أمام المؤامرة الغربية على القضية الفلسطينية لا مناص من عودة الانتفاضة
لقد ثبت عبر النكسات التي مرت بها فلسطين خلال فترة الاحتلال الصهيوني والذي يتحمل الغرب مسؤوليته أن القضية الفلسطينية لا تعرف الاهتمام إلا بوجود انتفاضات في الداخل الفلسطيني تدعمها الشعوب العربية والإسلامية في الخارج. فشغل الغرب الشاغل هو توفير الأمن للمحتل الصهيوني . وأكبر تهديد لأمن المحتل الصهيوني هو استمرار مقاومته بكل الأشكال. وثبت أن الانتفاضة كشكل من أشكال المقاومة أمر جد مقلق للغرب الداعم للاحتلال لهذا يبذل الغرب كما فعل في الماضي كل جهوده لتنكب عودة الانتفاضة لأنها وسيلة إجهاض الاحتلال من خلال رهان ما يسمى المفاوضات التسويفية ربحا للوقت . والمحتل الصهيوني يحاول إخفاء مخاوفه من الانتفاضة ، كما يحرص على التقليل من خطورتها عليه ، ومن أهميتها. وتتناوب الحكومات الصهيونية على القضية الفلسطينية من أجل تحقيق الحلم الصهيوني عن طريق المناورات السياسية التي تلعب على عامل تراخي الزمن من أجل جعل الهوة بعيدة بين الشعب الفلسطيني وبين أساليب المقاومة بما في ذلك الانتفاضة أملا في حلول فترة تاريخية يصير فيها الاحتلال أمرا واقعا ومفروضا وغير قابل للنقاش. ولعل أطروحة نتانياهو في خطابه بنيويورك تعكس مدى الحلم الصهيوني وهو توقف أساليب المقاومة من خلال وجود كيان فلسطيني بلا سلاح ،مع اعترافه بدولة يهودية ذات حقوق تاريخية في فلسطين وبسلاح يضمن أمنها. وما تمسك نتانياهو بالمستوطنات إلا مساومة على المقاومة إذ يحلم بتخلي الجانب الفلسطيني عن المقاومة مقابل قضية المستوطنات التي هي من نتائج الاحتلال ولا يمكن أن تكون مربط فرس في قضية أكبر من المستوطنات وهي قضية شعب وأرض لا يمكن أن تقبل الطمس بشكل من الأشكال. والسياسة الصهيونية منذ ستين عاما هي البحث عن أشكال التمويه المختلفة من أجل صرف الأنظار عن جوهر القضية . والمعروف عن الصهاينة أنهم يتظاهرون بالانخراط في مشاريع حلول للقضية من أجل شق الصف الفلسطيني والعربي والإسلامي . وقد نجحوا في مهمتهم إذ جعلوا الفلسطينيين فئتين فئة تراهن على المفاوضات ، وفئة تتمسك بالمقاومة ، وتحول الخلاف بين الفئتين إلى قضية أكبر من القضية الفلسطينية كما أراد لذلك العدو الصهيوني. وانتقل الاختلاف إلى الأنظمة العربية والإسلامية حيث انخرطت فئة من هذه الأنظمة في مشروع التفاوض ، بينما عبرت الفئة الأخرى عن دعم المقاومة. وهكذا نجح العدو الصهيوني في تشتيت الصف في داخل فلسطين وخارجها لصرف الأنظار عن جوهر القضية وتحويلها إلى قضية خلاف فلسطيني وعربي . وإن العدو الصهيوني ليراهن على كسب فئة على حساب الفئة الأخرى من خلال إغرائها بصواب فكرة التطبيع معه ، وكل ذلك خوفا من توحد الفلسطينيين والعرب والمسلمين حول فكرة المقاومة المهددة لوجود إسرائيل. وإن وجود إسرائيل رهين بتوفير الأمن لمن يجلب إلى فلسطين من يهود قد يئسوا من حالة حرب لا نهاية لها ، ومن غياب أمن موعود ومكذوب لا يتجاوز الدعاية من أجل تمديد عمر احتلال لن يختلف عن كل أنواع الاحتلال التي عرفها العالم والتي كان مصيرها الزوال وإن طال عمرها لقرون. وإن العدو ليتجاسر على القضية كلما سنحت له فرصة وأنس من أصحاب القضية نوعا من أنواع التراخي. وها هو يحاول تطبيع اقتحام بيت المقدس حالما بعدم اندلاع انتفاضة ليتحقق من أنه قد خطا خطوة نحو تحقيق أمنه من خلال تعطيل الانتفاضة والمقاومة في حالة الاستفزاز وتجريب سبل تكريس الاحتلال وجعله أمرا واقعا. وليست محاكمة أولميرت بسبب الرشاوى كما يروج العدو وإنما بسبب كشفه عن ضعف الاحتلال أمام المقاومة مما سلب العدو حلم الأمن بعد مرور ستين عاما كان يعد من جلبهم من يهود مهجرين بأمن تام فإذا بهم أمام مقاومة كأول يوم احتلال مما يعني ألا أمل لليهود فوق أرض فلسطين مع وجود فكرة المقاومة ، ولا يمكن أن يستمر المهاجرون اليهود في الحياة بأرض محتلة لها شعبها المتمسك بحقوقه وبخيار المقاومة الذي يعني انعدام أمن المحتل ، وحتمية نهاية الاحتلال.
