بقلم : أبو ضحى

استرشادا بالخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى السابعة لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين والذي أكد فيه جلالته على الطابع الاستراتيجي والإستعجالــي لمسألة التربية والتكــوين ، واسترشادا بالتوجيهات الملكيــة السامية الداعيــة إلـى ترسيخ التعاون بين الأجهزة الحكومية والمنظمات الغير الحكومية والمؤسسات الاقتصادية  والاجتماعية وجمعيات المجتمع المدني، وانطلاقا من الاختيارات والتوجيهات التربوية للميثاق الوطني للتربية والتكويــن والأدوار الجـديدة التي يحددها لكل فعاليات الحقل التربوي سواء العاملة بداخله أو بموازاة معه من اجل دعم التمدرس وتشجيع التلاميذ المتفوقين.

في هذا الصدد قامت مصالح نيابة وزارة التربيـة الوطنية والتكوين المهني بإقليم تاوريرت بمراسلة إدارة شركة هولسيــــم المغرب الشرقي المتواجدة بتراب الإقليم ، من أجل المساهمة في الحفل السنوي المزمـع تنظيمه ( يوم 10 يوليوز 2014 ) لتحفيز وتشجيع التلاميذ المتميزين .

وبعد انتظار توصلت النيابة من إدارة شركة هولسيم العملاقة المتعددة الجنسيات بمساهمة هزيلــة متمثلة في ثلاثة مناجـــد من الحجم الصغير للغة الانجليزية  ثمن الواحد منها (07 اورو) سبعــة اورو كمــا هــو مثبت فــي الغــلاف ما يعنــي أن مجموع المساهمة هو (21 اورو) واحد وعشرون اورو أي ما يساوي 231 درهما تقريبا .

 نتساءل عــن موقــع شركـة من هذا الحجــم بأرقامها المالية المريحـة وهوامش أرباحها المرتفعة، الغائبة تماما فيما يخص مبادرات المساهمة في تأهيل الإقليم ومحاربة الهشاشة  ودعم المجالات الاجتماعية الحيوية كالتعليم والصحة والرياضة….

 كما أشرنا إلى ذلك سابقا بكون الإقليم يعاني هشاشة وفقــرا ،كنا ننتظر من هذه الشركة إدخــال الفرحــة فـي قلوب هؤلاء التلاميذ المتفوقين وذلك بتخصيص منح شهرية تخول لهم متابعة دراستهم  الجامعيــة في ظــروف ملائمة ليتضح أن آخـر اهتماماتها هو الملف الاجتمـاعي  والثقافــي والرياضي للإقليــم دون أن تعيـر أدنى اهتمام للآثار السلبية للشركة في تلويث الهواء وتدمير الغطاء النباتي .

وأخيرا وليس آخرا نهمس في أذن مسؤولي الشركة ونقول لهم إن هذه المساهمة المحبطة تعد بمثابة إهانة لأسرة التعليـــم بصفة خاصة وساكنة إقليم تاوريرت بصفة عامة.