إسرائيل تمعن في إحراج الولايات المتحدة و دول أوربا دون رد فعل
تابع العالم أجمع عبر وسائل الإعلام المختلفة مؤتمر اللوبي الصهيوني السنوي فوق التراب الأمريكي ، وتابع كلمة نتنياهو الذي لم يخجل من إحراج الدولة المضيفة بتصريحاته التي جعلت من القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني الغاصب . لقد كان الأمريكان يحلمون بمجرد تصريح من نتنياهو يوقف بناء المستوطنات إلى أجل محدود من أجل إعطاء انطلاقة لما يسمى الحوار غير المباشر بعد توقف الحوار المباشر مع العرب ، وذهب كل ما يسمى مسلسل السلام أدراج الرياح بعدما كان عند البعض البديل المفضل عن المقاومة التي لا يوجد شكل يفضلها للرد على العدوان والاغتصاب الصهيوني .
حلم الأمريكيون بمجرد وقف الاستيطان مؤقتا وليس جملة وتفصيلا ، وجاء رد نتنياهو وقحا وفيه تعريض حتى بالصداقة الأمريكية التي تمثل التأييد غير المشروط للمحتل الصهيوني منذ قيامه في منطقة الشرق الأوسط . لقد كان من المفروض على وزيرة الخارجية الأمريكية أن تصرح في المؤتمر الصهيوني العالمي بأن بلادها منشغلة بأمن إسرائيل ، ليكون الرد عليها من طرف نتنياهو بأن إسرائيل غير مبالية بسمعة ولا بأمن الولايات المتحدة .
إن من حق إسرائيل أن تمطي الولايات المتحدة حكومة وشعبا كما تريد ومتى تشاء ، وليس من حق الولايات المتحدة أن تطلب مجرد طلب من إسرائيل . ولا يمكن للولايات المتحدة أن تغير من لهجة تأييدها لإسرائيل في حين يمكن لإسرائيل أن تصرح بما يحرج الولايات المتحدة مع العرب، علما بأن ما تستفيده الولايات المتحدة من العرب هو الذي يضمن أمنها القومي ووجودها وهيمنتها على العالم ، بينما تعتبر دولة إسرائيل عالة عليها عسكريا واقتصاديا. وبنفس التحدي تأكد تورط السفارة الإسرائيلية في جريمة قتل الشهيد المبحوح ، مما سبب حرجا لدولة بريطانيا العظمى ، ولم يتجاوز موقف الدولة العظمى مجرد المطالبة بترحيل شخص واحد من السفارة الإسرائيلية ، وكأنه الشيطان الوحيد في هذه السفارة بينما غيره عبارة عن ملائكة كما عبر عن ذلك الرأي العام البريطاني الذي استطلع رأيه في الموقف البريطاني الخجول والحقير أمام الموقف الصهيوني المتسلط. وتواجه فرنسا وألمانيا وأستراليا نفس الموقف مع ثبوت ضلوع إسرائيل في جريمة قتل مكشوفة . ومقابل خجل وصمت الولايات المتحدة ودول أوربا على جرائم إسرائيل سواء تعلق الأمر بالقصف والتقتيل والتدمير، والاغتيالات ، أو ببناء المستوطنات وتهديد المقدسات ، وبناء الجدران العازلة ، ومصادرة أملاك الفلسطينيين ، وغير ذلك مما يعوق كل ما تنتظره الولايات المتحدة ودول أوربا من الصهاينة من أجل انطلاق الحوار مع الفلسطينيين والعرب رغبة في توفير الأمن لدولة حربية معتدية لا يمكن أن تستمر في الوجود دون عدوان ودون حروب تقف الولايات المتحدة ودول أوربا عاجزة عن مجرد التعليق على أشكال العدوان الصهيوني . والغريب في الأمر أنه بقدر ما يزداد تحدي الكيان الصهيوني لمن يضمن وجوده وحمايته في الولايات المتحدة وأوربا بقدر ما يزداد استفادة من التأييد والحماية حتى تبدو الولايات المتحدة ودول أوربا مجرد دول خادمة عند إسرائيل . وبقدر ما يستسلم العرب للإرادة الأمريكية والأوربية بقدر ما يزداد احتقارهم وازدراؤهم وتمريغ كرامتهم في الوحل .
وعلينا أن نتصور أو بالأحرى نتخيل مجرد تخيل أن بلدا عربيا يسلك نفس النهج مع الولايات المتحدة ودول أوربا ، فماذا يمكن أن يحدث له من تهديدات وعقوبات ، ومما لا يخطر على بال من الإجراءات التأديبية . وإن هذا الوضع يجعل الإنسان العربي يزداد قناعة بأن إسرائيل قد توسعت حتى صارت تشمل الولايات المتحدة ودول أوربا وحتى أستراليا ، وأن العرب يواجهون في صراعهم مع اليهود الصهاينة كل هذه الجغرافيا المترامية الأطراف في العالم . وإذا حق لنتنياهو أن يصرح في قلب الولايات المتحدة أن قضية القدس أكبر من مجرد مستوطنات ، وأنها عاصمة دولة إسرائيل الأبدية التي كان فيها اليهود قبل 3000 سنة ، فإن من حق العرب أن يقولوا ومن قلب الولايات المتحدة الأمريكية وقلب أوربا الغربية والشرقية أنه لا حق لليهود في الوجود فوق أرض فلسطين كل فلسطين ، وأن مصيرهم الرحيل من حيث جاءوا أول مرة في عملية تهجير نسقها الغرب وهو يتحمل مسؤوليتها ، وأن العرب كانوا في أرض فلسطين قبل المدة الزمنية التي يدعيها نتنياهو ويصفق له عليها اللوبي المتحكم في مصير أكبر دولة في العالم دون مراعاة مشاعر المواطنين الأمريكيين الذين يدفعون ثمن تأييد سياسة حكامهم المنحازة كل الانحياز إلى عصابات الأجرام الصهيونية التي حطمت أرقاما قياسية في مجال الإجرام ضد الإنسانية بسبب نوازعها العنصرية.
وكما قلت من قبل لا بد أن تنفد المخابرات العربية عمليات القصاص والانتقام من مجرمي الصهيونية فوق أراضي الدول التي استعملت إسرائيل جوازات سفرها لتضليل دولة الإمارات العربية المتحدة. لا بد أن يعرف الإنسان الغربي والأوربي حين يتم القصاص والانتقام من اليهود فوق أراضيه أن ذلك من نتائج تداعيات الإجرام الصهيوني الذي لا تستطيع أنظمته كبح جماحه . ولا بد أن تتحرك الشوارع العربية لمنع تدفق الخيرات العربية على الولايات المتحدة ودول أوربا التي تستفيد منها لتوفر الأمن والحماية للصهاينة الذين تجبى إليه ثمرات كل شيء ومن بلاد العرب ليسوموا العرب سوء العذاب من أجل إشباع غرائزهم العنصرية والعدوانية. لقد صار من الضروري نقل العالم من أساطير اليهود التي تقوم على أساس تقديس عرقهم على باقي الأعراق ، وتفضيل ديانتهم على باقي الديانات ، وادعاء الحق في أرض مرت بها أعراق وأعراق دون أن يكون لها ادعاء لملكيتها الأبدية كما يدعي اليهود المتعصبون العنصريون الملكية الأبدية لفلسطين .
ولو دامت أرض لعرق من الأعراق لكانت الولايات المتحدة من نصيب أصحابها الأصليين الذين أبيدوا إبادة جماعية من أجل أن تصير الولايات المتحدة استمرارا لبلدان أوربا الغربية ، ولكانت أستراليا من نصيب سكانها الأصليين الذين لم يبق لهم أثر لصالح فئات المهاجرين. إن سلام العالم واستقراره رهين بزوال دولة إسرائيل من الوجود. فكل المصائب والويلات مصدرها هذا الكيان العنصري المتغطرس الذي يبذل كل ما في وسعه لركوب الولايات المتحدة ودول أوربا الغربية وتوريطها في حروب لا ناقة لها فيها ولاجمل . فما كانت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربا لتستهدف لولا انحيازها المكشوف لدولة إسرائيل ، وما كانت نعوش جنودها لتصل إلى أرض الولايات المتحدة ودول أوربا لولا تضحية أنظمة هذه الدول بأبناء شعوبها لصالح حفنة من المتعصبين العنصرين الذي يفسدون في الأرض ولا يصلحون .
لقد شبه الصهاينة المتعصبون البريطانيين الذين برهنوا على تورط مخابراتهم في جريمة قتل الشهيد المبحوح بأنهم مجرد كلاب . فإذا كان اليهود يتجرؤون على الإنجليز ويصفونهم بأنهم مجرد كلاب دون أن يستطيع الإنجليز الرد عليهم فمعنى هذا أن بريطانيا العظمى ما هي إلا مستوطنة إسرائيلية ، وكذلك الشأن بالنسبة للولايات المتحدة ودول أوربا وأستراليا . ولن تخجل إسرائيل من ادعاء ملكية الكرة الأرضية في يوم من الأيام كما يعتقد التلموديون المتعصبون الذين يزعمون أنهم شعب الله المختار تعالى الله على اختيار حفدة القردة والخنازير
Aucun commentaire