على إثر القرار  الخاص باقتلاع  أشجارالزيتون  من داخل المدار الحضري، نُظِمت  بتاريخ 16 اكتوبر 2014 بقاعة الاجتماعات بمقر الجماعة الحضرية بوجدة ندوة في موضوع « أشجار الزيتون وانعكاساتها على صحة المواطن ». وقد ترأس  هذا اللقاء  السيد   عمر احجيرة  رئيس الجماعة الحضرية بحضور مجموعة من المتدخلين مختصين و فعاليات المجتمع المدني . وقد كانت التدخلات عديدة ومتنوعة ومتضاربة بين المؤيدين للقرار والمعارضين ومن بين المداخلات المهمة  التي أثارت انتباه الحضور  كلمة  السيد   يحي البصراوي   الذي قدم من خلالها مجموعة من اقتراحات تقنية تساعد على  تفادي بعض الهفوات عند استبدال شجر الزيتون بنوع أخر. فقد ابرز  من خلال تجربته الميدانية بحكم انه حاصل على دبلوم الدراسات العليا في تقنيات تدبير المجالات البيئية ، بتجنب غرس الأشجار المثمرة والقابلة للاستهلاك من طرف الإنسان أو الحيوان،  مع الحث على  اختيار  النوع الأنسب  الذي يتميز بقدرته العالية  على تركيز الملوثات المنبعثة من الهواء او المتواجدة بالتربة أو بالمحاليل الصناعية أو المياه العادمة. كما أشار في كلمته إلى   بعض  المخاطر التي يمكن ان تتوفر عليها  أشجار الزيتون المتواجدة   بأرصفة المجال الحضري  وهي  كون أشجار الزيتون تمتص   الملوثات  وتختزنها على مستوى أعضائها، وتعد  الثمار الأكثر خزانا للسموم وبالتالي تشكل أعلى نسبة من الخطورة على الإنسان عند استهلاكها. ومن بين هذه الملوثات الخطيرة ،المعادن الثقيلة كالرصاص وغيره المنبعثة من أدخنة محركات  السيارات والشاحنات،زيادة على ذلك كون  حبوب اللقاح التي تتوفر عليها  أزهار الأشجار  تعتبر من بين  العوامل المساعدة على  ظهور الحساسية  على مستوى المسالك التنفسية خصوصا عند الأشخاص  ضعاف الجهاز المناعتي.
كما اوضح  السيد يحي بصراوي أن ااختيار النوع المتميز بقدرته  العالية على تركيز الملوثات تعتبر من أنجع التقنيات  التي تستعمل في التخفيف من  تلوث الأوساط البيئية الملوثة. وقد استشهد  بنتائج لتجارب  علمية ميدانية وتقنيات  تطبق عالميا  تستعمل  على مستوى السدود وقنوات الري والأودية  يتم من خلالها التخفيف من نسبة درجة التلوث وذلك بتربية اسماك  خاصة لا تتوفر على جودة غذائية جيدة  ولكن تتميز بقدرتها العالية على امتصاص الملوثات المتواجدة  بالأوساط الطبيعية المائية كالسدود.
لهذا يعتبر أن إشراك  المختصين في تقنيات  تدبير  الأوساط البيئية ، قيمة مضافة تساعد على ترسيخ حكامة جيدة تعتمد على مقاربة تشاورية و تشاركية من اجل اخذ قرار صائب  يضمن  تنمية مستدامة .
ابو نور