لايمكن تحقيق الأمن الا بتعاون المجتمع المدني : دور وداديات الاحياء  في هذا المجال

اذا كان كل المتتبعين للشأن الأمني  خصوصا في شقه المتعلق بمحاربة الجريمة يدركون تمام الادراك انه رغم كل المجهودات التي تقوم بها المصالح الأمنية  في هذا المجال فان القضاء بشكل كلي ونهائي على الجريمة ما يزال بعيد المنال في بلدنا ، خصوصا ما يتعلق بالجرائم التي تقظ مضاجع المواطنين وتجعلهم يعيشون فوبيا السرقة بالخطف او النشل او السرقة باستعمال السلاح الأبيض و السطو على المنازل ،و سرقة السيارات …الخ لأن الممارسين لهذا النوع من الجريمة  وبحكم الممارسة  صاروا   » اذكياء  » في  ابتكار مختلف الطرق والحيل لأسقاط ضحاياهم في الفخ ، بل صاروا يتكيفون مع مختلف الاستراتيجيات الأمنية  في هذه المدينة او تلك …
وهكذا ما زلنا  يوميا نسمع  او نقرأ على مختلف  صفحات الجرائد اليومية او الاسبوعية او الالكترونية  الوطنية والجهوية استمرار انتشار الجريمة  بسيناريوهات محبوكة بدقة  ليس في مجال السرقة فحسب وانما  ايضا في  عالم النصب والاحتيال حيث  يقوم النصاب بحبك العملية بدقة غريبة …
من هذا المنطلق كان القضاء على هذه الاصناف من الجريمة يكاد يكون مستحيلا اذا لم تتضافر  كل الجهود ، سواء جهود المصالح الأمنية من جهة  او جهود مختلف شرائح المواطنين  وجمعيات المجتمع المدني من جهة أخرى ، وبالتالي   الجهة المرشحة بان تلعب دورا فعالا  بجانب المصالح الأمنية لتحقيق الأمن  ومحاربة بل ومحاصرة الجريمة ، هي وداديات الاحياء ، وذلك لعدة اسباب نذكر منها على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر  :
1 ـ لقد اصبح من اولى اولويات وداديات الاحياء توفير الأمن بالحي الذي تمثله ، ويتجلى ذلك في الحراس  الليليين  حيث ان العديد من الوداديات متعاقدة  اما مع شركات للحراسة او مع اشخاص ذاتيين  من اجل  الحراسة والمراقبة خصوصا بالليل
2ـ معرفة الوداديات الأحياء  لمختلف الأزقة والدروب التي تتكرر فيها  السرقة بالخطف ـ النقاط السوداء
3 ـ العديد من الاشخاص الذين يتعرضون للسرقة بالخطف او باستعمال السلاح الابيض ـ خصوصا النساء والفتيات لا يقمن بالتبليغ وتسجيل شكايات لدى الدوائر الأمنية ، في حين تكون الوداديات على علم بها
وانطلاقا من هذه المعطيات فان الوداديات تعتبر اذاة فعالة لمحاربة الجريمة  بل والقيام بعمليات استباقية  اذا ما كان هناك تنسيق  دقيق بين المصالح الأمنية ووداديات الاحياء

عبد الباسط محتات والي الأمن والتصور التشاركي مع وداديات الاحياء

انطلاقا من هذه الحيثيات فان السيد عبد الباسط محتات  والي الأمن  بالجهة الشرقية ،  والمؤمن بالتواصل ، والتشارك  ، يعي تمام الوعي الدور الذي يمكن لوداديات الاحياء ان تلعبة   في تحقيق امن مستدام وفعال لمحاربة كل اشكال الجريمة ، في حال ما اذا تم عقد شراكة فعالة  بين وداديات الاحياء من جهة والمصالح الأمنية من جهة اخرى ، شراكة تتأسس على  مقاربة امنية تتخذ كأرضية لها مبدأ التعاون والتنسيق لمكافحة  ومحاصرة كل اصناف الجريمة  بمختلف الأحياء ، ولهذا قرر السيد والي الأمن عقد لقاءات تواصلية وتشاورية مع مختلف وداديات الاحياء قصد الاتفاق على ارضية مشتركة يمكن ان يتم اعتمادها للتعاون والتنسيق بين الطرفين  لما فيه مصلحة  كل المواطنين ،
وبالفعل قام السيد  الوالي  بالخطوات الاولى في هذا الاتجاه  حيث  بعقد لقاءات  اولية مع بعض  الوداديات ، الشيء الذي  اعتبرته هذه الأخيرة مثمرا وفعالا ،  حيث لمست في السيد عبد الباسط محتات شخصا  يستمع بامعان ويؤمن بالحوار والتشارك ويحترم الرأي الآخر،  وأكثر من كل هذا رجلا عمليا  ،  مماشجع هذه الوداديات على وضع يدها في يد المصالح الأمنية  ليس فقط للقضاء  على الجريمة ومحاربتها وانما ايضا  بالقيام باي عمل استباقي قبل حدوث الجريمة
ونظرا للدور الهادف الذي تلعبه وجدة سيتي   فاننا فتحنا مع مختلف وداديات الاحياء نقاشا حول  كيفية تصورها لمقاربة تشاركية مع المصالح الأمنية لمحاربة مختلف  اصناف  الجريمة  ومحاصرتها ، بل كيفية القيام بعمليات استباقية  ، خصوصا ما يتعلق  بالسرقة  الخطف السطو واعتراض السبيل ؟
ومن باب الأمانة الاعلامية ، والنزاهة والموضوعية والحياد فاننا نورد تصور ممثلي  وداديات الاحياء  بخصوص هذا الموضوع  بالصوت والصورة ـ الجزء الأول ـ

على اننا سنورد تصورات باقي الوداديات ريثما يتم التسجيل معها