Home»Enseignement»تأملات في وضعية المستشار في التوجيه التربوي بالمؤسسة التعليمية

تأملات في وضعية المستشار في التوجيه التربوي بالمؤسسة التعليمية

0
Shares
PinterestGoogle+

تأملات في وضعية المستشار في التوجيه التربوي بالمؤسسة التعليمية
بقلم: نهاري امبارك، مفتش في التوجيه التربوي، مكناس.

تقديم:
تسعى جميع الأمم والشعوب إلى تنمية نظامها التربوي والتكويني لتطوير اقتصادها. ومن أجل تحقيق هذا المبتغى يجب الاستغلال الأفضل للموارد البشرية. إلا أن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تم وضع، في إطار المنظومة التربوية، نظام للتوجيه التربوي مبني على أسس متينة، يتوخى الجودة كما وكيفا.
وقد أولى التوجيه اهتماما كبيرا، عدة باحثين في المجال، فعرفه سوبير Super بقوله: «التوجيه المهني هو عملية مساعدة الفرد على إنماء صورة لذاته متكاملة
وملائمة لدوره في وسطه المهني ».

أما فرانسيس عبد النور، فيعطي التوجيه التعريف التالي: « التوجيه هو عملية مساعدة الفرد بوسائل مختلفة، لكي يتمكن من حل مشكلاته بنفسه، ولكي يصل إلى أقصى نمو له. كما يعمل التوجيه على معرفة الإنسان لنفسه ومعرفته للعالم الذي يحيط به، حتى يحقق ذاته في الميادين الدراسية والمهنية».
أما الميثاق الوطني للتربية والتكوين، المعتمد ببلادنا منذ سنة 2000، فقد تبنى مقاربة تربوية للتوجيه، وحدد مفهومه في ما يلي: « يصرح بالتوجيه على أنه جزء لا يتجزأ من سيرورة التربية والتكوين، بوصفها وظيفة للمواكبة وتيسير النضج والميول وملكات المتعلمين واختياراتهم التربوية والمهنية».
وقد شرع في تطبيق التوجيه التربوي ببلادنا منذ 1987 وفق نظام قطاعات الاستشارة والتوجيه. ومن المعلوم أن قطاع الاستشارة والتوجيه يضم على الأقل مؤسستين ثانويتين( إعداديتان أو إعدادية وتأهيلية)، ويتجاوز معدل التلاميذ بالقطاع،عموما، 2400 تلميذة وتلميذا.
وقد أنيطت بالمستشار في التوجيه التربوي ما يفوق خمسة عشرة مهمة إدارية وتربوية وتقنية، تتوزع وفق المحاور التالية:
1

. الإعلام المدرسي والمهني والجامعي؛
2

. معرفة التلميذ ومساعدتة على معرفة نفسه ومحيطه؛
3

. مساعدة التلاميذ على بناء مشاريعهم الشخصية واتخاذ القرارات المناسبة؛
4

. دراسة واستثمار معطيات مختلف الوثائق المرتبطة بالتوجيه التربوي بصفة عامة؛
5

. المشاركة في مختلف المجالس بالمؤسسة التعليمية؛
6

. القيام بدراسات وبحوث في المجال التربوي عموما ومجال التوجيه التربوي على الخصوص؛
في إطار هذه المهام، وفي إطار الأهداف المسطرة لنظام التوجيه التربوي، يجدر بنا أن نطرح، لمناقشة الموضوع الحالي، السؤال المحوري التالي: ما هي وضعية المستشار في التوجيه التربوي ضمن الأطر الإدارية والتربوية بالمؤسسة التعليمية؟
سيتم الإجابة على السؤال من أجل الإحاطة، قدر الإمكان، بالموضوع المقترح من خلال فقرتين أساسيتين:

· الموارد البشرية اللازمة لمساعدة المستشار في التوجيه التربوي؛

· الموارد المادية اللازمة لقيام المستشار في التوجيه التربوي بمهامه على أحسن وجه؛
I.

الموارد البشرية اللازمة لمساعدة المستشار في التوجيه التربوي:
إن المتأمل للمستشار في التوجيه التربوي المسندة إليه مؤسستان ثانويتان، وعدد هائل من التلاميذ، كما أسلفت الإشارة، وهو يحاول بكل ما أوتي من جهد إنجاز مجوعة من الأنشطة خلال السنة الدراسية، لا محالة يتساءل:
هل يمكن للمستشار في التوجيه أن يقوم بهذا الكم الهائل من الأنشطة وحده ودون سند ولا دعم بشري؟
قبل الإجابة على هذا السؤال يتبادر إلى الذهن المفارقات التالية التي تثير الاستغراب:
1

. المستشار في التوجيه التربوي تسند إليه مؤسستان ثانويتان على الأقل، ويؤطر ما يفوق 2400 تلميذا وليس له أي مساعد؛
2

. الحارس العام يؤطر تلاميذ أقل عددا، عدة مرات، من العدد المسند إلى المستشار في التوجيه التربوي، ويتوفر على معيدين على الأقل؛
3

