« الإعلام وحقوق الإنسان » محور الندوات التكوينية لفائدة الصحافيين والإعلاميين بالجهة
« الإعلام وحقوق الإنسان »
محور الندوات التكوينية لفائدة الصحافيين والإعلاميين بالجهة
ميلود بوعمامة
من أجل دعم وتعزيز قدرات الصحافيين الممارسين لمهنة المتاعب بالجهة الشرقية، وإعادة تدريبهم وتأطيرهم بالشكل الجيد، وفق آليات ومكنزمات أخلاقية وقانونية وحقوقية، نظم كل من مركز ابن رشد للدراسات والتواصل ومؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية والجمعية المغربية لصحافة التحقيق (أمجي) يومين تكوينيين(15-16 نونبر)، تحت شعار « الإعلام وحقوق الإنسان »، وتروم هذه الدورة إبراز وإشاعة أخلاقيات مهنة الصحافة ودورها في التنمية الديمقراطية ببلادنا.
تخللت هذه الدورة التدريبية، عدد من المداخلات التقنية والعلمية والحقوقية والأخلاقية، وذلك حسب السياق التاريخي لمهنة الصحافة في العالم، ومرورا بتطوير القوانين المنظمة للقطاع وآليات الاشتغال، ووصولا إلى الممارسة المهنية السليمة، كما عرفت الدورة التكوينية أيضا، تقديم ورشات مهمة للغاية، أسهمت بدورها في تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة والشائعة التي تم توضيحها على ضوء القوانين المنظمة لمهنة الصحافة والإعلام، مع اكتساب بعض الآليات الجديدة للاشتغال، بحكم التطور المتسارع للقطاع في ظل التكنولوجيا الرقمية الحديثة وظهور أنماط صحفية جديدة..
بعد تقديم برنامج المشروع » الإعلام وحقوق الإنسان » من لدن عبد الواحد بوكريان (منسق برنامج مؤسسة فريدريش ناومان)، والذي أشاد بما شهدته مدينة وجدة من تقدم على مستوى البنيات التحتية، وخاصة الثقافية، حيث حضر الافتتاح الرسمي لمسرح محمد السادس بوجدة من خلال تقديم مسرحية « ساعة مبروكة » لفرقة المسرح الوطني، وأحال الكلمة مباشرة للمؤطر والمكونة محمد المواق (مهتم بصحافة التحقيق والصحافة المواطنة)، الذي قدم بدوره مداخلة مهمة حول « أخلاقيات الصحافة: التاريخ والسياق »، والذي سلط من خلالها الضوء على كرونولوجيا تاريخ حرية التعبير وأخلاقيات مهنة الصحافة، ومن هنا تأتي ضرورة التزام الصحافة والصحافيين وبكيفية تلقائية، بالضوابط الأساسية لممارسة وظيفتهم الإعلامية في شروط تضمن الاستقلالية المهنية والكرامة الإنسانية، وهذا ما أستند عليه ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة، ومقوماته من المبادئ الكونية لحقوق الإنسان، ومن بنود الدستور الذي ينص على حرية التعبير والرأي، وحدد المكون مجموعة من الواجبات الأساسية لمفهوم أخلاقيات الصحافة مع توضيحها، وخلصت الفترة الصباحية بتقديم نتائج الورشات الثلاث التي تمحورت حول دراسة بعض المواثيق الأخلاقية.
في نفس اليوم، قدم المكون محمد المواق مداخلته الثانية الزوالية حول موضوع: » النصوص المرجعية لحرية الصحافة والتعبير »، وأكد أن الاهتمام بالتأطير والتكوين الموجه للصحافيين والإعلاميين والمنظمات الحقوقية غير الحكومية والمجتمع المدني، انطلقت منذ سنة 1969، وخضع لهذه التداريب صحافيون وإعلاميون أوروبيون لتشبعهم بفكرة حقوق الإنسان، وأن السلطة الرابعة أداة للمراقبة، مراقبة السياسات العمومية كما هو الحال في بريطانيا، (تخصيص مقصورة الصحافة) ضمن قصور العدالة والقضاء، وعرفت في هذه المرحلة مبادئ الصحافة وحقوق الإنسان تراجعا مع نهاية الحرب الباردة وسقوط جدار برلين سنة 1989 وانقسام المعسكر الشرقي..
في اليوم الموالي قدمت مداخلتين مهمتين، الأولى في موضوع: « التنظيم الذاتي للإعلام » نشطها الأستاذ الجامعي والمهتم بن يونس المرزوقي (أستاذ القانون الدستوري- جامعة محمد الأول بوجدة)، والمداخلة الثانية قدمها الأستاذ زهر الدين طيبي (أستاذ باحث في قانون وتدبير المنازعات بجامعة محمد الأول بوجدة) في موضوع: « الإعلام وحماية المصادر » وكلاهما لقيا تجاوبا من لدن الحضور بشكل من الجدية والمسؤولية، وسنعود لهذا الموضوع والمداخلتين بالتفصيل في مقالة أخرى…
Aucun commentaire