إسرائيل تثبت أنها الخطر الأكبر على العالم
عندما تتحرك الشعوب في كل أقطار العالم متظاهرة محتجة على جرائم إسرائيل فإن في ذلك رسالة واضحة من هذه الشعوب للكيان اليهودي مفادها أنه كيان يشكل الخطر الأكبر على سلم وأمن العالم. وعندما يقر مجلس الأمن قرارا بإيقاف العدوان على المدنيين العزل في غزة ولا تستجيب إسرائيل فهي بذلك تجعل نفسها فوق القانون الدولي، وتستخف بإرادة العالم قاطبة. وعندما توجد دولة فوق القانون فإن ذلك يجعل مصداقية المنظمة الدولية في مهب الريح. فمن سيلزم بعد اليوم دول العالم بقبول قرارات مجلس الأمن إذا كان هذا المجلس يكيل بمكيالين ؟ وعندما توجد دولة لا تلتزم بقرارات مجلس الأمن فهي تخل بشرط انتمائها للمنظومة الدولية، فكيف تظل إسرائيل تحظى باعتراف العالم وهي لا تعترف بقرارات هذا العالم الذي يقر بوجودها ولا تقر بمصداقيته ؟
وهل يعقل أن يغيب الرشد عن كل شعوب الدنيا لتكون إسرائيل هي وحدها الراشدة؟ فخروج ملايين البشر في مظاهرات واحتجاجات يعني نبذ العنف ورفض الجريمة ضد الإنسانية. لقد وحد هذا الهدف بين مختلف الثقافات والقناعات وجعل إسرائيل معزولة في هذا العالم وفي قفص الاتهام خصوصا وأنها الكيان الذي جعل من أسس وجوده أسطورة الهلوكوست التي أكسبته عطف العالم . فالعالم عندما تعاطف مع اليهود لم يفعل ذلك اقتناعا بعقيدتهم أو ثقافتهم كما يتوهمون وإنما تعاطف معهم ضد الجريمة وضد العنف الذي مارسه عليهم الألمان. والعنف والجريمة كما كان مصدرهما العقيدة النازية العنصرية فإن مصدرهما اليوم أيضا العقيدة اليهودية الصهيونية. ولا يمكن إدانة العنف الصادر عن النازية وغض الطرف عن العنف الصادر عن الصهيونية.
فإذا ما تم الترويج لمقولة دفاع إسرائيل عن النفس الزائفة، أمكن الحديث أيضا عن دفاع النازية عن النفس.
وإسرائيل تريد أكبر استفادة ممكنة من الهلوكوست حيث تستغله من خلال الترويج لمقولة الدفاع عن النفس اليوم كما استغلته بالأمس لتأسيس كيانها على حساب الكيان العربي الفلسطيني . ومقولة الدفاع عن النفس معناها جعل الضحايا الفلسطينيين في نفس الكفة مع النازيين، وهو منطق لا يقبله العقل السليم. إن منطق الدفاع عن النفس الذي تروج له إسرائيل هو قلب مقولة الجلاد والضحية حيث يدعي الجلاد أنه ضحية ليبرر شناعة فعله بالضحية.
فكما كشفت المحرقة النازية عدوانية وعنصرية العقيدة النازية للعالم ، فإن المحارق اليهودية في منطقة الشرق الأوسط عامة وفي قطاع غزة اليوم خاصة تكشف عدوانية وعنصرية العقيدة اليهودية الصهيونية. فاليهود الذين يعتقدون بعرقيتهم السامية المفضلة على الأعراق البشرية ، ويعتقدون أن الله فضلهم على كل الناس ، وأطلق أيديهم في هذا العالم ليعيثوا فيه فسادا قتلا وتخريبا ضد الآخرين بذريعة ممارسة الشعائر الدينية اليهودية ،وجعل كل الناس لهم خدما وعبيدا يحملون في أذهانهم أوهاما وهي عبارة عن أفكار عنصرية خطيرة تشكل خطورة على الجنس البشري قاطبة . والعالم مطالب من أجل أمنه وسلامه وتعايش أعراقه إلى تجريم وتحريم كل عقيدة تتضمن الأفكار العنصرية. فكل من يجعل نفسه فوق الأعراق البشرية بسبب جنسه أو لونه أو دينه أو ثقافته لا حق له في هذا العالم الذي تتقاسمه الألوان والأجناس والأعراق والأديان والثقافات. ولا حق لعولمة ثقافة على حساب الثقافات المختلفة كما تريد إسرائيل وأمريكا. وسلامة وأمن عرق من الأعراق البشرية رهين بسلامة وأمن غيره من الأعراق. فإذا ما طالبت إسرائيل بحقها في الوجود فإن وجودها لا يمكن أن يتحقق على حساب فناء غيرها كما تريد من خلال هجمتها الوحشية الشرسة على الضحايا الفلسطينيين.