. الناظر يدبر شؤنا إدارية وتربوية ويساعده، على الأقل، ثلاثة موظفين؟
4

. المديريدبر شؤونا إدارية وتربوية ومالية ويساعده الجميع: الناظر والحراس العامون والمعيدون والأعوان وكاتبتان على الأقل؛
5

. المستشار في التوجيه يتنقل، في إطار عمله، بين الثانويتين المسندتين إليه ونيابة وزارة التربية الوطنية ومركز الاستشارة والتوجيه وأحيانا الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ومؤسسات أخرى….
6

. الأطر الإدارية مستقرة بفضاء عملها ولا تتنقل، في إطار عملها، إلا من محل سكناها إلى المؤسسة التعليمية؛
II. الموارد المادية اللازمة لقيام المستشار في التوجيه التربوي بمهامه على أحسن وجه:
إن المتأمل للمستشار في التوجيه المسندة إليه مؤسستان ثانويتان، وعدد هائل من التلاميذ، كما أسلفت الإشارة، وهو يحاول بكل ما أوتي من جهد إنجاز مجوعة من الأنشطة خلال السنة الدراسية، لا محالة يتساءل:
ما هي التجهيزات والأدوات اللازمة للمستشار في التوجيه التربوي حتى يقوم بهذا الكم الهائل من الأنشطة خلال السنة الدراسية؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، تتبادر إلى الذهن المفارقات التالية التي تثير الاستغراب:
1

. أغلب المستشارين في التوجيه التربوي لا يتوفرون على مكتب بإحدى الثانويتين أو بهما معا؛
2. كل إطار إداري يتوفر على مكتب مستقل؛
3

. أغلب المستشارين في التوجيه التربوي لا يتوفرون على تجهيزات وأدوات مكتبية؛
4

. جميع الأطر الإدارية يتوفرون على تجهيزات وأدوات مكتبية من أوراق وأقلام ومسطرات وملفات ….؛
5

. جميع المستشارين في التوجيه التربوي لا يتوفرون على حاسوب، هذه الآلة التي أصبحت ضرورية للقيام بعدة عمليات؛
6

. بعض الإداريين أو أغلبهم وضعوا هذه الآلة على مكتبهم ولا يستعملونها إلا نادرا؛

خاتمة:
إن توفير الموارد البشرية والمادية للمستشار في التوجيه التربوي، إسوة بالأطر الإدارية، تساعده لا محالة، على القيام، على أحسن وجه، بالمهام المنوطة به.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

9 Comments

  1. متتبع
    08/01/2008 at 21:27

    ما هي العلاقة بين المهام الواردة في المقال و تواجد المستشار في ميدان العمل؟ إن فئة المستشارين اصبحت بموجب المذكرة 91 التي فصلها أطر التوجيه على اعلى مستوى على مقاسهم اصبحت خارج التغطية. والحقيقة المرة سيعرفها اي متتبع من افواه التلاميذ و رؤساء المؤسسات التي  » يعمل  » بها خؤلاء. فهم في اصراب شبه مستمر و لا احد يمكن تحديد إن كانو يعملون ام لا ؟ و لو تم تتبع خطوات « عملهم » لتبين انهم فئة يمكن الاستغناء عنها او على الاقل تقليص عددها الى درجة كبيرة.فقضية تعدد المؤسسات و بعدها و كثرة التلاميذ و غياب المساعدين كل هذه الامور تستعمل لتبرير غياب هذه الفئة على الميدان و تمتعها « بحرية » تستغل للتغطية على و صفهم بالاشباح المقننة. فكيف يمكن تصور مستشار في التوجيه يعمل في بوجدور و هو يقطن في وجدة مثلا؟ اوفي نفس النيابة يقطن على بعد 100 كلم من قطاع عمله. فإذا كان الميثاق أعطى مكانة للتوجيه و هذا صحيح فإن اغلبية اطره ليست لحد الساعة في مستوى التحدي المطلوب. فيجب اعادة النظر اليوم قبل الغد في التشريعات المنظمة لعملهم و ادماجهم في القانون الاطار المنظم للمؤسسات بماهم واضحة قابلة للتبع و التقويم كسائر الاطر الاخرى حتى لا تستمر و ضعيتهم كأششباح مقننين. فقيام هذه الفئة « بإضرابات »معلنة لانهم في اضراب مستمر حارت بعض النيابات في استفسارهم لأنها بكل بساطة لا تستطيع اثبات عملهم فكيف تستطيع إثبات « إضرابهم؟وكل عام والوزارة في غفلة من هذه الفئة.

  2. abounabil
    08/01/2008 at 21:27

    أتفق مع مضمون المقال . إلا أن التقصيرأيضا واضح من جانب السادة الموجهين . والسلام

  3. مدرس/أب
    09/01/2008 at 12:57

    تأملات صاحب المقال لم تكن أعمق إلى حد يدرك ما أدركه المعلقان وكل المعنيين بالمنظومة التعليمية.باختصار هذه الفئة-كما يقال-توجد خارج التغطية..والله يردها للصواب ونحلل الماندة اديالها … والسلام.