1 Comment
بمساندة وغطاء فلسطيني وعربي، وتحت حجة ومبرر السلام الموهوم، الذي يصل اليوم لدرجة الجريمة، تسقط الثوابت، وتضيع الحقوق، ولا يجرؤ الفلسطيني في الضفة حتى عن مجرد التنفيس والتظاهر، في ظل قمع غير مسبوق تخجل منه أعتى الديكتاتوريات وأبشعها، شتّان بين سبتمبر/أيلول 2000 وسبتمبر/أيلول 2009!
لا خيار الا التفاوض مع الاحتلال، لا خيار غيره ولو سحقنا عن بكرة أبينا، ولو ضاعت كل المقدسات، هذا هو مجمل خطاب أزلام أوسلو، والذي أكده كوهينهم الأكبر في لقائه الأخير بعد الصفعات المتتالية من أنابوليس إلى نيويورك، ليقول في لقاء مع الصحيفة الحياة بتاريخ 24/09/2009: » نحن لا نرفض مبدأ الحديث والحوار، المفاوضات تتم على شيء مُختلف عليه، هناك فائدة من الحوار وأنا قلت في مجلس الجامعة العربية (في نيويورك أمس) إنني لم أقطع الحوار مع إسرائيل إطلاقاً في ما يتعلق بالأمن والقضايا الاقتصادية والحياة اليومية، ولن نقطعه سواء كانت هناك مفاوضات سياسية أو لم تحصل، وسيستمر هذا الحوار …. ليست هناك قطيعة بيني وبين الحكومة الإسرائيلية. هناك خلاف على كيفية بدء المفاوضات السياسية، وعندما نتفق سنتحاور …. سنستمر في الحديث. ليست أمامنا خيارات. إما أن نحاور أو نتوقف، وإذا توقفنا سيزداد الوضع تأزماً، ونحن لسنا في وضع يسمح بأن نعيش أزمات. على الأقل نستمر في الحوار …. أعرف أن سيكون هناك تململ عند الناس وسيتساءلون. لكن ليس لدينا خيارات أخرى إلا استمرار الحديث ما دام موقفنا واضحاً
هم يخططون وينفذون، وأراذل قومنا يلهثون ويركضون لاسترضائهم، هم يهوّدون وحثالات شعبنا يكتنزون، وهو ما عبّر عنه بوضوح شيخ القدس والأقصى رائد صلاح في تصريحات له يوم 27/09/2009 حيث قال « السلطة تتحمَّل مسؤولية عجزها لحماية المسجد الأقصى، والتي تلهث وراء المفاوضات والمصافحات والقبل لرئيس الحكومة « الإسرائيلي » نتنياهو، في الوقت الذي يدبر ويكاد للمسجد الأقصى لتدنيسه واقتحامه وتدميره ».
بالله عليكم ما فائدة هذه السلطة البائسة إلا حماية الاحتلال؟ بالله عليكم ما فائدة الحوار معها؟ وبالله عليكم ما فائدة الحديث عن مقاومة من أي نوع اليوم والجميع صامت؟
لكن رغم كل هذا المصاب والبلاء، نعلم يقيناً لا تخميناً، بأن حقنا لن يضيع، وان النصر حليفنا طال الزمن أم قصر، وبأننا وان كنا نعيش أياماً حالكة، وان كنا نخسر جولة وجولات، إلا أن المعركة ستحسم لصالح الحق، لصالح أصحاب الأرض المتجذرين فيها.
أما للجبناء من بني جلدتنا والاعراب، فسيأتي يوم يندمون فيه، يوم لا ينفع مال ولا بنون.
لا نامت أعين الجبناء