ليت العرب يستفيدون من حكمة الإبل بخصوص الانتخابات الأمريكية
ليت العرب يستفيدون من حكمة الإبل بخصوص الانتخابات الأمريكية
محمد شركي
لقد دعانا الله عز وجل في كتابه الكريم للنظر في الإبل كيف خلقت ؟ وما دعا الله الناس، والعرب خاصة للنظر في هذا المخلوق الذي يضرب به المثل في الصبر والتحمل إلا لوجود ما يستدعي هذا النظر من حكم . ومعلوم أن الإبل من حيوانات البيئة العربية الصحراوية ، ولا يكاد بلد عربي يخلو من بيداء ، لذلك العرب أمة تعرف الإبل حق المعرفة أكثر من غيرها ، ويجدر بها أن تتعلم منها ما ينفعها . والأمة المغربية بحكم انتمائها العربي نظرت في الجمل نظرة ، فتعلمت منه حكمة ذهبية حيث زعمت أن الجمل سئل يوما : أيهما أفضل عندك صعود الجبل أم النزول منه ؟ فكان جوابه : » لعنهما الله حيث يلتقيان » وفي رواية أخرى : » لعن الله من ساقنا إليهما » وهذه الرواية الثانية أصح من الرواية الأولى، لأن الجبل مستقر في مكانه ، والإنسان هو الذي يسوق حيوان الصحراء الذي لا يصعد الجبال إليه . فيا ليت المغاربة وغيرهم من الشعوب العربية ،وهم يترقبون الانتخابات الأمريكية، يستفيدون من حكمة حيوان ألفهم وألفوه ، وقد أمرهم رب العزة بالنظر إلى كيفية خلقه . ومن خلقه أنه حيوان الصحراء الصابر على رمضائها إلا أنه لم يخلق لصعود الجبال الوعرة ، فقال ما قاله من حكمة في صعود الجبل ، وقد رواها المغاربة بلسانه وتداولوها في ما بينهم لقرون .
ولو أخذ العرب بحكمة الجمل ما ترقبوا نتائج الانتخابات الأمريكية ،و للعنوا الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء كما لعن الجمل صعود الجبل والنزول منه أو كما لعن من ساقه إلى الجبل . فمن المعلوم أن الأمة العربية هي الأمة الأكثر خسارة سواء فاز في الانتخابات رئيس ديمقراطي أو رئيس جمهوري . وكما خبر الجمل الجبل، كان من المفروض أن يخبر العرب أن الذي يحكم الولايات المتحدة هو لوبي صهيوني يسيطر على الثروات ، وعلى القوة العسكرية التي يستخدمها للهيمنة على العالم من أجل مصالحه . وليس الرؤساء الذين ينتخبون في الولايات المتحدة إلا دمى أو كراكيز يحركها هذا اللوبي الماكر كما يشاء ويختار. ومعلوم أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أمريكا وجهان لعملة واحدة ، وهي العملة التي يخسر العرب عندما يتعاملون بها ، ويتداولونها ، ويثقون فيها .
فها قد فاز » ترامب » الرئيس الذي شهدت حملته الانتخابية على شدة حقده على العنصر العربي، وعلى الدين الإسلامي حيث توعد ،وهدد المسلمين بالويل والثبور وعواقب الأمور، فما جدوى ترقب ما سيفعله ، وهو قد صرح جهارا نهارا بما صرح في حملته الانتخابية . وأي شيء ينتظر من مرشح بنى حملته الانتخابية على أساس تصريحات عنصرية خصوصا ضد العرب والمسلمين ؟ وإذا كان من سبقوه من الرؤساء ، وبأمر من اللوبي الصهيوني قد استباحوا حمى الوطن العربي ، واحتلوه ودمروه ، وأهلكوا نسله وحرثه ، وخربوه أشد الخراب ،وجعلوا أعزة أهله أذلة ،وكذلك يفعلون ، فلن يكون فعل الرئيس وهوة زير نساء مشهور بتحرشه ببنات حواء وبشبقه الجنسي كما شهد بذلك قومه أقل بطشا بالوطن العربي ممن سبقوه . ولئن انتظر العرب منه شيئا كما فعلوا ذلك من قبل مع من كان قبله ، فهم إنما كالمستجير من الرمضاء بالنار . ولن تكون رمضاء الغزو الأمريكي للشرق الأوسط أقل من نار توعد بها ترامب العرب والمسلمين، وويل للعرب من شر قد اقترب . ولن يغلق ترامب معتقل كوانتنامو الرهيب الذي وعد سلفه أوباما من قبل في حملته الانتخابية بإغلاقه. ولن يرفع ترامب الحصار عن الفلسطينيين ، ولن يرد لهم وطنهم السليب ، ولن يدخر جهدا في تزويد الكيان الصهيوني بالمزيد من أسلحة الدمار الشامل ، ولن ولن ولن … إلى ما لا نهاية للن . ولقد هش لفوز ترامب ديكتاتور مصر ، وشيعة إيران ، وقيصر روسيا ، وكلهم شر ووبال على العرب .فيا معشر العرب والله لن ينجيكم من الشر الذي اقترب إلا توحيد وجمع كلمتكم المشتتة ، ورص صفكم المتداعي . كفى من إظهار العنتريات والبطولات فيما بينكم بسفك دمائكم، وانتهاك أعراضكم واستباحتها ، وتبذير أموالكم في اقتناء أسلحة تخربون بها بيوتكم . عودوا إلى رشدكم ،وقد تبين لكم ما فعله بكم عدوكم الذي إن اختلفت أعراقه لا تختلف عداؤه لكم، وهو يزرع بينكم الفتن المظلمة كقطع الليل . وإن أخطر سلاح يخشاه عدوكم هو اتحادكم ، ووالله ما تجرأ عليكم ، ولا أذهب ريحكم إلا لتفرقكم ، وتناحركم . ولقد مر أسلافكم في جاهليتهم بتجربة التفرق والتشتت ،وذهاب الريح و لكنكم لم تستفيدوا من تجربتهم ، ولا من عبر تاريخكم . ولقد أذل أسلافكم في جاهليتهم أنفسهم للفرس والروم ، وها أنتم تذلون أنفسكم للروس والأمريكان والصهاينة وشيعة إيران ، وتعرضون أنفسكم لسخريتهم ، وأنتم تعملون القتل الرهيب في بعضكم البعض، وهم يتفرجون عليكم كما يتفرج المحرشون بين الديكة على ديكتهم ،وأنتم في غفلة تترقبون تعاقب الرؤساء الأمريكان على الرئاسة الأمريكية ، وليس في تعاقبهم إلا تعاقب إذلالهم لكم ، فهل أنتم متعظون أم أنكم على المضي في غيكم مصرون ؟
Aucun commentaire