الشوط النهاية ، و ورقة التوت الأخيرة
الشعب يلعب ورقته الأخيرة في يانصيب الانتخابات التي ستحدث في شهر شتنبر 2016،وان كان البعض من المراهنين يعطون الفوز لحزب الأصالة و المعاصرة القريب من صانعي القرار،بينما البعض الآخر و خاصة من أتباع الرئيس الحالي للحكومة و مناصريه من حزبه يتنبئون له بولاية ثانية في ظل غياب منافس قوي من المعارضة المتشرذمة الآن. و التي لم تستطع لملمة مكوناتها أو الوصول على وحدة الصف، وهي التي تعرف انشقاقات حادة بسبب تصارع المصالح داخل صفوفها. و أعني هنا حزب الاستقلال و حزب الاتحاد الاشتراكي. أما بقية الأحزاب الأخرى الإدارية فهي بينت عن انتهازيتها و جريها وراء المصالح و المناصب، وتسعى إلى الحصول على الحقائب الوزارية مع أي ائتلاف حكومي كيفما كان حتى لو لم تتقاسم معه إيديولوجيته. فهي كما يقال مستعدة على التحالف مع الشيطان من اجل الكراسي و المناصب و الغنائم.و هي بالمناسبة لا تملك لا إستراتيجية في التنمية، ولا قاعدة شعبية عريضة تمكنها من ولوج المراكز المهمة في أي استحقاقات انتخابية آتية.
أما المتعلمون و المثقفون الملتزمون فيرجحون و يراهنون على المناضلة السيدة نبيلة منيب أول أمينة عامة لحزب مغربي له توجه يساري اشتراكي، وهي بالمناسبة أستاذة جامعية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء لها تكوين علمي أكاديمي، ولها أسفار متعددة إلى أوروبا مكنتها من اكتشاف التطور و الرفاهية و الحضارة للمجتمعات الغربية،و على أساليب الديمقراطية التشاركية. وهي الآن ترأس اتحاد اليسار المغربي الذي يجمع كل المثقفين الملتزمين بقضايا الشعب. وهي مناضلة جسورة و شجاعة، تناضل من اجل توسيع مجال الحريات و حقوق الإنسان و العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص. كما تؤمن و هذا ما يميزها عن الآخرين –أن السلطة يجب أن تعود إلى الشعب(فالمعنى الحقيقي للديمقراطية أن الشعب يحكم نفسه بنفسه عن طريق اختيار من يمثله)و المناداة باستقلال و انفصال السلط الثلاثة و الدعوة إلى المساواة الحقيقية بين الجنسين،و التقاسم العادل للثروات.
وهي بكل وضوح مناضلة قوية من اجل الطبقات الاجتماعية المهمشة والمسحوقة و المحطمة و التي تعيش الفقر و تموت فيه.
و في نظرها أن المغرب في ظل الحكومة الحالية فقد سيادته بالمديونية التي وصلت إلى أرقام قياسية،و فقد قراره المستقل.كما تنادي من خلال حواراتها مع بعض القنوات الإعلامية إلى توسيع مجال الحريات ومناهضة الاعتقالات السياسية وتغيير الدستور من اجل تحقيق ديمقراطية حقيقية (ملكية برلمانية على الطريقة الاسبانية أو الملكيات في العالم الغربي). دون نسيان المناداة الاهتمام بالتعليم و محاربة الأمية في الأوساط الشعبية،و تقليص الفوارق الاجتماعية و الفوارق بين الجهات و توسيع الجهوية.
هذه مجمل الأفكار التي ينادي بها الحزب الاشتراكي الموحد بقيادة نبيلة منيب المرأة الحديدية أو المرأة القوية كما يحب بعض الناس أن يلقبوها. ومن اجل كل هذا كانت الأجدر أن يضع الشعب المغربي و المواطن ثقته بها كورقة أخيرة قبل أن يحبط ، بعد أن جرب عبر تاريخه بعد الاستعمار، هذا السيل من السياسيين الوصوليين و الانتهازيين المتلاعبين بمشاعر الشعب و الأمة….
و أخيرا نقول أن الشعب المغربي قد خبر الحكومات الرجالية منذ الاستقلال إلى اليوم .و لم تستطع كلها أن تمنحه الرفاهية و لا العلاج الحقيقي لمشاكل التنمية الاجتماعية بالاهتمام بالقطاعات الاجتماعية(الصحة و التعليم و العمل و السكن).كما خبر الشعب الحكومات المختلفة المكونة من ائتلاف من أحزاب وطنية و أحزاب إدارية مصطنعة خلقتها الإدارة من اجل أن تحد من قوة و شعبية الأحزاب الوطنية،كما خبر حكومات من وزراء تقنوقراطيين مختلفين، ولم يجد في هؤلاء ضالته و لا الحلول لمشاكله الحقيقية.
أخيرا قد نستظل و نحتكم و نستشهد بأفكار الشاعر و الروائي و الكاتب و المترجم المغربي عبد اللطيف اللعبي ، الذي يعيش الآن بديار المهجر مغتربا و في منفاه الاختياري بعد الأحداث الانقلابية في 1972 و التي كانت في وقت الراحل الملك الحسن الثاني، و التي كانت سببا في سجنه بسبب الأفكار التي كانت تتعارض مع التوجه العام للمخزن و يعتبرها من المعارضة.كان عبد اللطيف اللعبي يدافع عن فكره اليساري المنحاز للطبقة الفقيرة المستغلة(بفتح الغين). كانت العقيدة اليسارية التي ناضل من أجلها و سجن بسببها ، يشترك فيها الكثير من المثقفين في ذلك الوقت .. بدون نسيان أن عبد اللطيف اللعبي كان صديقا لأبراهام السرفاتي المعروف بفكره اليساري و الذي دخل هو الاخر الزنزانة بسبب الأفكار التي كان يؤمن بها…
قال عبد اللطيف اللعبي يوم خرج من الاعتقال »المرأة جنس بشري متفوق على الرجل .قدرة النساء على الصبر و التحمل لا تضاهيها قدرة الرجال.قلت ل »جوسلين »في إحدى الحوارات :لا اعرف كيف كنت سأتصرف لو كنت أنت المعتقلة.ربما طويت الصفحة و تخليت . أن تجربة النساء القاسية عبر التاريخ هي التي أعطتها تلك القدرة على التحمل و التضحية.لاحظ أيضا أن النساء لم يمارسن السلطوية و التقتيل كما مارسها الرجال عبر التاريخ.هذا فضلها عليهم و على البشرية جمعاء »
ولد الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي بمدينة فاس 1942 و حصل على الإجازة في الأدب الفرنسي سنة 1964 من كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالرباط. عمل مدرسا بالثانوي و مشرفا على مجلة »أنفاس » مع أبراهام السرفاتي سنة 1968.و المعروف عنه انه تمرد على الاستبداد ليحقق حرية الإنسان و كرامته ذلك هو هاجسه الذي كان يؤمن به.
انتاج : صايم نورالدين
2 Comments
هكذا نحن المغاربة لا نرى إلا الجزء الفارغ من الكأس . متى كان اليسار يتمين به عند الانسان المسلم بماذا نفعتنا حكومة التناوب ألم تكن اشتراكية ؟ أين رموزها الآن باستثناء السيد اليوسفي الذين كانوا يرددون على مسامعنا أسطوانة العدالة الاجتماعية محاربة الفساد محاربة اكل مال الشعب. ما إن سنحت لهم الفرصة حتى تراموا على مال الشعب كما يرتمي الاسد الجائع على فريسته فملأو ا بطونهم وجيوبهم وعادوا من حيث اتوا يتناحرون من جديد للانقضاض مرة أخرى على السلطة ومن ثم على اموال هذا الشعب. على الأقل تجربة العدالة والتنمية لا مثيل لها في المغرب لم يسجل التاريخ ان ضبط وزير او مسؤول ينتمي إليها ان مد يده ووسخها باموال الشعب رغم انهم يجربون حلاوة السلطة لاول مرة في حياتهم وما ادراك ما السلطة في المغرب المال العام معروض على مصراعية لمن اراد ان يملا جيوبه دون ان يمس له طرف. فرغم عيوب هذه الحكومة الخلقية بتسكين اللام وليس الخلقية بضم اللام لانها اطظرت اضطرارا إلى الزيادة في تكاليف العيش إلا أنها تبقى أحسن حكومة في تاريخ المغرب شئتم أم لا . وأقسم بالله العلي العظيم اني لاانتمي لحزب العدالة ولا لاي حزب آخر إلا أنها كلمة حق أقولها واحاسب عليها يوم القيامة.
لخبار يجيبوه توالا آسي احمد من ديار الغربة من بعد تسمع على « الشرفاء » ديال العدالة والتنمية آش غادي يديرو بفلوس الشعب وتشوف المشاريع الشخصية و الثروة لي غادي يحققوها على حساب أموال لبلاد والعباد.فلهذا مخصناش نكونو سذج حتى لهاذ الدرجة.