الساكتون على جرائم قتل الفلسطينيين شركاء الصهاينة في الإجرام
إذا كان الدال على الخير كفاعله؛ والساكت على الحق شيطان أخرس؛ فإن الساكتين على جرائم الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني يشاركون العدو إجرامه.
لقد ازداد العدوان على شعب بائس في غزة المحاصرة؛ وهو عدوان متعدد الأصناف يجمع بين حصار التجويع و القصف جوا وبرا وبحرا؛ وهذا عدوان له بداية ولا نهاية له ولا مثيل ولا سابقة.
إن الذين اختاروا حالة التعامل مع العدو بطريقة أو بأخرى سواء كانوا فلسطينيين أم عرب يتحملون المسئولية الأدبية عن الأرواح الفلسطينية التي تزهق ظلما وعدوانا ؛ وهي أخطر المسئوليات التي لا يغفرها رب العالمين سبحانه ولا ينساها التاريخ ؛ ولا تغفرها الأمة .
إن الزعماء العرب بغض الطرف عن أسمائهم وعلاقتهم بالقضية الفلسطينية يتحملون مسئولية المذابح في غزة سواء كانت حصارا أم قصفا لأن النتيجة واحدة وهي الموت البشع للأبرياء. إن المرأة العجوز التي قضت عند المعبر الحدودي بعدما حرمت من الإسعاف وغيرها ممن مات بسبب الحصار والقصف هي الموءودة التي ستسأل يوم القيامة بأي ذنب قتلت ؟ والذي سيسأل قبل العدو هم الزعماء العرب الذين حملهم الله عز وجل أمانة الأمة بما فيها أرواح الناس ودماؤهم.
إن زعماءنا يفخرون بكونهم يحظون بعلاقة مع العدو ومع من جسره (بتضعيف السين) من رعاة البقر ورعاة الخنازير ورعاة الظلم في هذا العالم. إنهم يفخرون بوصف العدو لهم بأنهم معتدلون خلاف غيرهم من الإرهابيين من إخوانهم. وعجبا لزمن التردي والانحطاط والانبطاح في أبشع صوره؛ وهو زمن انقلاب المفاهيم رأسا على عقب؛ وزمن تحويل المفاهيم وتزويرها. لقد أصبحت الخيانة اعتدالا ؛ وأصبحت المقاومة إرهابا . ولقد تم تزيين التقاعس عن نصرة الأشقاء المقهورين فصار موقفا حضاريا يتنافس فيه الزعماء؛ وصرنا نشاهد الزعماء العرب على الفضائيات على الأرائك متكئين يتبادلون عبارات المجاملة الفارغة والابتسامات الآثمة ويشربون نخب شعب تبيده آلة الحرب الصهيونية. لقد صار تقتيل الفلسطينيين قدرا لا يناقش وكأنه عدالة السماء. لقد تبلد الحس العربي ومات ميتة غير مسبوقة في أمة كانت إذا عرفت بدأ تعريفها بالعزة والكرامة قبل كل تعريف.
قديما قال أحدهم لأمير المؤمنين هارون الرشيد لو عطشت كم تنفق على شربة ماء ؛ قال الأمير نصف ملكي ـ وكان ملكه من حدود الصين شرقا إلى حدود فرنسا غرباـ فقال السائل : وكم تنفق على شربة الماء إذا احتبست في جوفك قال الأمير نصف ملكي الباقي فقال القائل : تبا لملك يساوي شربة ماء تشرب وتبال.
أقول للزعماء العرب المسئولين عن أرواح الفلسطينيين : تبا لكراسي حكم تجلسون عليها وليس لها من الهيبة ما يمنع إزهاق روح بريء واحد في غزة المحاصرة وغير غزة من فلسطين التي لن ينسى أي عربي مهما كان بأنها عربية أخذت بقوة السلاح ولا تسترجع إلا بنفس الطريقة ؛ وأن مسلسلات السلام
مجرد عي مجرد فرجة يتسلى بها العدو.
لك الله يا أرض فلسطين ؛ ولك الله ياشعب فلسطين ؛ والله الله فيكم يا زعماء العرب يوم تسأل الموءودة بأي ذنب قتلت .
Aucun commentaire