لقد أرادت إسرائيل بمنطقها السادي المريض أن تضلل الرأي العام العالمي وتضفي على نفسها الشرعية الدولية من خلال تقديم نفسها كضحية للتمويه على حقيقتها كجلاد ، ولكن النتيجة جاءت عكسية حيث كشفت تظاهرات شعوب العالم المختلفة ضد عنف إسرائيل حقيقتها كجلاد ودحضت أكذوبة الدفاع عن النفس التي تروج لها. ولقد حاول المسؤولون الإسرائيليون الادعاء أن الرأي العام العالمي يؤيدهم ، وكان ذلك على لسان وزيرة خارجية إسرائيل وهي تعني موقف الحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا ، وهذا تضليل كبير لأن الرأي العام العالمي تمثله شعوب الأرض ولا تمثله الأنظمة . فالأنظمة قد تتصرف خارج إرادة الشعوب كما هو حاصل اليوم في قضية غزة ومواقف الأنظمة تلزمها وحدها ولا تلزم شعوبها. وتغييب إسرائيل للرأي العام العالمي الذي تمثله الشعوب نابع من عقيدتها العنصرية العرقية المتعالية على كل الأعراق والأجناس، وهو استخفاف بشعوب العالم. كما أن تأييد الأنظمة الغربية لإسرائيل معناه تبني مقولاتها العنصرية ، فاجتماع الكونغرس الأمريكي لمناقشة الدعم اللانهائي لإسرائيل ، وشحن أكبر ذخيرة حربية في هذه الظروف إلى إسرائيل هو تجسيد لتغلل العقيدة اليهودية العنصرية في الكيان الأمريكي عن طريق اللوبي و جماعات الضغط اليهودية . ومن المحزن المؤسف أن يقدم الدعم المادي لدولة معتدية وتخصص شركات عالمية أرصدة كبيرة لتكريس العدوان الصادر عن قناعات دينية عنصرية متطرفة تعرض أمن وسلامة العالم للخطر الكبير. لقد جاءت حملة إسرائيل بعكس ما أرادت من النتائج ، فعلى غرار إساءة الغرب لرسول الإسلام وهي إساءة جاءت بنتائج عكسية حيث كانت سببا في التفات شعوب العالم للإسلام ، فكذلك جاءت الحملة العدوانية الصهيونية على المدنيين في غزة بنتائج عكسية حيث التفتت شعوب العالم إلى القضية الفلسطينية العادلة ، كما اكتشفت خطورة العقيدة اليهودية لما فيها من ميز عنصري وتحريض على سفك دماء الغير من أجل قناعات دينية متعصبة ليس غير. وكما بحث الناس في القرآن لمعرفة حقيقة الإسلام ، فسيبحثون في التوراة والتلمود وسيجدون العنصرية اليهودية ماثلة للعيان ، وسيراجعون مواقفهم من جنس بشري خطير طالما ضللهم بأساطيره الكاذبة كما قال الفيلسوف الفرنسي روجي جارودي في كتابه : « الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل « . وما يحدث اليوم هو بداية وعي عالمي بخطورة استمرار وجود الفكر العنصري اليهودي الذي يفوق خطورة العنصريات البائدة التي لفظها التاريخ وصارت إلى قماماته. وإذا ما اعتقد اليهود أنهم يحققون انتصارات عسكرية بالاعتماد على الترسانة الحربية التي يوفرها لهم الغرب فإنهم يتلقون الهزائم المتتالية أخلاقيا أمام شعوب العالم التي لم تسكت عن جرائمهم وخطورتهم على سلم وأمن العالم ولن تسكت عن ذلك بعد اليوم.
2 Comments
je remercie Mr chergui notre professeur et frère pour son article qui a touché le fond le plus profond de chaqu’un de nous. et j’ajoute que La politique criminelle du régime israelien n’est pas une démonstration de force mais un signe de faiblesse. Quelle supériorité confère le fait de tuer des civils et des innocents ?Le comportement de ce régime illégal et imposé dans la région de gaza, est une insulte à l’Humanité, une violation des droits de l’homme et une honte pour les faux avocats de ces droits.
Les gens de Gaza , doivent savoir, et ils le savent bien sûr,que les oujdi, sont avec eux et les aideront, avec l’Aide de Dieu qui est toujours proche.
تحية إكبار وتقدير للأخت الفاضلة الماجدة أسماء على مشاعرها النبيلة والغيورة على شرف الأمة ومقدساتها أرجو ألا تنقطع إسهاماتها