المراة الجوهرة الثمينة2
الجزء الثاني
تحرر المرأة
تأكد ذلك فعلا في النصف الثاني من القرن العشرين , عندما شرعت المرأة في المطالبة بحقوقها المماثلة لحقوق الرجل على جميع الأصعدة ,والتي حصلت عليها تدريجيا مع توالي السنين , وبالموازاة مع ذلك (تحت التأثير أو بدونه), ولدت لديها فكرة الانفتاح, العيش ,المطالبة بالحرية,الاستقلال والقطع مع العقليات القديمة .
حصلت المرأة على » الحرية « , وهي اليوم تفعل ما تريد باسم الحرية والمساواة ولها نفس حقوق الرجل, هي مواطنة لها وجود وتعبر عن ذلك علنا.
ومع ذلك, هل هذه الحرية فعلية حقا كما يستنتج, أم هي مجرد فجور ؟
كما يمكننا التساؤل عما إذا لم يكن تحرر المرأة في الحقيقة, تعبيرا جليا يخفي- بالنسبة لكل مفكر- استغلالها؟
هذه الخطابات الرنانة ليس لها بالتأكيد مكانا هنا , فهي في الواقع مجرد غطاء للبؤس , فعلا هناك تغيير في الرؤيا بالنسبة للمرأة ,ولكن هذا التغيير لم يكن –حقيقة- في صالحها.
إلى يومنا هذا يكفي أن نفتح أعيننا لنرى بان المرأة لازالت غير محترمة كما ينبغي , رغم رغبتهم في اقتاعنا بذلك , فقد حصلت فعلا على الحرية ولكنها حرية شاملة بدون مبادئ , بدون قيم وبلا حشمة ولا شرف . فقد مرت من جانب لآخر, من غياب مطلق للحرية إلى حرية ذات طعم مر ولا حدود لها.
يريدون أن يقنعونا ( مع الأسف الكثير اقتنعوا بذلك ) بان المرأة مساوية تماما للرجل في جميع الأشياء ,و لها نفس حقوقه , لكن المستغرب أن بعض أوجه اللامساواة بين الجنسين لا زالت قائمة , بالنسبة لهم التفتح يعني غياب الطابوهات , المرأة لا تكون امرأة إلا إذا لم تكن لها قواعد سلوك , يدفعونها لتلبس اثوبة غير لائقة بالشارع , مدعين بان ذلك ما يسمى تفتح المرأة وتصالحها مع ذاتها , يشيعون الاختلاط في جميع الأمكنة , ونتيجة ذلك هو تفشي الانحراف والمشاكل الزوجية ومس خطير باحترام الشخص , وكذلك تعدد العلاقات قبل الزواج , الذي يؤدي لحمل عسير غير مرغوب فيه والى تنام مقلق للأطفال غير الشرعيين .
اغلب الاجهاضات هي نتيجة لكل ذلك ,سنة ألفين واثنين أحصيت , عملية إجهاض بفرنسا.205627
ونلاحظ كذلك تنامي الأفعال اللاأخلاقية مثل الاغتصاب, بحيث بلغ عدد مصرح به سنة ألفين واثنين,و بلغ عدد عملية إجهاض205627 الحالات
سنة ألفين وواحد ,إما الحالات غير المصرح بها فتزيد عن ذلك 9574
من أربع إلى ست مرات.
الآن فالمرأة تعتبر أداة لتلبية الرغبات وتمضية الوقت, تتقاذفها الأيادي من رجل لأخر ويتخلص منها بعد الإشباع بدون الاكتراث بمستقبلها وشرفها, ولكي تنجح في حياتها العملية بدون عوائق يجب أن تكون « منفتحة على جميع الاقتراحات « .
العالم الكبير ابن القيم قال بخصوص الاختلاط , » ليس هناك شك بان الاختلاط هو أصل كل الأضرار والمصائب , وهو كذلك احد اكبر أسباب تسليط عقاب الله ( على امة).
كما انه يشكل جزء من أساب الانحلال العام أو الخاص.والزنا, والموت
والأوبئة. ( كلام ابن القيم محل إعادة نظرفي الوقت الراهن- المترجم-).
سنة ألفين وثلاثة كان هناك ثلاثون ألف شخص مصابون بالسيدا ,كما أن سبعة ألاف إصابة مؤكدة سجلت سنة ألفين وأربعة ,
مقابل ستة آلاف سنة ألفين وثلاثة, حسب الأرقام المعلن عنها من طرف
معهد اليقظة الصحية.
المرأة هي أيضا أحسن وسيلة للبيع , وفي الواقع لإقناع الزبائن بالشراء ,يكفي أن تقف امرأة جذابة بجانب المنتوج ,على غرار آنسات الثمن المناسب ( برنامج تلفزيوني ), تتم تعريتها في كل مرة تسنح الفرصة بذلك من اجل الدعاية لرغوة الاستحمام أو الترويج لسيارة ,ولا يخلو أي برنامج تلفزي من الساذجات العاريات المستعدات للضحك من اجل نكت سخيفة في حقهن صادرة عن الجنس المذكر ,جد راضيات بشكل يثير الاستغراب.
يشتغلن في الغالب بمراكز للتواصل مع الزبناء , مثل سكرتيرة , بائعة , أو أمينة صندوق , ملزمة بارتداء لباس غير محتشم بهدف تحسين الجاذبية , وإذا لم تقم بذلك يتم البحث عن نساء » طوع أيديهم , قبل إن يعترف لها بعلو الكعب في أي ميدان , يجب على الفتاة, أولا أن تكون جميلة ,وثانيا أن تظهر ذلك, وان تبرز عذوبتها.
في الحقيقة , لم تكتسب أي حرية بمعناها الصحيح ,بل فقدت كرامتها وتواضعها وطبيعتها الأولية , قديما كانت فعلا مهانة ولكن كانت طرفا من العائلة , تتزوج بحشمة وتملك بيتا ,أما الاهانة و النزوة لم تكونا ظاهرتين للعيان , اليوم تبقى دائما مهانة ولكن بشكل مغاير , تم تحويها إلى وسيلة للاستلهام و الشهوات, يقضى معهن وقتا جميلا ثم يتم نسيانهن.
الخلية الأسرية شبه المنعدمة تجعل المجتمع هشا , لان دورها حيوي , الحرية المفترى عليها لم تزد النزوات إلا تكاثرا ,المرأة لم تعرف قط تحررا ايجابيا , ولكن تعرف استغلالا من طرف رجال لا يشعرون بأي وخزفي الضمير , يستغلونها لتحقيق غاياتهم,كما أنها لم تنل بعد حريتها بالمنظور الأخلاقي والإنساني, وهذه الحرية الزائفة لا تصب إلا في مصلحة الرجال , الذين هم أحرارا في الإفراط في استغلالها بدون عقاب , تحت الأعين غير المبالية والمتواطئة للجميع , وبقبولها هذه الوضعية , فقدت المرأة أنوثتها , جمالها , لطفها وتميزها .
تطلب الاحترام بينما تمد يدها لغير المحترمين ,فكيف لها أن تحصل عليه ؟ .
من الجانب الأخر , هناك الإسلام , الديانة الوسطية , التي لا تميل لأي غلو ..
( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيم) صدق الله العظيم )
الجزء الثلث ..
وضعية المرأة في الإسلام
يتبع
Aucun commentaire