  4. مجموعة من اطر التوجيه
    11/01/2008 at 00:00

    نقول لك ايها المتتبع الجبان اما اشتغلت باصلاح عيوبك وانت تخفي قبحك وضغائنك تحت قناع وصفة مستعارة حتى ترعوي عن تتبع عورات الناس.ان تعاليقك السخيفة التي تستهدف مس كرامة أطر التوجيه والتخطيط والتفتيش التربوي قد أبانت عن مركب نقص تعاني منه ازاء هده الفئة من رجال التعليم. لدا ننصحك -لكي لا تموت غما وكمدا بحسدك- أن توظف جهدك ووقتك في ما يفيدك عسى أن يرتقي فكرك وتتحسن وضعيتك وتزول عقدك.فاعلم أن شر الناس البديء سليط اللسان وهو يغتاب الناس في جبن من وراء ستار …أما عن مضمون المقال الدي لم تستوعبه فالأخ الفاضل نهاري لم يطالب بامتيازات ولا اضرابات انما أراد أن يدكر بالواقع المرير الدي تشتغل فيه الأطر دون توفير ابسط وسائل العمل. وقد ساق أمثلة عن طريق المقارنة للأطر الاداريةالتربوية ومنها الأقل مرتبة من المستشار وهي تتوفر نسبيا على الظروف المواتية للاشتغال. ..والمستشار في هده الحالة كالمحارب الدي يقدف به في خضم المعركة بدون عدة ولا سلاح وفي الأخير نحمله مسؤولية عملية التوجيه المعقدة التي تتطلب أساسا التفوق الدراسي والتي تتقاسمها أطراف تربوية متعددة . واخيرا نرجو من الأخ قدوري الحسين أن يتنزه عن نشر التعاليق المجانية الحقودة خاصة ادا كانت من مثل هؤلاء الأشباح المقنعين حتى تكمم أفواههم ويسود الخطاب الموضوعي الرصين.

  5. المتتبع مرة أخرى
    11/01/2008 at 14:35

    بمناسبة حلول السنة الهجرية اقول لمجموعة المستشارين مرة أخرى كل عام ووزارة التربية الوطنية في غفلة عنكم. اما الحقيقة يعرفها التلاميذ وجمعيات الاباء و الاداريون اتلذين يتعاملون مع هذه الفئة ومن تحصيل الحاصل ان هناك فئة متميزة تقوم بالحد الادنى المطلوب في هذا الميدان لكنها قلة تكاد لا تدكر. و الاسلوب الذي ردت به المجموعة يوحي ان ما جلء في التعليق و ليس المقال فيه كثير من الصحة. واتحدى اي واحد من هذه المجموعة ان يصرح بكل صدق عن عدد الساعات التي قضاها مع التلاميذ بقطاعه منذ بداية السنة؟وماهي الاعمال الاخرى التي قام بها وكم استغرقت؟ و كم تلقاه مقابل هذه الخدمة؟ وما معدل قيمة عمله بالساعة؟ وهكذا سيفهم من لم يفهم أن هذه الفئة او بعض افرادها حتى اكون دقيقا يمثلون عبئا تقيلا على المنظومة وهم خارج التغطية. و للحديث بقية…….

  6. ملاحظ
    12/01/2008 at 20:08

    ما جاء في تغليق متتبع فيه كثير من الصحة. واقول ان الوزارة يجب ان تعيد النظر في تنظيم عمل المستشارين لفائدة التلاميذ و اوليائهم.

  7. نهاري امبارك
    15/01/2008 at 00:00

    حتى يكون الحوار هادفا وحضاريا على كل متدخل أو محاور أن: 1- يتفضل بالتعريف بنفسه؛ 2- يلتزم بفحوى الموضوع .
    وكل الآراء أو المداخلات خارج هذا النطاق ترتبط فقط بصاحبها. وشكرا للجميع.

  8. نعمي عبد الحميد
    29/03/2008 at 20:14

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته …الشيء الذي أود التدخل به موجه إلى المتتبع وإلى مجموعة أطر التوجيه ، ينبغي أن نسأل المتتبع عن صفته التي أهلته ليطرح إشكالا بهذه الطريقة ، مستشار تربوي ، نفسي ، مدرس…الخ ، إذا كنت غير ذلك فلا يسعك أن تحكم إطلاقا لأنك لم تعايش هذه المهمة في نفس الضروف التي يعايشها السادة المستشارين المحترمين ، إذا كنت أنت مستشار فمن واجبك أن تقدم أحكاما لنفسك قبل أن تقدمها لغيرك

  9. استاذ من مراكش
    19/05/2016 at 19:12

    السلام عليكم ورحمة الله . في المؤ سسة التي اشتغل فيها يشتكي افرادها من كثرة حضور مفتش التوجيه التربوي الى المؤسسة واستغلاله المكثف لمرافقها ادواتها الديداكتيكية .للاشارة فهو يحضر مرتين في الاسبوع مند بداية السنة الدراسية الى نهايتها.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *