نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد ابتزاز العرب بفرض التنازل عليهم
استضاف مدير مكتب قناة الجزيرة القطرية الصحفي وليد العمري الصهيوني نائب رئيس وزراء ما يسمى الكيان الإسرائيلي المكلف بجهاز المخابرات الإجرامي وسأله عن بعض القضايا منها عدم حضور الكيان الصهيوني المؤتمر الأخير الذي عقد بالولايات المتحدة حول ما سمي الحد من انتشار الأسلحة النووية في وقت تهدد إسرائيل المشروع النووي الإيراني ، فكان جواب مجرم المخابرات الصهيونية هو أن مثل هذا المؤتمر سبق أن حضرته دول عربية ووقعت على توصياته ولكنها لم تحترمها ، وهمت بامتلاك السلاح النووي وذكر كأمثلة العراق في عهد المرحوم صدام حسين ، وسوريا ، وليبيا ، وكانت هذه ذريعته لعدم حضور كيانه العداوني مثل هذا المؤتمر ، وعدم التوقيع على اتفاقيته . وقد اعتبر أن امتلاك إيران لهذا السلاح لا يهدد إسرائيل وحدها وإنما يهدد المنطقة العربية ، وأشار إلى أن الدول العربية في الشرق الأوسط هي أول من يعارض المشروع النووي الإيراني ، وأن هذا المشروع سيستدعي مشاريع نووية عربية لمواجهة إيران مما يجعل منطقة الشرق الأوسط مهددة بخطر حرب نووية خصوصا وأن إيران كشفت عن نواياها لزعزعة استقرار الدول العربية وضرب مثلا على ذلك باليمن مشيرا إلى تأييد إيران للتمرد الحوثي فيه .
ويعتبر نائب رئيس الوزراء الصهيوني أن امتلاك بلاده للسلاح النووي يضمن السلام في المنطقة خلاف امتلاك إيران له ، وهي المهددة للسلام في المنطقة والراغبة في زوال إسرائيل من الوجود . ولما سأل صحفي الجزيرة عن مصير المفاوضات مع الفلسطينيين أجاب المخابراتي الصهيوني بأن المرحوم ياسر عرفات كان يقول إن الممثل الوحيد والشرعي للفلسطينيين هو منظمة التحرير الفلسطينية إلا أن الكيان الصهيوني وجد نفسه أمام حماس كشريك آخر في الحوار وربما يجد نفسه مستقبلا أمام الجهاد الإسلامي وغيره ، وهو أمر ترفضه إسرائيل . ولما سأله الصحفي عن حصار غزة أجاب بخبث إن حماس لم تسمح بمجرد لقاء الصليب الأحمر مع جندي أسير واحد وهو شاليط فكيف تريد حدودا مفتوحة ؟ وختم مجرم المخابرات الصهيونية حديثه بدعوة العرب إلى التنازل قائلا : إن القدس هي عاصمة إسرائيل الأبدية والتي لم تكن أبدا عربية ، وعقب بقوله هذا ما نقوله نحن ـ أي الصهاينة ـ ونحن على علم بما يقوله العرب عن حقهم في ملكية القدس ، والقضية في نظره تحتاج إلى حوار بين الطرفين يقوم على أساس التنازل من الجانب العربي ليتحقق السلام كما حصل مع السادات والملك حسين . وقد أثنى على شريك فلسطيني نعته بالجيد في إجابة عن سؤال للصحفي . وعن سؤال عن حرب متوقعة قال مسؤول المخابرات الصهيونية : إسرائيل بالرغم من قوتها لا تريد حربا في المنطقة لأن الحرب ليست لصالح أحد .
والملاحظ في كلام هذا الصهيوني هو انطلاقه من الشروخ العميقة بين الصف العربي من جهة ، وبين الصف العربي والإسلامي من جهة أخرى ، فهو قد ركب الخلاف السياسي الفلسطيني من أجل التمييز بين شريك جيد ، وشريك رديء ، كما ركب الخلاف بين العقيدة السنية والشيعية ، وجعل المشروع النووي الإيراني تسلحا بدافع الخلاف العقدي مع جيران إيران العرب ، ووجد في هذا المشروع ذريعة للتدخل بدعوى أن العرب سيفكرون في الحصول على هذا السلاح المهدد للكيان الصهيوني ردا على إيران مما يشكل تهديدا لأمن إسرائيل ، ويفرض عليها منع تسلح المنطقة من خلال منع تسليح إيران نوويا . ووجد أمثلة جاهزة عن شركاء عرب سابقين لتمرير دعوة غيرهم إلى التنازل على غرار من سبقهم .
وتبقى النتيجة أن إسرائيل تعول على قوتها العسكرية وخاصة النووية ، وتستخدمها لابتزاز العرب عن طريق تسويق خيار التنازلات في ظرف الخلافات العقدية والسياسية في الجسم العربي والإسلامي الذي لم يخطر ببال أهله أن العدو الحقيقي هو الكيان الصهيوني ،مما يقتضي القطيعة مع كل خلاف سياسي أو عقدي وتغليب نكران الذات ، وهو الأمر الوحيد الكفيل بهزيمة إسرائيل وزوالها . أما ما يخوض فيه العرب والمسلمون اليوم من خلافات لأسباب واهية فيصدق عليه ظن مجرم المخابرات الصهيونية ، ويشهد عليها الواقع المعيش المؤسف والمحزن.
1 Comment
vous avez raison