Home»Débats»في ظاهرة الشعبوية بالمغرب

في ظاهرة الشعبوية بالمغرب

0
Shares
PinterestGoogle+

أن   تنجح   سياسيا      في البلدان
الرائدة   في  الممارسة  الديموقراطية
مسألة  في غاية  الصعوبة  بينما   في
المغرب      يكفي  أن  تكون  تافها  لتبلغ
مرادك    .في إحدى  دول  أروبا    الشرقية
التي  بلغ    فيها  الوضع  السياسي  درجة
قصوى  من  العبث    شاع   بين  مواطنيها
قولة   شهيرة  عبارة  عن  سؤال  وجواب
:ماذا  ستنادي  شخصا  تافها  بعد   خمس
عشرة  سنة  ؟سأناديه   يا  سيادة  الرئيس .
المغاربة  اليوم  يعرفون  أن  الذين
يحتكرون  المشهد  السياسي   سلطة
ومعارضة   كان  من  المفروض  أن  يظلوا
بعيدين  عنه ،لأن  نهاية  دراماتيكية
كهذه   لحراك  شعبي   ناضل  بقوة  من  أجل
التغيير   ستدخل  المغرب  نفقا  مسدودا
،وتجعل  مستقبل  البلد  مفتوحا  على
سيناريوهات   مخيفة،ويؤجل  بالتالي
مسألة  الإنتقال  الديموقراطي إلى
إشعار  اخر .
سئل  الديكتاتور  الليبي  الراحل  معمر
القذافي ذات  يوم  عن  مفهموم  الثورة
فأجاب    بعدما  فكر  برهة  :هي  أنثى
الثور ، أي  البقرة  . الجواب  المضحك
والساخر  تلقفه  عندنا  عبد  الإله
بنكيران  زعيم  حزب  العدالة  والتنمية
وفهمه   فهم  الزعيم  الليبي  ،فكانت
النتيجة   مبهرة له ، وهي   الوصول  إلى
السلطة  وقيادة  الحكومة  وهو  بذلك  يحقق
حلما  طالما  راوده   ولم  يكن  ليتحقق
لولا   الثورة/البقرة   المغربية
المعطاء    .
لا  أريد  في  هذا   المقام  سرد    أخطاء
وزلات  بنكيران  لإقتناعي  أن   المشكل
لا يكمن   في  أخطاء  ناتجة  عن  سياسات  ،
فالسياسي  مهما  كان  سيرتكب  أخطاء   ما
دام  فاعلا  وممارسا  ، ولكن  لإنعدام
وجود هذه  السياسات  أصلا  .بنكيران
الذي  يعرف  كيف  يدغدغ  مشاعر  الناس   ،
« يتفرعن »  على  معارضيه  ومنتقديه بلسانه
السليط   وعصبيته  الزائدة  ، رجل   يتقن
الشعبوية  .  عاهد  المغاربة  ولم  يوف
بعهده   ، باعهم   القرد  وهاهو   الان
يسخر  منهم .
بعد أيام  معدودة  سيقف  المغاربة  على
حصيلة   سنة  من  أداء  الحكومة   فماذا
سيقوله  بنكيران  للمغاربة ؟هل  سيملك
« وجها   » ليواجههم    ؟الجواب  معروف  لأن
الشعبوي  لا  » وجه »  له.

إلياس  العمري   شعبوي  البام  ، رجل  يتقن
لغة  الخشب  ، لعب  دورا  بارزا  في
تأسيس  حزب  البام   و الزج  بقيادات  وأطر
ونخب ريفية   بارزة  في هذا  الحزب  .عاد
بقوة   إلى  الواجهة  السياسية  بعدما
انحنى  لعاصفة  الربيع  المغربي   وتوارى
عن  الأنظار  لفترة . العمري  في  برنامج
90 دقيقة  للإقناع الذي  بثته  قبل  شهور
قناة  ميدي 1  ،لم  يقنع  أحدا ،وبدا
واضحا  من كلامه  أن  الحزب   الذي  ولدته
السلطة  بطريقة  غير  شرعية  ، وتلقى
صفعة   قوية  في  الإنتخابات  التشريعية
الأخيرة  ،وكذلك  في  الإنتخابات
الجزئية  في  طنجة  ومراكش ،  ستتركز
سياسته  الان  على  الحصول على  تبني
شعبي  للحزب  » اللقيط »  .
تغيير  بوصلة  الحزب  واعتماد  أسلوب
جديد  في الخطاب  غرضه     السعي  نحو
إظهار  نفسه خادما  لقضايا  الشعب
وتلبية  حاجياته  الملحة  والتناغم  مع
مطالبه  خصوصا  مع  الأخطاء  السياسية
القاتلة  للعدالة  والتنمية .وهذا  ما
يتضح  مثلا من  دفاعه  عن  معطلي  محضر  20
يوليوز ، و   عن  السلفيين  ،وخارجيا
بعرض  مساعي  الوساطة   على  الفصيلين
الفلسطينيين  فنح  وحماس ، في  الوقت
الذي  سجلت  فيه  الديبلوماسية  الرسمية
المغربية بقيادة  حزب  البيجيدي  ضعفا
بينا  في  الملف  الفلسطيني  إبان  حرب
غزة  الأخيرة .
لكن الهدف الخفي  و  الحقيقي  الذي  يسعى
من  أجله   والذي  يعرفه  عموم  المغاربة
هو  تدجين  الحقل  السياسي  وتحصينه ،
وترويض  الخصوم  السياسيين  ،  والقضاء
على  مزعجي  السلطة .

حزب  علال  الفاسي  الأرسطوقراطي   الذي
يضم  في  صفوفه  طبقة  من   المتنفذين
والمتحكمين  في  هياكل  الدولة   بقيت
أمانته  العامة   محتكرة   من  طرف  أسرة
علال  ، لكن  رياح  الشعبوية   التي  أتى
بها  الربيع  المغربي  لم  تستثنه  .شعبوي
الإستقلال   إسمه  حميد  شباط . « عروبي »
قدم  من  تازة   بمستوى  تعليمي   متواضع
لم  يكن  مانعا  له  في  سبيل  تحقيق
مطامحه  ومطامعه  التي  يقول  العارفون
به  أنه  لا  حدود  لها.شباط  يعرف  أنه
حقق  أهم   هدف  له  لحد  الان   وهو  « إخصاء »
ال  الفاسي  وفرض هيمنته  على  الحزب  ،
وهو  الان يدق    أبواب  الحكومة  بكل  ما
أوتي  من  قوة  لفرض  تعديل  حكومي
بقواعد  و   شروط  جديدة .
شباط  الذي  يشغل أيضا  منصب  عمدة  فاس
كان  قد  وعد  الفاسيين  باستقدام  البحر
إلى مدينتهم  ،وأدهش  المغاربة  عامة   ب »
تور  إيفيل  « ، الشباطي  الذي  لم  يكن  له
الحظ   في  البقاء  في العاصمة  العلمية
سوى  بضعة  أيام . فاس  بمفارقاتها  و
أوجاعها  حولها  شباط  إلى ما يشبه
امرأة  متسخة  بدل أن  تولي  الإهتمام
لنظافتها   وأسقامها   تظهر  حريصة  على
وضع  « العكار »  على  شفتيها .
وكما  تابع  الجميع  ذلك  فقد  تعزز
الحقل  السياسي    الشعبوي  بضيف  جديد
أتى  من  اليسار   إسمه  إدريس
لشكر.الذين  انتخبوه   من  الإتحاديين
رأوا  فيه  ربما  الرجل  القادر   على
قيادة    الحزب  في  هذه  المرحلة  ، لكن
المتتبعين  للمشهد  السياسي   والعارفين
للرجل  ، كانوا   يرجحون  فوزه    نظرا
للظاهرة  السياسية  الجديدة  التي
اكتسحت   الحياة  السياسية  …
الشعبوية    قتل  للسياسة   و انتصار
للكذب  والدجل   السياسي  . بعض المغاربة
كانوا  يعتقدون   أنهم  يبصمون  على
نموذج   إسثنائي  في  التغيير   السلمي
والسلس  ، لكنهم  الان  يكتشفون  كيف
يحول  الشعبويون  حلمهم   إلى  سراب  …

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *