وجهة نظر في الصداقة مع الدب الروسي و الحمار الأمريكي
الدرس الاجتماعي الذي تعلمناه في المدرسة بمراحلها الثلاث(الابتدائي و الإعدادي و الثانوي) « أن الصديق يعرف وقت الضيق ».ذلك هو الامتحان الحقيقي للصداقة عندنا نحن في العالم الثالث الفقير و المستغل من طرف القوى الاستعمارية الكبرى.
تعلمنا أن الصداقة مبدأ و السياسة انتهازية.ولهذا تتعارض المصالح مع المبادئ.السياسة و لانتهازية عملة واحدة ذات وجهين،والصداقة و التضحية فهي كعملة واحدة أيضا ذات وجهين.
و تعلمنا من المرحلة الإعدادية ذلك البيت الشعري في قصيدة طويلة،قيل أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و أرضاه من ألفها و نظمها.و من بين أبياتها قوله
ما أكثر الأصدقاء عندما تعدهم و لكنهم في النائبات قليل
بين الدب الروسي و الحمار الأمريكي:
الحمار هو الشعار الذي تبناه الحزب الأمريكي الديمقراطي،وهو يرمز إلى قوة التحمل لدى هذا الحيوان المزعج بصوته(أنكر الأصوات صوت الحمير).
بين روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية اختلافات جوهرية في التعامل مع الحليف التابع أو الصديق.
تعتبر روسيا حليفها السوري صديقا و قد هبت إلى نجدته بعد أن أخذت الجماعات المسلحة شطرا كبيرا من أراضيه،و كادت أن تجعل النظام السوري في خبر كان نظرا للضربات الموجعة التي تلقاها من تركيا و الملكيات و الإمارات الخليجية و الأردن(باستثناء سلطنة عمان و اليمن).دول الخليج و الاردن أتباع أمريكا و إسرائيل. و هذه الدول مجتمعة هي التي كانت تعين الجماعات المسلحة بالخطط و المال و السلاح و فتح الحدود أمام من (يجاهد) في النظام النصيري و الشيعي و العلوي و العلماني و الملحد و الكافر…وهي المصطلحات التي ينعت بها النظام السوري/ لإقناع الأفراد للالتحاق بالجهاد في سوريا…
كاد النظام السوري بفعل التعاون البربري من طرف حلف أمريكا أن يلقى نفس المصير الذي لقيه النظام الليبي مع الرئيس معمر القذافي الذي أمن شر الولايات المتحدة و فرنسا،و المصيرنفسه الذي لقيه الرئيس العراقي صدام حسين،(و انه الغدر الاستعماري الذي لا يأمن شره إلا السذج من حكام العرب).
و هاهي الآن الدولة الليبية و العراقية لا وجود لها إلا في الخريطة الجغرافية، أما كواقع سياسي فهي تصنف الآن كدول فاشلة كالصومال، بسبب الصراعات المذهبية و الطائفية و العرقية و إعلان دولة الخلافة من هناك.
هبت روسيا لنجدة الحليف السوري بكل عتادها و عدتها و جنودها و أطرها العسكرية و أسلحتها ا النوعية و الحديثة و إمكانياتها المالية،ووقفت مرتين في مجلس الأمن هي و الدولة الصينية لترفعا حق النقض(الفيتو)في وجه الغطرسة الأمريكية و أتباعها من أجل القضاء على النظام السوري .و كذلك فعلت إيران و حزب الله أصدقاء سوريا الحقيقيين في مساعدة سوريا بكل الإمكانيات العسكرية (الأسلحة و الجنود) و المالية. و استعاد النظام السوري عافيته و جزءا كبيرا من أراضيه، و ألحق هزائم سريعة في الجماعات المسلحة و مموليها من دول الخليج العربي و تركيا و أمريكا و فرنسا و انجلترا…
لكن ماذا فعل الحمار الأمريكي بأتباعه1) في إيران الشاه عندما قامت ثورة الخميني الإسلامية؟ 2)وفي تونس عند قيام الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس بنعلي حليف أمريكا وإسرائيل؟3)و ماذا فعلت أمريكا بالحليف التابع حسني مبارك عند قيام الثورة هناك؟ 4)و فعلت نفس الشيء في أسيا أثناء حرب فيتنام و حروب الهند الصينية..5)و في أفغانستان استعانت بالجماعات الإسلامية للإطاحة بالنظام الشيوعي للرئيس نجيب الله التابع للاتحاد السوفيتي(سابقا)، و انقلبت على هذه الجماعات، لتحاربها…و تصنفها في خانة الجماعات الإرهابية.
الدولة الأمريكية بسبب النظام الاقتصادي النفعي والانتهازي الذي يسعى وراء المصالح سرعان ما يتخلى عن أتباعه و يلقي بهم إلى سلة المهملات بل إلى الجحيم، بعد أن يمتص دماءهم ويقضي بهم و بواسطتهم أغراضه و مصالحه الاقتصادية (انه النظام الذي يطلق عليه اسم البرجماتي: المصلحي الانتهازي النفعي) .
فما هي الصداقة الحقيقية إذن هل مع الدب الروسي أم مع الحمار الأمريكي؟
الدب الروسي شعاره المبادئ و الحمار الأمريكي شعاره المصالح.
فلا صداقة مع المصالح في بلد كل هدفه أن يستعمر الأرض، و يستغل الخيرات و الشعوب،و يعامل الأتباع كخدم أو عبيد…
و عندما تنتهي حكاية الاستغلال و المصالح يرمي بأتباعه إلى القمامة و بلا رحمة.انه النظام الرأسمالي المتوحش القائم على التنافس و التآمر و الخديعة و الحروب و الغلبة و إلحاق الإفلاس بالآخر، من أجل الاحتكار و التحكم في السوق و الأسعار و الأرباح و الثروة…فالحيتان الكبيرة لا تشفق على أسماك السردين الصغيرة.
إنها سنة الاقتصاد الرأسمالي و الليبرالية المتوحشة…
انتاج :صايم نورالدين
1 Comment
لكن الدب معروف بالحمق والاحمق يريد نفعك فيضرك نريد صداقة الانسان لادب احمق ولاحمار وحشي