Home»Débats»جرادة :كيف يتعاطى ـ المناضل الحقوقي ـ مع الشأن الحقوقي؟

جرادة :كيف يتعاطى ـ المناضل الحقوقي ـ مع الشأن الحقوقي؟

0
Shares
PinterestGoogle+

تنص مجموعة من العهود و المواثيق الدولية على  تكريس  مبادئ حقوق الإنسان، و التي ظهرت بشكل قوي في مسودات التنظيمات الدولية و الأممية و الدساتير،بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و التي دعت إليها الدول التي انتصرت في هذه الحرب و أصبحت منذ ذلك الحين حاملة لمشعل الدفاع عن هذه الحقوق، واستعملت يافطة للضغط على بعض الدول الصغرى و المارقة.

في نهاية السبعينات و بداية ثمانينات القرن الماضي برزت تنظيمات المجتمع المدني بشكل قوي خاصة في أوروبا الشرقية،و التي كانت تروم دمقرطة الأنظمة الشمولية ومنها منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.أما في السياق الوطني و بعد مرحلة المسلسل الديمقراطي الذي عرفه المغرب ما بعد سنة 1975،و بعد الإجماع حول استرجاع الصحراء المغربية،و الإنفراج السياسي الذي عرفه البلد،تأسست عدة جمعيات حقوقية منها:الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، و المشكلة في أغلبيتها من يساريين راديكاليين.و ستتأسس بعد ذلك تنظيمات حقوقية أخرى مقربة من بعض الأحزاب الوطنية كالمنظمة المغربية لحقوق الإنسان القريبة من الإتحاد الإشتراكي ، و العصبة المغربية لحقوق الإنسان المقربة من حزب الإستقلال.و غيرها من الجمعيات التي تناسلت بعد التطور الديمقراطي الذي عرفه البلد.

بعد هذا النظرة البانورامية،لنا أن نتساءل هل جرادة تمتلك فاعلين و مناضلين حقوقيين متشبعين حتى النخاع بهاته الحقوق؟أم حقوق الإنسان ليست سوى يافطة لإبراز الذات،و التأكيد على الوجود،هل هذا وضع نشار باعتبار أن حقوق الإنسان يجب أن تكون بعيدة عن أية اعتبارات؟هل وضع كهذا ناتج عن المرحلة السوداودية التي عاشها المغرب، و التي تميزت بالتضييق على التنظيمات الراديكالية ما حذا بالمناضلين إلى البحث عن ملأ هذا الفراغ ؟ما علاقة  الجمعيات على مستوى المركز بالفروع و منها على مستوى جرادة،هل يوازي حاملوا  خطاب حقوق الإنسان نضجا نظراءهم على مستوى المركز؟و في الأخير من هم « المدافعون عن حقوق الإنسان بجرادة » و ما هي تركيبتهم الإجتماعية؟ و كيف  يقبلون على الفعل الحقوقي؟

في بداية تسعينات القرن الماضي تأسس أول فرع لإحدى الجمعيات الوطنية المدافعة عن حقوق الإنسان، من خليط غير متجانس من عدة أشخاص،أغلبيتهم معطلون خريجي الجامعة، حاملين خطابا راديكاليا،و من مشارب اجتماعية وسطى خاصة من قطاع التعليم،و تأسس فرع جديد لجمعية حقوقية وطنية أخرى في نهاية العقد الأول من القرن الواحد و العشرين .و ما يهمني في هذا المقام الطريقة التي تدبر بها ملفات حقوق الإنسان في سياقها المحلي،و كذا ممارسات الاشخاص الذين يحملون مفاتيح الدفاع عن هذه الحقوق،و الهدف الذي أرومه هو تحليل هذا الواقع من أجل الرقي  بحقوق الإنسان، لا المس بأي جهة معينة.

فكما في علم الجميع،فالفقر ضارب أطنابه بالمدينة،و فرص الشغل جد محدودة،و إنتاج الثروات و إعادة إنتاجها محتكر على فئات معينة من الاقتصاد الغير المهيكل خاصة في ميدان الفحم، و البيروقراطية التجارية الخدماتية ، هذا الواقع المكهرب و الغير السليم يجعل بعض الحقوقيين يقومون بالممارسات التالية:

   1. محاولة ممارسة الوصاية على تنظيمات مدنية أخرى.لن أنسى ذلك اليوم التي قامت به إحدى الجمعيات المحلية بإعلان مشروعها حول نشر ثقافة حقوق الإنسان في أوساط التلاميذ،و هو مشروع طموح و إيجابي مما حذا بجمعيات حقوقية بإعلان رفضها،مبررين رفضهم بأن هذه الجمعية تتطاول على اختصاصهم،و مفسرين- بشكل كاريكاتوري هزلي – بأن هذه الجمعية أخذت أموال هذا المشروع، الذي كان من المفروض أن يذهب إلى جمعياتهم،و المتتبع يعرف أن الجمعية التي قدمت مشروعها للجهة الممولة منذ أكثر من سنة قبل تاريخ الإعلان عن بداية المشروع،و بعيدا عن كل التفسيرات المثيرة للضحك بل للشفقة أيضا.و هو ما يفسر عزلة حاملي لواء الدفاع عن حقوق الإنسان بجرادة،ونأيهم عن امتلاك المعلومة،و هذا يدفعهم لإيجاد إجابات لتساؤلاتهم من إبداع خيالهم الخارج عن جادة الطريق،و هي إجابات،في غالب الأحيان تكون مجانبة للصواب.
   2. تصفية حسابات مع جهات معينة، و هذا ما وقع عندما تحالفت إحدى الجمعيات الحقوقية بجرادة مع « مستثمر هولندي مزعوم »،و عندما اكتشفته الجمعية المحلية و عرت على حقيقته، لم تعتذر الجمعية الحقوقية المذكورة عن اتهاماتها.
   3. جعل يافطة حقوق الإنسان كتعبير عن نوع من الجاه، مثل توزيع إحدى الجمعيات لبطائق مراسل صحفي لها،و وضعها من طرف بعض الأشخاص في الزجاجات الأمامية للسيارات.

إذن يمكن أن نقول أن « الفاعلين » الحقوقيين بجرادة في أغلبيتهم ما زالوا بعيدين عن المتغيرات الدولية،و حتى الوطنية،و مازالوا لم يتمكنوا من تملك آليات تساعدهم على الانخراط بشكل إيجابي في دينامية الدفاع عن حقوق الإنسان بشكل صرف،بعيدا عن كل الحسابات الضيقة،أو ذات الطابع السياسوي الصرف،لذا مطلوب منهم تقوية قدراتهم التكوينية،في مجال بناء المشاريع،و الإنفتاح على تجارب أخرى،و خلق شراكات مع جهات وطنية،ودولية،للرقي بحقوق الإنسان و إعمالها.لأن ما يلاحظ أن المركز وعى هذه الرهانات،و قوى من قدرات منخرطيه،و أعضاءه وقام بشراكات مع عدة جهات دولية كالإتحاد الأوروبي ،في وقت نلاحظ أن الفروع – و جرادة كنموذج حي – ما زالت بعيدة عن هذه التحديات،و ما زال أغلبية حقوقيي جرادة – سامحهم الله- يجرون خطاب الجامعة الدياليكتيكي  الرث،و تفصلهم سنوات ضوئية عن الركب النضالي الحديث.فهم يهدرون أوقاتهم في مقاربات حقوقية متجاوزة،و إسقاطات سياسية أكل عليها الدهر،و تبني الفروع لهذا النوع من الخطاب،و على صعيد المغرب،و في فجوة كبيرة بين المركز و المحيط،هو ما أثر على مؤتمر إحدى الجمعيات الحقوقية،بحيث خرجت هذه الأخيرة عن إجماع كل المغاربة،في وحدتهم الترابية،مطالبة ب »حق تقرير المصير » الذي هو نتاج الحرب الباردة،و متحالفة موضوعيا من طغمة عسكرية جزائرية تدافع عن مصالحها،و للإشارة فقد تلقت هذه الجمعية تهنئة من مرتزقة البوليساريو،و دافعت عن الشذوذ الجنسي،بمبررات « حقوقية » ماسة بالوحدة الروحية للمغاربة.أفهل وعيتم يا عرابي الدفاع عن حقوق الإنسان بجادة كل هذه التلاطمات ,,,,؟؟؟؟؟؟أتمنى ذلك.و إن غدا ناظره لقريب , !!!!

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. فاعل جمعوي
    02/07/2010 at 00:07

    المقال لا يندرج إلا في إطار تصفية الحسابات مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على اعتبار أن صاحبه ظل دوما يدافع عن جمعية معروفة بجرادة لا تخفي امتعاضها ومحاربتها للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ،لأن ما بين العنوان ومضمون المقال بون شاسع لأن صاحبه وعن قصد أدرج الجمعية التنموية في إطار معادلة غير منسجمة ، كما يعبر المقال عن جهل صاحبه بالتاريخ الحقوقي بجرادة وكيف كانت النشأة ومن تحمل فيها المسؤولية ومن هي التنظيمات اليسارية التي شكلت عمودها الفقري ، في الوقت الذي كان فيه العديد من المنخرطين المنتمون للجمعية التنموية … لا يأتون إليها إلا للتشويش والوصولية (عبرها ) وهو الأمر الذي لم ينجح في آخر المطاف ، بل لها تاريخ أسود داخل الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين .
    أما ما يخص الجمعية التنموية  » الاسعافية  » المشار إليها في المقال ، فلا تخفى نشأتها وأهدافها الأولى التي عليها تأسست وكيف نمت وتغيرت عبر الأيام وانحرفت عن الأهداف التي ولدت من اجلها بل الخطير عندما دخلت في مناورات لسحق تلك الأهداف عبر شراكات محلية مشبوهة لولا أنها وجدت رجالا شدادا عارضوا مشروعها الجهنمي ، ومرضى السيليكوز بجرادة خير من يعرف هذه الحقيقة الصادمة التي لم تكن منتظرة في أي يوم من الأيام من طرف جمعية ظلت تقتات تنمويا باسم مرضهم الفتاك ، فأبناء جرادة الذين أسسوا هذه الجمعية ( ونحن منهم ) وضعوا لها أهدافا محددة مرتبطة بواقع المدينة وبواقع عمال جرادة لتنسجم مع واقع ما بعد الإغلاق حيث أن بروتوكول الإغلاق تضمن وجود جمعية تسهر على خدمة ضحايا السيليكوز ، وفعلا كان هذا هو الهدف الذي عملت عليه الجمعية بداية ، قبل أن تتمكن فئة من داخل الجمعية وتنحرف بها بعيدا ، من خلال الأبواب الكبيرة التي فتحتها بواسطة المساعدات التي كانت ترد عليها ، وما حققته الجمعية من شموخ إلا باسم مرضى السيليكوز ، ولولا هؤلاء المرضى ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه ، وكان على هؤلاء أن يتركوا الجمعية الاسعافية لوظيفتها ، ويؤسسوا لأنفسهم جمعية تنسجم مع أهدافهم ، لا أن يتم استغلال الجمعية لأهداف أخرى ، ومن حق أبناء جرادة والساكنة ومرضى السيليكوز أن يحاسبوا الجمعية لأنها خانت أهدافها وخانتهم على اعتبار أن دورها كان يدخل في إطار بروتوكول الإغلاق وهو ما كان يفترض الانضباط له ، وهذه الحقيقة يعرفها جيدا القائمون على الجمعية ولا يمكن نكرانها في وجود وثائق صريحة ، كما انه يعاب على الجمعية المغربية لحقوق الإ&#
    1606;سان موقفها السلبي من الدور الخطير الذي قامت به هذه الجمعية  » التنموية  » من انتهاك لحقوق مرضى السيليكوز سواء ما تعلق بحقوق التطبيب وآلات الأكسجين والأدوية التي كان يتم التصرف فيها من غير إنصاف وعدل حيث لم يتم الاستماع إلى تظلمات المرضى … .
    من جهة أخرى لا تخفي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان موقفها من بعض شراكات الجمعيات التنموية على اعتبار الدور الذي تقوم به تحت يافطة بناء شراكات مع جهات أجنبية وما يشكله ذلك من خطر على المجتمع المغربي تحت مسميات حقوق الإنسان والمساعدات الاجتماعية … وما بدأ يتم اكتشافه من عمليات التنصير إلا جواب عن ادوار غير بريئة لتلك الشراكات التي تعمل وفق استراتيجية مدروسة تستهدف المجتمعات الفقيرة وعلى الخصوص المناطق الأكثر فقرا ، حيث تسهل هذه الجمعيات اختراق الوسط المدرسي من خلال الدعم المالي المبالغ فيه ، علما أن الجمعية المغربية للحقوق الإنسان لا تعارض ثقافة حقوق الإنسان بل تعتبر نفسها داعم ومساهم في ذلك في العديد من المحطات والمناسبات في سياق ما هو حقوقي محض ، وعليه فان إبعاد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يطرح سؤال عريضا. أما ما يخرج عن هذا النطاق فهو ترويج مقصود للتغليط لا يخفي نوايا أصحابه .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *