الوفا ودرس العرائش
المكان مدرسة بنيابة العرائش والزمن
يقال إنه زمن تغيير وإصلاح ، والبطل
دائما وزير لا نعرف هل يضحكنا أم
يبكينا .أما الواقعة كما نقلت
إعلاميا فهي كالاتي : .الوفا في فصل
دراسي يتابع درسا في الفرنسية
تقدمه أستاذة مجازة في الأدب العربي
. السيد الوزير لم يستسغ ارتكاب
الأستاذة لأخطاء وصفت بالفادحة لذلك
لم يتمالك نفسه و »بعفويته » المعهودة
أخذ طبشورا ومنح الأستاذة صفرين ،
كل ذلك تم أمام أنظار الأطفال
الصغار ،دون أن يفكر السيد الوزير
في الأبعاد المختلفة لهذه الواقعة
،وكذلك أسبابها الحقيقية .
أن لا يفهم شخص في مرتبة وزير
التعامل مع مشكل بسيط ،و يبدو عاديا
دليل على أن حل المشاكل الكبيرة مثل
التي يعيشها قطاع التعليم المغربي
تحتاج رجالا كبارا .كبارا في رجاحة
عقلهم وسعة صبرهم ، وشساعة علمهم …
ارتباطا بالواقعة أود تسجيل
الملاحظات الاتية :
أولا:مهما علا شأن الزائر للفصل
الدراسي ، فيجب عليه احترام ادابه
والتقيد بأعرافه .والسلوك الصادر عن
جميع الأطراف يجب أن لا يتجاوز حدود
اللياقة . الوزير نسي أن الذي وجه له
نقده العنيف أستاذة لها مكانة
خاصة في أذهان تلاميذها .وهذا السلوك
سيدمر شيئا مهما للتعلم لديهم وهو
الثقة .و أن الشخص الذي يستقبلهم كل
يوم ويقضون معه الكثير من الوقت
ويشكل لهم النموذح والقدوة لا بستحق
الإحترام ما دام لا يتوفر على
الرأسمال المعرفي الذي من أجله
أوكلت له مهمة تدريسهم .
ثانيا : مهما كانت « فظاعة أخطاء »
الأستاذة فذلك ليس مبررا للتصرف
بتلك الطريقة الفجة . وكان على السيد
الوزير أن يتمالك نفسه ويطرح
سؤالا بسيطا هو :لماذا؟ليعرف
الحيثيات الحقيقية ويساعم بشكل فعال
في تغيير الوضع لا مفاقمته …وسيعرف
حينئذ أن الخطا هو خطأ من أسند قسما
لأستاذ لديه تكوينا معربا …
ثالثا :قرأت بعض التعاليق المتحاملة
على الأستاذة صاحبة القضية . وبعض
الأشخاص إرتأوا ضرورة عزلها من سلك
التعليم لضعف مستواها. وأنا هنا أطرح
التساؤل التحدي الاتي : ألسنا جميعا
نخطئ؟ ومن منا لا يخطئ؟وهل هناك
تقييما معينا لموظفي الدولة صغارهم
وكبارهم يؤكد على توفرهم على
الكفاءة اللازمة لشغل تلك المناصب ؟
الوفا نفسه في إحدى المراسلات
الخاصة إرتكب أخطاء لغوية لا يعقل
أن تصدر من شخص يتقلد هذا المنصب .دون
نسيان أقواله المشهورة (أوباما
باباه…) التي توحي لمن لا يعرفه أنه
يتحدث عن جزر الوقواق أو وطن اخر
غير الذي نعيش فيه . إنها تشكل بحق
أدلة دامغة على شيزوفرينيا أصابت
الجسد التربوي المترهل . ..
يجب الإقرار بأننا جميعا نخطئ .والذي
يدعي عصمته من الخطأ
وارتكابه للأخطاء أثناء مزاولته
المهنية فهو كذاب من الدرجة الممتازة
…
عموما الإنسان صنفان.صنف مفتوح الذهن
يشعر باستمرار بالجوع المعرفي
وبالحاجة الدائمة إلى إغناء وتقوية
مداركه وتجويد أدائه المهني .بمعنى
أنه ينظر إلى الخطأ كشيء بديهي
يصادف المرء في طريق بحثه عن
المعرفة ، ويحترم بذلك حق الاخر في
الخطأ . وصنف اخر يقوده غروره
« الخاوي » إلى الإعتقاد بامتلاك هذه
المعرفة ، وبأن الحكمة لا تخرج إلا
من فمه . وكما يقول المثل الشعبي »
الأواني الفارغة هي التي تحدث ضجيجا »
…
أخيرا ،هذا الكلام ليس نصرة للأستاذ
« ظالما أو مظلوما « .ولكن صرخة في وجه
كل الذين يعمدون إلى تصيد أخطائه
وهفواته سعيا نحو قمعه واستصغاره .
..و دعوة لوقف تلويث الجو البيداغوجي
ومخزنة العلاقات التربوية …
2 Comments
اضافة لما كتبه الاخ رشيد.ان حضور شخص مهما كان داخل القسم يغير كثيرا من سلوكيات الاستاذ وكذا التلاميذ.طبيعي جدا ان ترتبك الاستاذة كيف لا والشخص الجالس امامها ليس مديرا ولا مفتشا بل وزيرا وربما لم يكن بمفرده بل مرفوقا بحاشيته.اخطاء الاستاذة فى ذلك الضرف ليس عيبا والاستاذة معذورة وشكرا
Salam; bien dit Mr, je ne sais pas pourquoi on cherche les solutions des problèmes sans faire des études qui doivent nous mener aux causes et origines de ces problèmes…