Home»Régional»رحلة عبر الزمن في فضاء مسرح مدينة جرادة

رحلة عبر الزمن في فضاء مسرح مدينة جرادة

0
Shares
PinterestGoogle+

كثيرا ما يطرح السؤال عن نشأة المسرح بهذه المدينة المنجمية المناضلة، ونظرا لانعدام المصادر أو المراجع التي تؤرخ لفترة التأسيس ،أو مابعدها ،ارتأينا السفر عبر الحقبة الزمنية الممتدة من سنة 1978 إلى1982 لنساءل ذاكرة أحد الفنانين المسرحيين الذي عاش هذه الحقبة وساهم بفاعلية في فن المسرح ،بل أطر بدوره بعض الممثلين ، هذا الممثل ابن المدينة التي ناضل من أجلها ودافع عن المسرح حين تعرض المركز الثقافي للإغلاق صحبة باقي الممثلين الذين نالوا جوائز تقديرية بعروضهم التي قدموها في أرجاء الوطن. عبد الله اسماعيلي يحكي لنا ويؤرخ لحلقة مفقودة من سلسلة حلقات المسرح بالمدينة ، في سنة1978 ، قررت شركة مفاحم المغرب في شخص مديرها العام السيد محمد شهيد تكوين فرقة مسرحية بالمدينة،
حيث كلف الأستاذ محمد سعيد عفيفي بتأطير الممثلين ، ودعمهم في مجال المسرح تنظيرا وممارسة ، حيث نهلوا من المسرح الكلاسيكي الفرنسي ، على يد أساتذة فرنسيين درّسوا أعضاء فرقة مسرح المعمورة التي تخرج منها محمد سعيد عفيفي، والطيب الصديقي ، والبشير سكيرج وحمادي عمور والمرحوم العربي الدغمي ، واستفاد منها الممثلون بجرادة بتلقيهم تداريب تكوينة بغابة معمورة ، وتجدر الإشارة إلى أن محمد سعيد عفيفي عمل على تكوين فرقة مسرحية تدعى مسرح مناجم جرادة ، تنهل من نفس المصدر الذي نهل منه مسرح المعمورة.

بلغ مجموع أعضاء الفرقة 27 عضوا ضمنهم الطاقم التقني ، تكونوا على أول مسرحية لموليير (عمايل جحا ) المتشكلة من ثلاثة فصول قدمت لأول مرة بقاعة الثقافة بالرباط ، حضرتها مختلف الفعاليات الثقافية ، كما عرضت بمسرح محمد الخامس، وشاركت بها الفرقة في مهرجان دول حوض البحر الأبيض المتوسط حيث حصلت على الجائزة الأولى في المسرح إخراجا وأداء. وشاركت الفرقة بها في جولة عبر الأقاليم الجنوبية بالثكنات العسكرية وكانت الإنارة حينئذ بالمشاعل المحمولة …
كما أدت المجموعة مسرحية (vol pon ) لبنجونسون في عدة مدن مغربية بمسرح محمد الخامس بالرباط والمسرح البلدي بالدار البيضاء الذي لم يبق منه إلا الاسم. هذا بالإضافة إلى مسرحية ( للا خُلا لَة خضراء) من تأليف منير الشهيد الذي كان له الفضل في تشييد المركز الثقافي ، ودعم مسار المسرح بالمدينة ماديا ومعنويا ، فتحية لهذا الرجل وأمثاله جنود الخفاء وسيظل التاريخ يذكرهم ويشهد أنهم مروا من هنا وتركوا بصماتهم على الحركة المسرحية بجرادة التي لا ينضب معينها.
عرضت مسرحية الرجل في عدة مهرجانات وشاركت بها الفرقة في مهرجان عربي بحيث حصلت على تنويه من الفرقة العراقية،وحسب السيد محمد داني والسيد عبدالله اسماعيلي فإن (مغزى هذه المسرحية هو أن التطرف يؤدي دائما إلى الخراب والفتنة ، وأن كل مجتمع يريد لنفسه الاستقرار والازدهار، يجب أن تتجلى فيه روح المسامحة والتآخـي، وأن يبقى متشبثا بما لديه من قيم حميدة وأصالة بناءة بعيدا عن العقائد المستوردة والخاطئة التي تأتي تحت قناع كاذب وجذاب لتسبب في التفرقة والدماروللتاريخ فالممثلون الذين شخصوا مسرحية للا خلالة خضراء هم:
ميمون سوري اسماعيلي محمد مسعود بن علي
دغو محمد بوشتة محمد العالي فاطمة
اسماعيلي عبدالله كوراري صليحة يحي العامري
بنبراهيم نعيمة بختة بختــــو أحمد بوناجـــة
ميمون مشيشي محمد داني
بمشاركة وفاء لهراوي محمد الرزين محمد سعيد عفيفي .

