دراسة: لا وجود لإعلام الكتروني قائم الذات في المغرب
متابعة:
يوجد المغرب في رتب متأخرة عالميا ضمن قائمة من الدول تصنف أنها مبتدئة في استعمال الانترنت رغم تسجيل نسبة ربط عالية بالشبكة من لدن مواطني هذه الدول.
ذلك ما خلصت اليه دراسة مستقلة حول تطور (الصحافة الالكترونية) في المغرب بعد الثورة التي خلقتها وسائل الاتصال الجديدة، لكن ذلك تم على حساب الجودة والالتزام بالأخلاقيات والمس بحقوق الملكية.
وسجلت أن الطفرة التي عرفها هذا المجال، لا تعني وجود اعلام الكتروني قائم على أسس متينة، مستدلة بتوالد آلاف المواقع في المغرب، يعتبرها البعض دليلا على الرغبة من قبل الشباب في تحقيق هامش للحرية، لكنها في المقابل تمثل انتكاسة على مستوى المضمون وتتشابه الى حد بعيد على مستوى الشكل الخارجي وتصنيفات المواضيع.
القص والنسخ سمة مميزة
يبرز البحث الذي شمل مسح المئات من المواقع المغربية ما يسميه فظاعة الاعتماد على « القص والنسخ » Copy & Paste من الجرائد الوطنية، إذ يمثل هذا المحتوى في بعض المواقع نسبة تقارب 100 بالمائة، وفي بعض الأحيان لا يتوقف أصحاب البوابات الالكترونية على « الكوبي كولي » بل تمت معاينة أكثر من ألف مقال يتم تعديله وإضافة بعض اللمسات الخفيفة إليه ونسبه للموقع، بل وحتى نسبه كلية لاسم جديد على أساس انه صاحب المقال دون اعتبار لمسألة حقوق الملكية.
وسلطت الدراسة الضوء على ما تعانيه الصحافة الالكترونية من ضعف على مستوى المحتوى الموضوع رهن إشارة القارئ، واعتماد بعض البوابات على نشر اخبار غير دقيقة وأحيانا من اجل الإساءة الى أشخاص ذاتيين أو معنويين، وما بات يطرحه ذلك من تحدي قانوني وأخلاقي، وضرورة تعزيز الترسانة القانونية لمواجهة الجريمة الالكترونية في المغرب.
نقاش حول سرقة المحتوى
وفي حين تحمل بعض الجرائد الالكترونية المغربية المحدودة جدا مواصفات عالية أهلتها للانتشار بين جمهور عريض، فان مواقع اخرى تفتقد بشكل كبير للمعايير الأساسية التي يقوم عليها العمل الصحفي، وتعتمد بشكل كبير على « سرقة المحتوى » دون الالتفات إلى مسألة تناقض هذا السلوك مع مقومات الصحافة وحقوق الملكية.
وبخصوص النقطة الأخيرة المتعلقة بنقل المحتوى دون الحصول على أي نوع من الموافقة، تستغرب الدراسة كيف ان دولا عربية كالأردن ومصر واليمن وغيرها تعير اهتماما متزايدا لهذه المسألة وتسعى لتأطيرها قانونيا، فان دولة كموريطانيا تعرف نقاشا واسعا حول احترام الملكية الفكرية المتعلقة بالمحتوى الصحفي، إلا ان المغرب لم يبدأ فيه مثل هذا النقاش بشكل قاطع.
إعلانات غوغل هي السبب
يعتبر المختصون في الميدان ان الاعلانات المدفوعة لموقع غوغل (الادسنس) من خلال وضع بانرات على المواقع الالكترونية الإخبارية ودفع الجمهور الى النقر عليها للحصول على مقابل مادي شكل أهم حافز للكثير من الشباب المغاربة لإنشاء بوابة الكترونية.
ويشدد موقع غوغل تدريجيا من شروط قبول المواقع لتكون ناشرة للإعلانات لحد وقف الحسابات التي يثبت انها تستعمل المقالات المنسوخة ولا تحترم الملكية الفكرية، وتطالب من جميع المستخدمين التبليغ عن إي محتوى مكرر أو مسروق من أجل اتخاذ قرار بشأن تلك المواقع.
ويعني اختفاء اعلانات غوغل بالنسبة للكثيرين توقف أصحاب المواقع كلية عن حيويتهم نتيجة فقدانهم لمورد مادي يمثل بالنسبة للشباب فرصة لا تعوض للحصول على المال، احيانا دون الاكتراث بقيم الصحافة النبيلة، وتبقى البوابات الاخبارية في المحصلة بالنسبة لهم حسب الدراسة مجرد واجهة ظاهرها تقديم خدمة إخبارية للجمهور وباطنها اغراء مادي غير مشروع.
Aucun commentaire