صمود غزة حجة على كل العرب والمسلمين
من المعلوم أن موقف العرب والمسلمين من الصراع مع إسرائيل يمكن حصره في خيارين : خيار مقاومة الاحتلال ، وخيار التسليم بالاحتلال كقدر محتوم .
ومن المعلوم أيضا أن أصحاب الخيارين معا يؤمنون إيمانا راسخا بعدالة قضيتهم وبعدوان عدوهم عليهم ، ولكن الذي فرق بين الموقفين هو الأمل واليأس بين الفريقين. فالذين يعتبرون إسرائيل قوة عسكرية جبارة لا يمكن أن تهزم يسيطر عليهم اليأس فيجعل موقفهم هو خيار التسليم بالاحتلال الذي يسمى بغير مسمياته تجنبا للألم النفسي المترتب عن تسميته الحقيقية. والذين لا تزعجهم قوة إسرائيل العسكرية ينطلقون من بصيص أمل يجعل موقفهم هو خيار المقاومة الذي تسميه إسرائيل بأبشع التسميات ، وتحاول إقناع من يسيطر عليهم اليأس من العرب والمسلمين بأن هذه التسميات منطقية وواقعية من أجل تكريس اليأس والتسليم بالاحتلال.
وعندما تختار غزة خيار المقاومة والصمود وليس لديها ما تخسر لأن الخسارة الحقيقية هي في وجود احتلال بغيض على الأرض، ووجود تسليم به كقدر لا يرد فإنها تصبح حجة على أصحاب خيار التسليم بالاحتلال كواقع مفروض.
فإذا كانت المقاومة في غزة بإمكانيات متواضعة لا تتجاوز صواريخ محلية الصنع أو صواريخ غير متطورة وبنادق رشاشة، وقذائف محدودة الفعالية تواجه طائرات ودبابات وصواريخ متطورة وأجهزة رصد معقدة…… وتوقع خسائر في صفوف العدو، وتجعله يأمر مواطنيه بالاختباء في الأقبية وهم على بعد أميال من غزة فهذا يطرح التساؤل التالي: ماذا يمكن القول عن أسلحة الدول العربية والإسلامية مجتمعة لو أنها اختارت قرار المواجهة مع إسرائيل ؟ وهنا يأتي الحرج بالنسبة للأنظمة العربية والإسلامية التي تصدر حكمها على المقاومة من منطلق يأس يجعل الاحتلال الصهيوني مسلمة من المسلمات ، ويجعل فكرة مواجهته محض تهور ووهم وخيال.
ولعل الفريق اليائس يتمنى في قرارة نفسه أن تصح مقولته في الحكم على خيار المقاومة باعتبارها مغامرة وتهور ليدفع عن نفسه الحرج الذي يسببه له خيار المقاومة في حال نجاحه. ومن الذرائع التي يلجأ إليها أصحاب الخيار اليائس الاحتجاج بحجم التضحيات علما بأن التضحيات ضرورة لا مناص منها ، ولا يمكن أن تكون ذريعة لوقف المقاومة . فمفهوم مقاومة يعني بالضرورة وجود ثمن باهظ من التضحيات. ولو تمت مقارنة ثمن خيار التسليم بالاحتلال مع ثمن المقاومة لكانت خسارة التسليم بالاحتلال أفدح. فالتسليم بالاحتلال معناه قبول خيار العدم لأن الوجود تحت سيطرة الاحتلال هو عدم والدليل هو ما يسمى عرب إسرائيل .
إن صمود غزة هو حجة على أصحاب خيار التسليم بالاحتلال سواء تعلق الأمر بالحكام أم بالمحكومين ، وهو حرج لا مجال لإنكاره أو تبريره أمام الله والتاريخ والضمير.
1 Comment
Je ne suis pas d’accord avec vous. Les habitants du monde arabe se divise en deux, ceux qui ont le pouvoir à la fois politique et économique et ceux qui n’ont rien, c’est à dire les autres. La classe dominante n’a aucun intérêt à remettre en cause ses privilèges. Elle fait tout pour perdurer. Pour eux les palestiniens, la Palestine ou Al Qods sont des problèmes qui perturbent leur bonheur de vivre dans la prospérité. Autrement comment expliquer la lâcheté de l’أ‰gypte et des milliardaires du golf. Il n’ont pas peur d’Israël, mais ils ont peur de perdre leurs privilège.