، ولعباس الدحاس ، والدحاس ـ بكسر الدال وفتح الحاء ـ لمعلومات القارئ العربي يقال للبيت المملوء الكثير الأهل .والممانعة تقول بخصوص الصندوق لعباس : لا مساس ولحماس الدحاس. ولا يعلم إذا ما كانت السعودية وقد وقفت وسطا بين الاعتدال والممانعة بحل » المسدحاس » قد قررت شطر مليون دولار من الصندوق بين حماس وعباس حفاظا على عمر المصالحة بين الاعتدال والممانعة حتى لا يصير عمرها أقصر من عمر وجبة غذاء فاخرة.
لقد قررت مذكرة واشنطن الموقع بين أمريكا وإسرائيل أن تتولى أمريكا مراقبة ما سمي تهريب الأسلحة إلى غزة من خلال بحور المنطقة، وأقرت قمة شرم الشيخ سقف التفاهم الأمريكي الصهيوني، وتولى القادة الأوربيون نقل موافقتهم وموافقة الاعتدال العربي إلى إسرائيل. فكيف يكون بعد ذلك الدحاس لحماس ، وهو دحاس قد يتحول إلى ما سمي تهريب السلاح ؟
حقيقة لقد كشفت المقاومة الباسلة القناع عن الهوة السحيقة بين الشعوب العربية وأنظمتها من الصنفين المعتدل والممانع على حد سواء إذ يشارك المعتدل العدو في أطروحاته ، بينما لا يتجاوز الممانع سقف المطالبة غير المفعلة على أرض الواقع.
لقد كشف القناع عن حقيقة مفادها أن الاتفاق الوحيد الحاصل بين ذرية يعرب غفر الله زلته إذ أنجب هذا الجنس من البشر هو الخلاف ، وأن وجود إسرائيل رهين باستمرار هذا الخلاف الذي هو السبب الحقيقي وراء وجود كيان إسرائيل.
لقد آن الأوان للشعوب العربية الغاضبة لكرامتها المجروحة أن تسرح عن طريق العصيان المدني الاعتدال والممانعة على حد سواء ، وهي خطوة تعتبر أول مسمار في نعش الكيان الصهيوني فبهذا حدث الواقع المعيش ، ومن أصدق من الواقع المعيش حديثا ؟
2 Comments
مصرية عاشقة حماس – 2009-01-20 21:29 (غرينتش)
الأمن المصرى يستجوب جرحى غزةعن سلاح المقاومة
أبلغ جرحى فلسطينيون تلقوا العلاج في مشاف مصرية وعادوا إلى قطاع غزة الجزيرة نت أن قوى الأمن هناك حققت مع بعضهم، وطالبتهم بمعلومات عن أماكن تصنيع الصواريخ وكيفية تهريب الأسلحة إلى القطاع.
وقال عدد من الجرحى للجزيرة نت إن قوى الأمنية المصرية حققت في المشافي مع عدد منهم بشكل عنيف، وهددت الرافضين للتحقيق بالملاحقة وعدم السماح لهم بإكمال العلاج في المشافي المصرية.
وأوضح المصابون أنهم بعد أن تماثلوا جزئيا للشفاء خضعوا للاستجواب من قوى الأمن المصرية الذين طلبوا منهم الإدلاء بمعلومات عن المقاومة، كما طالبوهم بعدم العودة لمساعدة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال أحد الذين بقوا للعلاج في مصر باتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن قوى الأمن طلبت منه إبلاغ المقاومة في غزة بأن القاهرة لن تسمح لهم بتهريب السلاح إلى غزة، ولن تسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها من جديد.
وأوضح الجريح أنه فور تعافيه من الإصابة طلب منه الطبيب الانتظار في غرفة جانبية بالمشفى، ومن ثم جاء إليه محققون من المخابرات وتعهدوا له ببقاء ما يدلي به من معلومات طي الكتمان.
وأضاف « سألوني عن المقاومة وكيف تخزن أسلحتها وكم يمكن أن تصمد فصائل المقاومة في غزة في وجه إسرائيل، مشيرا إلى أنهم طلبوا منه معلومات عن حركة حماس وقياداتها « المختفية ».
وقال أيضا إنه في البداية كان التعامل معه « لطيفا للغاية » لكنه حين أنكر معرفته بالمقاومة ضربه أحد المحققين على مكان الجرح، وقال له « لا تكذب أنت من حماس وكتائب القسام، ويجب أن تتحدث وإلا فلن نسمح لك بإكمال العلاج
أظن أن الأمن في كل الدول العميلة للأمريكان واليهود سيفعلون نفس الشيء