Home»Débats»فيدرالية جمعيات مدنية بجرادة:هل هو مولود خديج؟

فيدرالية جمعيات مدنية بجرادة:هل هو مولود خديج؟

0
Shares
PinterestGoogle+

تأسست مؤخرا
بجرادة فيدارالية تجمع مجموعة من الجمعيات،
المكونة لجزء من النسيج الجمعوي بالإقليم،إن
هذه الخطوة المحسوبة بالإيجابية، لنا أن
نتساءل عن  ماهية آفاق الفيدارلية؟ و
هل يكتب لها النجاح؟ هل تعبر عن حاجة موضوعية
لإنتاج تنظيم موحد من هذا القبيل؟ أم هو
مجرد إطار ولد ميتا؟ ماهي المثبطات 
التي تحول دون وصول مبتغاه؟ و هل يحمل في
طياته  بذور فنائه؟ و هل يمكن أن نقول
أن هذا الإطار  » من الخيمة خرج مايل »
حسب المثل الدارجي المغربي.و هل هو  
تعبير عن إنتاج فعل موضوعي ،أم رد فعل على
إنتاج تشبيك جمعوي ، له قوته الفعلية الميدانية
،إن على مستوى الفعل،أو على مستوى إنتاجه
لنخب منعكفة على تسيير جمعياتها،و التي
يمكن تشكل نخب المستقبل؟

لقد  استبشر
المتتبعون هذه الخطوة الإيجابية لتجميع
الجمعيات ،و خلق قوة اقتراحية  تشكل
نقطة إضافية للحقل المدني، و يمكن استنتاج
ايجابيات  هذه على اعتبار أن هذه 
الفيدرالية  تتكون من جمعيات ،أغلبيتها
غير فاعلة في الحقل التنموي،و ليست لها
مشاريع على أرض الواقع ، لكن هذا لا يجعلنا
نستثني بعض الجمعيات ، التي تقوم  بمجهودات 
في المجال التنموي،مما يدل أن هذه الجمعيات
قامت بخطوة جبارة للانتقال من ثقافة 
الركون و النقد الأجوف  إلى ثقافة المبادرة،والتأسيس
و العمل، و هذه الإشارة يجب التقاطها بشكل
إيجابي،و تدعيمها، و مساندتها، من كل الفاعلين
من دولة ،و مجتمع مدني  له تجربة ميدانية
،لذا  يتوجب على أصحاب هذه الفيدارالية،
تقوية قدرات منخرطيهم، والعمل على خلق
جمعيات ذات مهنية عالية، ترصد الحاجيات
بشكل علمي بعيدا عن ثقافة السياسوية الجوفاء.و
الإنفتاح على التجارب التي سبقتهم ، والإنكباب
على ممارسة الفعل المدني

إن المتمعن لتشكيلة
هذه الفيدارالية، و الجمعيات التي تشكلها،و
سياق الحراك الداخلي الذي سكن الأشخاص
الذين كانوا يشكلون الدينامو داخلها، فيمكن
أن نقسمها إلى تيارين:

  1. التيار الأول ،و
    الذي يتزعمه ،أحد رؤوس إحدى اللوائح الانتخابية
    التي تم إقصائها من المجلس البلدي من جرادة
    بعد أن تم الحكم عليها بالسقوط إثر الحكم
    الأخير في « النقض و الإبرام » مما يؤكد
    أن هذه الفيدرالية – حسب هذا التيار- يمكن
    إن تلعب دور واجهة سياسية يمكن  تحريكها
    في الأيام الشداد .و قد حصد 16 جمعية من أصل
    22 إلى جانبه،و كاد أن يصل إلى رئاسة 
    الفيدرالية، لولا أن نمط الاقتراع كان
    بشكل توافقي ،مما لم يؤهله إلى الوصول إلى
    هذا المبتغى.
  2. التيار الثاني،
    والذي يعبر  فعليا عن إرادة لخلق إطار
    لتجميع الجمعيات.و قد تكون موازين القوة
    لصالح هذا الطرف أو ذاك محددة لمستقبل هذه 
    الفيدارلية، ومدى تحديد اتجاهها.

لقد عاينت مشروع
« القانون الأساسي  » الذي قدم إلى الجمع
العام  و لاحظت مجموعة من الأمور الإيجابية
التي يجب تسجيلها:

  1. استعمال مفردات
    التنمية المستدامة، و التنمية البشرية،
    و خلق مشاريع مذرة للدخل ، وهي مفردات ،كانت
    تعتبر ، إلى وقت قريب، حسب أصحابها  مفردات
    « رأسمالية » و مستوردة….إلخ.
  2. التعبير عن الإنفتاح
    على التجارب السابقة و التنظيمات الموجودة
    و الشبكات….مما يؤكد أن هناك ،إرادة و تعبير
    للعمل.

لكن لا بد من
تسجيل بعض النقص في الرؤى من قبيل التأكيد
في مشروع القانون على أن الفيدرالية تهدف،-
و « بشكل كاريكاتوري »-،إلى إحداث بريد
إلكتروني،الذي ،للإشارة يعتبر نشاطا و
ليس هدفا، و أن إحداثه لا يستدعي 120 ثانية 
من  الوقت.

إنه لشيء إيجابي
أن تتشكل هذه الفيدرالية، و توحد جهودها،
لكن لابد أن نذكر أننا أمام جمعيات داخل
الفيدرالية لا تمتلك التجربة، وأطرها  
في أغلبيتها غير مؤهلة، مما يجلعنا أمام
تنظيم أفقي يجب أن يؤهل الجمعيات بشكل عمودي.و
هذا يهدد الفيدرالية بشكل خطير.لأنه من
المفروض أن تكون هذه الجمعيات راكمت تجربة
طويلة من التمرس، والعمل الميداني، وأن
خلق إطار موحد هو تحصيل حاصل،للإشتغال
على تيمات ترابية و موضوعاتية بالإقليم،حتى
تستجمع قواها،و حتى لا تهدر مجهوداتها.و
الخطير في الموضوع، هو أن تقدم هذه الشبكة
نفسها أمام عدة هيئات كالدولة،و منظمات
محلية و دولية كمخاطب ،و هي لا تمتلك التجربة،
و بالتالي أن هدفها منافسة فاعلين آخرين
عبروا عن أهليتهم و نجاعتهم، و أعتقد 
جازما أن أصحاب الفيدرالية سينتقلون من
النقد  من على كراسي المقاهي إلى مزاحمة
تنظيمات ذات تجربة ميدانية ، وهذا يتجلى
في  :

  1. تنظيم المهرجان
    السنوي بإقليم جرادة، الذي دأبت مجموعة
    من الجمعيات ، وبإمكانياتها، و بشراكاتها،
    مع مؤسسات وطنية و دولية،لتكريس هذا الفعل
    التنموي و الفرجوي كسنة سنوية.
  2. الاعتماد على ردود
    أفعال في عدم الاستفادة من برامج  و شراكات.

إن إنشاء فيدرالية
لمجموعة من الجمعيات  بجرادة ، يعتبر
شيئا إيجابيا، لكن على أصحابها ،أن يطوروا
قدراتهم المؤسساتية، و تغليب الجانب التنموي
، و ترك العمل السياسوي.و إذاك  » في
الإمتحان يعز المرء أو يهان ».

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. متتبع
    22/02/2010 at 12:46

    يعيش العمل الجمعوي بجرادة حراكا مهما ، ولا يسمح المجال باستعراض هذا الحراك واسبابه وسنخصص لذلك مقالا مستقبلا ، ما يمكن ان يقال ان هناك تجادب بين اطراف معينة تريد الهيمنة على العمل الجمعوي بجرادة ، وتاتي الفدرالية كرد فعل عن عن توحد جمعوي سابق في اطار النسيج الجمعوي الذي يرى البعض ان اراد اقصاء باقي المعيات من خلال قانونه الاساسي والميثاق بحيث البنود التي وضعت تقطع الطريق على البعض بينما هي تنفرد وتستحود على الفعل الجمعوي ويسحتاج هذا القانون والميثاق الى تشريح حتى يمكن فهم خلفياته التي لم تتقبلها باقي التنظيمات الجمعوية . ومن خلال هذا الحراك والتنافس تريد بعض الاطراف التشكيك في قدرة الفدرالية على الصود وبالتالي وضع المثبطات لافشال التجربة .
    وسيخلق ميلاد الفدرالية حركية وردود افعال متباينة بدأت بوادرها تتراءى على المستوى الاعلامي والمتتبعون كانوا ينتظرون هذه الردود خصوصا العالمين بخبايا صراع غير ظاهر سيكشف عن نفسه قريبا وسيعرف من يحرك خيوطه . ولنا عودة الى هذا الموضوع في مقال ان شاء الله .

  2. السلامي
    22/02/2010 at 22:20

    أشكر صاحب التعقيب المسمس »متتبع » و أقول له أن كل الفاعلين الجمعويين بإقليم جرادة ،يتمنون النجاح لهذه الفيدرالية الفتية.لأننا كفاعلون في الحقل التنموي ، لا نجد مخاطبا حقيقيا على مستوى التنسيق.لأننا نجد أنفسنا أمام أشخاص لا يفقهون في ممارسة الفعل التنموي، بقدر ما يجيدون خطابا تقليديا،لا علاقة له بالممارسة.فيا أخي المتتبع خلق فيدرالية ليس حدثا.الإشكالية هو هل التنظيم له القدرة على إعطاء قيمة مضافةمن خلال القيام بمشاريع،تقوية أطر الجمعيات و التخلي عن ثقافة المؤامرة ،أما تكريس نفس الثقافة البالية.فهذا لن يجدي شيئا.و كن متأكدا فإن الجمعيات الفاعلة و الحقيقية ستكون سندا لهذا الإطار.و الله و لي التوفيق.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *