السياحة بالجهة الشرقية : الواقع والآفاق
جامعة محمد الأول
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
وجدة
السياحة بالجهة الشرقية : الواقع والآفاق
في اطار الانشطة الثقافية التي ما فتئ طلبة ماستر السياحة والتراث تنظيمها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، قدمت المجموعة الأولى من الطلبة الباحثين المكونة من الطالب الباحث بوناجي عبد الرحيم ، الطالب الباحث مختاري محمد ، الطالبة الباحثة الطويل إلهام ، الطالبة الباحثة بن حمو فاطمة الزهراء والطالب الباحث نويصر سفيان ، تحت إشراف وتأطير الأستاذ المحجوب المحجوبي، عملها التطبيقي بعنوان : » السياحة بالجهة الشرقية : الواقع والآفاق » بجناح الماستر، القاعة 39، ابتداء من الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم 26/11/ 2014بحضور الطلبة الباحثين المعنيين.وقد تناولوا فيه بالوصف والتحليل وااقع السياحة بالجهة الشرقية وتقويم رؤية 2010 وإبراز الإكراهات التي أعاقت تحقيق الطموحات التي راهنت عليها السلطة الوصية على القطاع وشركاؤها من المتدخلين والفاعلين، والكشف عن السياق الذي افرز رؤية 2020 بأهداف مكملة للأهداف السابقة .
وتمت الإشارة في البداية الى أن السياحة بشكل عام نشاط حيوي يساهم في التقريب بين الشعوب وييسر سبل التواصل بينهم ويذلل الصعاب ويزيل أسباب التفرقة والكراهية ويساعد على الاطلاع على القيم الثقافية والحضارية للغير . وهي بشكل خاص قاطرة للتنمية الوطنية بما توفره من عائدات تنعكس إيجابا على المستويات الاجتماعية والاقتصادية .
وقد راهن المغرب على الدور الاستراتيجي لهذا القطاع واعتمده أساسا للمخططات التنموية الوطنية ، والحافز في ذلك ما يزخر به من مؤهلات سياحية مختلفة بحكم موقعه الجغرافي وتنوع تضاريسه وانفتاحه على واجهتين بحريتين.
والجهة الشرقية من المملكة المغربية تمثل اليوم وضعا خاصا من الناحية السياحية بحكم موقعها الجغرافي، فهي تتوفر على مؤهلات متنوعة طبيعية وتاريخية وثقافية وبشرية من شأنها أن تساهم في تطويرالعرض السياحي بالمنطقة دون الاقتصار على السياحة الشاطئية فقط :
1- المؤهلات الطبيعية : وهي متعددة ومتنوعة ومتميزة،نذكر أولا شاطئ السعيدية الواقع في أقصى الشمال الشرقي للمملكة على ساحل البحر الابيض المتوسط حيث يبلغ طوله 14 كيلومترا ،ويضم اقامات ومخيمات وفنادق سياحية ويوجد قريبا من مطار وجدة أنجاد ومطار العروي،وعلى نفس الساحل يوجد شاطئ تازغين (5.3كلم) وشاطئ رأس الماء (7 كلم) وشاطئ « تروكوت » (5.5كلم)وشاطئ « قرية أركمان » ( 15 كلم) وشاطئ « اغزانا » ( 7 كلم ) وشاطئ « بوفانا » (7 كلم). وثانيا بحيرة « مرتشيكا » التي تعد من ثاني اكبر البحيرات الواقعة جنوب البحر اأابيض المتوسط،وهي تمتاز من الناحية البيئية بالعديد من أنواع الطيور المهاجرة، وتتوفر على الطحالب والأعشاب البحرية النادرة.وثالثا واحات فُجيج التي تعد جغرافيا اقرب واحة إلى أوروبا ، وهي بقصورها المتعددة تفخر بمعمارها الأصيل، ويتوفر محيطها على حمامات رملية ذات أغراض علاجية.وواحة النخيل هذه تحيط في شكل دائري بديع بالمدينة وتتخللها عيون وينابيع. ورابعها المنابع الحرارية مثل حامة فزوان الواقعة بإقليم بركان وحامة سيدي شافي بإقليم تاوريرت وحامة بنقاشور بوجدة وحامة عين الشيفا وعين مسعودة بإقليم الناظور.
2- المواقع الايكولوجية والجبلية : ومن أهمها مصب نهر ملوية وجبل كوروكو بإقليم الناظور وجبال بني يزناسن التي يخترقها واد زكزل ، ومغارة الجمل التي تعتبر موقعا تاريخيا وأركيولوجيا فريدا من نوعه، ومنطقة تافوغالت التي توجد بها مغارة الحمام بالإضافة الى المنتزه البيولوجي الشخار. وتنضاف الى هذا منطقة كفايت وتيسوريين بإقليم جرادة والكاف بعين الصفا.
3- المؤهلات الثقافية : اشار المتدخلون في هذا الإطار الى توفر الجهة على موروث ثقافي متنوع يتضمن الآثار التاريخية مثل قصبة مدينة السعيدية وقصبة عيون سيدي ملوك وقصبة تاوريرت ودبدو وقصورفجيج . .وتزخر مدينة وجدة أيضا بموروث عمراني وأثري وثقافي ..وأكدوا على ما عرفته هذه المدينة في السنوات الأخيرة من إنجاز لمشاريع رائدة غيرت وجه المدينة، منها مشروع تهيئة ساحة باب سيدي عبد الوهاب التاريخية التي تمتد على مساحة تبلغ حوالي 5000متر مربع بشراكة بين الجماعة الحضرية لوجدة وولاية الجهة الشرقية ووزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة والوكالة الحضرية لمدينة وجدة. وهي الساحة التي انتظر مرتادوها سابقا إحياء دورها باعتبارها كانت فضاء لفن الحلقة والمسرح والأغنية الشعبية والرقص…وبالفعل تم لهم ذلك ولغيرهم ابتداء من عشية يوم السبت 03/05/2014 . كما تتوفر المدينة العتيقة على صوامع اثرية وبوابات ضخمة مثل باب سيدس عبد الوهاب وباب الخميس وباب الغربي والباب الجنوبي المؤدي الى القصبة، ومساجدها الشامخة كالجامع الكبير ومدرسة سيدي زيان وفضاءات ثقافية وفنية مهمة مثل خزانة الشريف الادريسي ودار السبتي وحديقة للا مريم.ومن الأنشطة التي توسع العرض السياحي الثقافي بالمدينة تنظيم مهرجانات سنوية للطرب الغرناطي ومهرجان الراي الدولي ومهرجان الركادة ومهرجان الوعدة للتبوريدة بواحة سيدي يحيى.
وبموازاة مع ذلك تمت برمجة عدة مشاريع لتهيئة مدينة وجدة والمراكز الحضرية بالجهة وتحسين مشاهدها الجمالية.
وحدد الطلبة الباحثون الجهات التي كان لها الدور الفاعل في تدبير القطاع السياحي بالجهة، ومن ذلك المندوبية الجهوية للسياحة ومندوبية الثقافة والمندوبية السامية للتخطيط وغرفة الصناعة والتجارة والخدمات ووكالة الجهة الشرقية للاستثمار والمركز الجهوي للاستثمار والسلطات والجماعات المحلية والقرض العقاري والسياحي والفدرالية الوطنية للسياحة والجمعيات المدنية المهتمة بمجال السياحة والتراث بالجهة الشرقية.
واستتعرض هؤلاء الباحثون لنتائج المخطط الأزرق المنبثق عن رؤية 2010 للنهوض بالقطاع السياحي ، وركزوا على مشروع المحطة السياحية « ميديترانيا السعيدية » وهي من أهم المشاريع التي يتضمنها هذا لمخطط ، واشاروا الى أن عدد الوافدين من السياح تطور عبر ميناء الناظور ومطار وجدة أنجاد ما بين سنة 2010 و2011، لكنه تراجع بشكل ملموس خلال سنة 2012.وتم التأكيد على أن عدد المبيتات السياحية بمدن الجهة الشرقية تطور خاصة في مدينتي وجدة والسعيدية.
وبالرغم من هذه المجهودات التي بذلت من طرف مختلف المتدخلين في هذا الإطار، إلا انه لم يتم تحقيق كل الأهداف المرسومة في رؤية 2010، ولذلك تمت بلورة رؤية جديدة تتماشى مع الرؤية السابقة،إنها رؤية 2020 التي يلتزم المغرب من خلالها بالاستمرار في جعل السياحة احد محركات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ورسم أهدافا تروم مضاعفة حجم القطاع من خلال رفع الطاقة الإيوائية وزيادة عدد السياح الوافدين وزيادة الأسفار الداخلية ثلاث مرات وخلق مناصب شغل مباشرة جديدة والرفع من العائدات السياحية. وقد أعطيت للجهة الشرقية حصة مهمة من برامج مخطط 2020 سواء على مستوى عدد الأسِِِرة أو عدد السياح أو مناصب الشغل أو العائدات السياحية، لتكون رافعة للاقتصاد الوطني.وإن طموح المغرب في أفق سنة 2020 هو أن يكون ضمن الوجهات العالمية العشرين المفضلة للسياح ،وأن يفرض نفسه مرجعا للتنمية المستدامة في الحوض المتوسطي.
وخلص النشاط الثقافي الى ان الجهة الشرقية تتوفر على امكانيات سياحية مهمة ومتنوعة الا انها تواجه مجموعة من التحديات في مقدمتها ضعف المهنية والجودة الخدماتية في تسيير المؤسسات السياحية.واقتصار الموسم السياحي في ستتة اشهر فقط. وضعف البنيات التحتية وضعف الاهتمام بالتراث المعماري والتاريخي والثقافي للجهة. وقدم الطلبة في اعقاب ذلك مجموعة من البدائل والتوصيات.
الأستاذ المحجوب المحجوبي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
وجدة
Aucun commentaire