كان الممثلون يتلقون دروسا نظرية وتطبيقية في فن الدراما ،عن الإخراج والسينوغرافيا كما استفادوا من الورشات المتنوعة كورشة الديكور وورشة الماكياج ومسرح الطفل والماريونت والمسرح الكلاسيكي والواقعي والملحمي…:
وبجرة قلم وبدون سابق إنذار تم إغلاق المركز الثقافي بعد انتقال مدير مكتب الأبحاث المعدنية ورجوع الفرقة من جولتها في الأقاليم الجنوبية لتكرم بوقف نشاطها وتفكيكها، لكن الإرادة والصبر والعزيمة واتخاذ قرار الوقفة الاحتجاجية بالمركز وبالرباط أدى إلى عودة الفرقة إلى سابق عهدها ،واستدعاء أحد الأساتذة للإشراف عليها، يدعى جمال الدخيسي الذي قدم أعمالا أدبية وفنية استفاد منها الممثلون ونقلوها من بعده إلى متكوني المركز وعلى رأسهم الفنان المسرحي عبد الله اسماعيلي الذي أنشأ قسما مسرحيا بالمركز الثقافي بجرادة في سنة 1989حيث قدم دروسا نظرية حول تاريخ المسرح وجغرافية الخشبة ودروسا في الإلقاء وفي تكوين الممثل ..وذلك لمدة سنتين ثم قدمت الفرقة مسرحيات من مختلف المدارس ، حيث تدرب الممثلون على مسرحية ( جوج سهام في الظهر)ل valodine. قدمت بجرادة ووجدة تحت إشراف المعهد الفرنسي وتم عرض مسرحية أخرى ( حفل تكريمي لتشيخوف). ثم مسرحية نهاية اللعبة لصمويل بيكت ، وبعد الضغوطات على قسم المسرح بالمركز من طرف القائمين على الشركة توقفت أعمال الفرقة وحمل المشعل بعض الطلبة ، الذين قدموا عروضا باسم فرقة مناجم جرادة.
(يتبع)

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

6 Comments

  1. Artiste de jerada
    18/11/2008 at 21:45

    Mr OKKACHA c’est bien ce que tu viens de rédiger , je t’invite à parler des techniciens de théâtre qui étaient parmi le groupe de comédiens cité notamment Med ALLIOUA et Ghazouani , l’actrice Bouarfa , Bellaala et autres. ..Ah oui le bon vieux temps .Aussi il faut signaler que la présence de feu Med Meskine et quelques comédiens du théâtre Allomali ont animé par leur activités l’enthousiasme des artistes de jerada , ils étaient des professeurs au lycée de je rada. A ne pas oublier la programmation du théâtre scolaire par Mr Med Banjaddi, l’animation des ateliers par Mr Arjouni et Okkacha Chibani et autres personnes de l’enseignement. La présence d’ingénieurs des mines bilingues, ouvert à la culture et l’animation a fait en sorte que le théâtre à je rada avait un public qui supportait, qui était présent et il encourageait .Bravo à Mr Smaili et ses amis et bonne continuation pour les jeunes qui ont pris la relève.

  2. makkor
    19/11/2008 at 23:00

    merci mr o3akacha ton ami hassane makkor de midar

  3. kanghir 3la bladi
    20/11/2008 at 15:25

    MR OKACHA MALHEURESEMENT LA NOUVELLE GENERATION DES PROFFESSEURS COLLEGIENS A JERADA NE DONNES PAS LE BON EXEMPLE ILS PROFITENT DE CE METIER NOBLE POUR DETRUIRE L’HONNEUR DES JEUNES FILLES

  4. oukacha
    25/11/2008 at 20:48

    Merci pour tous Mr Makour voila mon numero de telephone : 068687831

  5. حمامه الشيخ
    25/11/2008 at 20:49

    أمس كان المسرح بمدينة جرادة ثقافة وطنية احترفها الفنانون تمثيلا وإخراجا، واحترفها المتفرجون احتراما وتقديرا فلقد تربى المسرح في أزقة المدينة وعلت أصوات الممثلين في أرجاء خشباتها ومع هذه الأصوات علا نجم المدينة وسطعت أنوار مسرحياتها في جل ربوع الوطن فلا زالت الذاكرة تتزين بجمال ( الخلالة الخضراء) وهي تضحك بهستيريا رفقة موليير من (عمايل جحا) وتداعب (دب) تشيكوفسكي بكل حب وأمان
    ويرجع الفضل في كل هذا لمجموعة من الغيورين على هذا الفن بمعية شركة المفاحم ونخص بالذكر محمد سعيد عفيفي وجمال الدين الدخيسي من دون أن ننسى الممثلين الذين أدوا أدوار هذه المسرحيات باحترافية تتوزع بين الفطرة الفنية
    والتكوين الأكاديمي الإبداعي.
    أما اليوم فالمسرح يقاوم من أجل تحقيق الوجود وإثبات الذات رغبة من محترفيه
    في الحفاظ على استمرارية وجودهم الإبداعي وإشباع حاجاتهم الفنية المشتركة،
    فرغم الإهمال الذي لاقاه من طرف الجهات المسؤولة فإن محبيه وجمهوره ومحترفيه لم يزدادوا إلا تعلقا به وتألقا معه واحترفوا بذلك جميع طرقه ووسائله وأدواته التعبيريةوصنعوا من مشاهده وعلى خشباته أجمل تفاصيل حيواتهم الإبداعية التي ستبقى خالدة على مر العصور فلا زال أطفال المدينة يعيشون على إيقاع الخوف مع مسرحية (الوحش) في حين لازالت الذاكرة تنسج خيوط حكاية بوجمعةالفروج . فيما احتار آخرون في الإجابة على تساؤلات خيطانو المجنون
    كل هذا يدفعنا للتساؤل عن حال المسرح غدا والخوف من تأبينه على أياد جافة لاتحس بجمالية الفن ورونق الإبداع. فمن هو المسؤول عن ضمان استمرارية حياة هذا الفن؟ وإلى متى سيبقى المركز الثقافي بمدينة جرادة رمزا من غير فاعلية ولاتفعيل؟ وما هي السياسات المستقبلية من أجل تكريم الذين احترقوا شوقا وانتظارا من أجل أن يعيش المسرح وتشرق أنواره كما في الماضي وبين هذا السؤال وذاك نوجه خالص احترامنا لجيل امتد عبرجذور الفن في التاريخ من أجل أن يتنفس المسرح على أرض ألفت نكهة الغبار والسيليكوز.

  6. makkor
    25/11/2008 at 20:49

    le numero de tel

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *