رسالة مواطن إلى من يهمهم الأمر
الكل يعلم أن الغابة هي رئة الإنسان. لقد جعل التطور الصناعي الرهيب حياة الإنسان في وضعية مقلقة. هذا التطور الصناعي هو المسئول عن خلق بيئة متعفنة و موبوءة بالتسمم الهوائي و المائي و النباتي و الترابي(من التربة).انه الثمن الذي يؤديه الإنسان كضريبة للتقدم الصناعي… إن ما تقذفه المصانع و السيارات و المنازل من أزبال و نفايات و سموم و غازات تنتشر في كل مكان و على مدار اليوم،جعلت بعض الأمراض المستعصية التي لم تمكن معروفة ولا متداولة،تعرف انتشارا واسعا في فئات العمر المختلفة.وأصبح ناقوس الخطر يدق.
و الكل يعلم أيضا أن غابة سيدي امعافة هي الرئة الوحيدة الموجودة بالمدينة الشرقية.ولكن للأسف الشديد أن كثيرا من المواطنين بغير قصد و بلامبالاة تارة ، وأخرى بقصد وتعمد،يجعلون هذا المنفذ الوحيد مكانا لطرح الأزبال المنزلية من أتربة و أحجار، و جميع مخلفات البناء على جنبات الطريق( المسئول طبعا هم سائقوا شاحنات نقل رمل البناء في هذه الحالة).وأنت تتجول في أنحاء الغابة، لتصاب بالذهول من كثرة القاذورات المتخلى عنها من عجلات السيارات المطاطية غير الصالحة للاستعمال، ومن زجاجات بلاستيكية و أكياس و بقايا الأكل المتخلى عنه،بل حتى من قنينات الخمر و الجعة(و المسئول طبعا هم زوار الغابة مع الاسف)… و هذه كلها منتشرة في كل أرجاء الغابة….وكل من زار الموقع يخرج بحكم سلبي :كم نحن متسخون؟ ،وكم تنعدم عندنا روح المسؤولية؟ وكم نحن لامبالين بالأخطار التي نصنعها بأيدينا؟؟وكم لنا الجرأة أن نجعل حياة الآخرين صعبة و في خطر؟
أين هو الشعار الديني الأخلاقي « إماطة الأذى عن الطريق »؟ أين هو التخلق بالحديث النبوي الشريف » المسلم من سلم الناس من لسانه و يده »؟ و » من رأى منكم منكرا فليغيره… » يا مسلمين؟؟
انه نداء نوجهه إلى من يهمهم الأمر ،أن يصلحوا ما أفسده الفاسدون ،وان يعاقبوا كل من أمسك متورطا في رمي الازبال و النفايات في الطريق أو الأماكن العامة،كما تعمل الدول التي تحترم نفسها ،و التي جعلت من نظافة البيئة سلوكا أخلاقيا.
ملحوظة:فرنسا سنت قانونا يعاقب المدخنين الذين يقبض عليهم متلبسين برمي أعقاب السجائر في الطريق.فهل هناك من يتعظ؟
Aucun commentaire