المراة الجوهرة الثمينة 4 ـ وضعية المرأة في الإسلام ( تابع)
وضعية المرأة في الإسلام ( تابع)
في إحدى القصائد ..
أمك, لو تعلم, لها عليك حق ابدي
كل ما فعلته من اجلها هو اقل شيء بالتوازي
كم من ليلة , من تعب الحمل اشتكت
معاناتها فجرت الأنات وصراخ المحن
ليس بمقدورك أن تتخيل الوضع تحت الألم
مرهقة من تمزقات بشيعة تنتزع قلبها
كثيرا ما نظفتك بيديها
هذه الأم في حضنها منحتك راحة هادئة
تضحي بكل شيء من أجلك عندما تبكي
وثديها شراب خالص يغذيك
كم من مرة جاعت عطفا ولطفا
مانحة إياك قوتها اليومي في طفولتك
فقدتها عن جهل بسوء تصرفك
وجدت الزمان طويل, لكن جد قصيرة هي الحياة
بؤسا لكل عاقل يتبع هواه
بقلب اعمي , ولا تمنعه عيناه من الرؤيا
انتبه واطمع في تعدد صلواتها
لان دعواتها لك لازمة إطلاقا
وإذا كانت هذه المرأة أجنبية , يجب كذلك أن يتصرف معها جيدا , مساعدتها هو ما يحض عليه الإسلام ,وظلمها ذنب كبير ,قال رسول الله(ص)
« اللهم إني أُحَرِّج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة »
المرأة عماد المجتمع وصلاحه مرتبط بها , وإذا انحرفت فان الجماعة هي التي تؤدي الثمن كما هو حاصل في يومنا هذا .
بينما في الإسلام منذ العقود الأولى للهجرة, فرضت المرأة نفسها بمشاركتها الواسعة والفعالة إلى جانب الرجل, في الحياة الثقافية والاجتماعية للأمة الإسلامية.
عائشة (زوج الرسول وبنت أول خليفة ) معرفتها المعمقة , قبل بلوغها سن العشرين – جعلتها من ابرز الوجوه اللامعة في ذلك العصر , كبار الصحابة كانوا يستشيرونها في المسائل الفقهية , التاريخية , الأدبية وكذلك الطبية , بل كانت من ضمن رواة الحديث (أفعال وأقوال الرسول عليه السلام ) .
الرسول (ص) شجع على تعليم النساء بقوله » طلب العلم فريضة على كل مسلم » رواه ابن ماجة وصدقه الألباني .
والمقصود بذلك الرجل والمرأة , فقد جاءت إلى الرسول (ص) امرأة وقالت له » يا رسول الله , احتكر الرجال جميع أقوالكم ,فخصص لنا وقتا للقائك و تعليمنا ما علمك الله » قال الرسول (ص) » اجتمعوا هذا اليوم وذاك اليوم » وهو ما قمن به على الفور , خلال هذه الأيام , الرسول ‘ص) كان يعلمهن ما علمه الله . رواه مسلم.
الآن , حقل الحركة الثقافية عند المرأة يتسع باضطراد , ابن حجر احد ابرز أئمة الإسلام , تكون مع خمسون من زملائه الطلاب بمدرسة عائشة الحنبلية وكذلك بمدرسة زينب , صاحبة أبحاث في الفقه والحديث . « الأحاديث (الموافقات العوالي للحافظة زينب بنت كمال- المترجم)
في أعماله السير ذاتية, ابن حجر يذكر أكثر من ألف وخمس مائة امرأة تبرز من بينهن فقيهات وعالمات.
المرأة, عند الله ليست اقل درجة من الرجل في حقوقها إطلاقا, لكل واحد دور متناسب مع الحقوق والواجبات. والتفوق يكون بالتقوى لا بالأصل ولا بالغنى, كما جاء في القران الكريم ..
( إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير ).
كما ورد في الحديث الشريف » أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى »
مصدق من طرف الألباني في التغريب والترهيب.
يمكن إن نستنتج أن المرأة غير مقموعة في الإسلام , واو لائك الذين يدعون خلاف ذلك هم إما أعداء الدين , يستعملون الحيلة والكذب لإبعاد الناس , أو هم جاهلون يتبعون بطريقة عمياء ويعتقدون بكل ما يقال , بدون تبين لصحة هذه الأخبار .
إذا كان الإسلام يعلمنا السلوك القويم مع النساء , بعض المسلمين لا يتصرفون كما يجب , رغم أن الإسلام لا يقرهم على ذلك , فان تصرفهم يساهم مع الأسف في تشويه سمعة هذا الدين ,و تنفير الناس وخلق البلبلة في نفس الوقت .
الرسول (ص) هو أحسن الخلق وأسوة للجميع . كان له تصرف لا مثيل له مع نسائه , كان لطيفا ورحيما تجاههن , كان يطلب رأيهن ,يساعدهن في الأشغال المنزلية , يمزح معهن , لا يرفع عليهن صوته ولا يضربهن . فهو نموذج للجميع ..
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر ).
إذن يتوجب علينا الاقتداء به .
ليس هناك إلا إسلام واحد , تعاليمه واردة في القران و السنة وليس من لدن أشخاص , وإلا كان الإسلام متعددا بتعدد الأفراد , لان كل واحد يفهم الإسلام بطريقته .
بمعرفة ما هو الإسلام الحق , نعرف إذن المسلمين بالمعنى الصحيح , وبذلك نتجنب البلبلة والأحكام المسبقة .
المرأة جوهرة ثمينة, يجب أن تحمي نفسها, فهي كنز لا يقدر بثمن. لذلك عليها أن تضع نفسها في مأمن من النوايا الماكيفيلية . من اجل هذا الغرض النبيل طلب منها أن تحتجب, حجابها ليس إلا كرامتها.
قال تعالى ..
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمً)ا
الحجاب يمكن المرأة من حماية نفسها من الأعمال الشائنة, وان تكون محترمة وصيانة شرفها وحشمتها.
كما قال تعالى ..
(َوقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ )
أوصى الله سبحانه وتعالى نساء النبي بالبقاء في البيت , وهذا يصح على جميع النساء الأخريات , إلا أن هذا لا يعني أن يبقين سجينات بيوتهن طيلة اليوم , في كل الأشياء هناك الوسطية , فالرسول (ص) لم يسجن المرأة في المنزل كما يدعون , بل على العكس سمح لها بالخروج عندما تكون هناك أغرض تود قضائها , وكذلك لزيارة أقاربها و معارفها وعيادة المريض إلى غير ذلك . وسمح لها بالذهاب للمسجد كما ورد في قوله عليه الصلاة والسلام..
» ((لا تَمْنَعُوا إِمَاءَ الله مَسَاجِدَ الله)) »
إضافة إلى إن الرسول (ص) كان يحب صحبة زوجته عند الدعوات ويرفضها إذا كان المضيف لا يقبل زوجته معه , وعن انس (ض)انه كان للرسول (ص) جار فارسي معروف ب إعداد الأطباق الشهية , هذا الجار اعد للنبي طبقا ودعاه إلى مائدته . فسأله الرسول » وزوجتي؟ » ( يقصد عائشة رضي الله عنها ) , فأجاب » لا » ( لا ادعوها ) , فرد الرسول (ص) » ارفض إذا » , وكرر ذلك مرتين بنفس الشروط ولم يكن للرسول إلا أن يجدد الرفض , وفي المرة الثالثة على التولي قال له المضيف » أنا قابل » , فما كان من الرسو ل إلا أن يصطحب معه عائشة تلبية لدعوة الجار , رواه مسلم .
التعريف الحقيقي للمرأة و للحرية والاحترام موجود في الإسلام . المرأة لا يعترف بها كامرأة إلا إذا اتبعت ما طلب منها , في هذه الحالة تربح الاحترام في هذا العالم السفلي والجنة في الآخرة .
قال تعالى .. (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمً)ا)
وقال الرسول (ص) بشان ذلك ..
« إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ».
رواه ابن الهيبان وصدقه الألباني .
مخدوعة بايدولوجيا تدعي تحريرها ولكن في الحقيقة تنقص من قيمتها , على المرأة أن تعيد السؤال . هل أنا فعلا محترمة و مشرفة ؟
هؤلاء يتباهون بأنهم حرروا المرأة ولكن بشكل حيواني أو استغلالي , هي ضحية مجتمع غادر , ولكن ( باستغراب ) بدون أن تشعر بذلك , الإسلام أعطاها قيمتها الحقيقية , وضعية و احترام وحقوق لا مثيل لها .
التصرف مع المرأة – كما يريد الغرب- – يعني إشاعة الفوضى والااخلاق , و بالتي ستكون بدورها تافهة في الأرض كما تبين ذلك الأحداث .
معاملة المرأة كما يريد الإسلام و كما أراد الله, الخالق, المشرع للقوانين الحكيمة, سيكون من نتائجه المنطقية انسجام المجتمع, والصفاء و السعادة.
انتهى .
عن موقع ..islamhouse .com
ترجمة. جمال مصباح
Aucun commentaire