فصل المقال فيما بين أحداث جرادة المعروفة ب زازة اليهود 1948 والمخابرات الفرنسية والوكالة اليهودية العالمية من اتصال.
فصل المقال فيما بين أحداث جرادة المعروفة ب زازة اليهود 1948 والمخابرات الفرنسية والوكالة اليهودية العالمية من اتصال.
السهلي عويشي
كثيرة هي الأحداث التاريخية التي تحتاج من المرء إلى الكثير من التمحيص والتدقيق والتعامل معها بكثير من العلمية والدقة للابتعاد عن إصدار الأحكام الجاهزة التي تحركها خلفيات إيديولوجية صهيونية تريد أن تلصق التهم المجانية للآخر باعتباره إنسانا غير متسامح وفج وهلم جرا من الأوصاف القدحية التي تصنف الإنسان العربي المسلم باعتباره لا يعرف قيم الحوار والتسامح في علاقته بالآخر ولا في حياته ولا في أسلوبه ولا في عقيدته للحط منه، ولتصنع من نفسها دائما وأبدا الضحية التي لم ينصفها التاريخ، والتي تعرضت لفترات منه للاضطهاد، والقمع،والتنكيل،والتقتيل،وأنهم الأبرياء والمضطهدون على مر التاريخ والأزمان، فتجدهم ينبشون في حوادث عابرة جرت بمنطق التدافع البشري فيهولون منها ويضخمون ليجعلوا منها أحداثا عظيمة يمكن أن توظف سياسياعند الضرورة لدعم مشروعهم الصهيوني وضد الآخر ناسين أو متناسين حجم جرائمهم مستندين في ذلك على ترسانتهم الإعلامية التي يملكونها لنشر مغالطاتهم التاريخية وأساطيرهم المؤسسة لسياساتهم الإسرائيلية الصهيونية
أسوق هذه المقدمة لأقف عند مجموعة من المغالطات التاريخية التي نشرتها جريدة هارتز الإسرائيلية التي خصصت ملفا كاملا للحديث عن ذكرى ما أسمته مجزرة تعرض لها اليهود المغاربة بوجدة وجرادة يوم 08 يونيو 1948 والذي نشرته 08/06/2014 كما سبق لما جاء في المقال أن نشره الصحفي الإسرائيلي اليميني بن درور في صحيفة معاريف الإسرائيلية ليوم 16/02/2009 وكما نشره موقع وزارة الاحتلال.
ففيما يخص الأحداث التي جرت بمدينة جرادة سنة 1948 فلقد كان بترتيب محكم بين المخابرات الفرنسية والوكالة اليهودية العالمية لتهجير اليهود الآمنين إلى أٍرض فلسطين لمجموعة من الشواهد يمكن أن نجملها فيما يلي :فما يحكيه الأياء والأجداد عن هذه المرحلة أن الكل كان يعيش في طمأنينة وسلام فلم تكن هناك أية بوادر للاحتقان أو ما شابه ذلك إلى أن حدث ما حدث ،إذ يروى أن شخصا غريبا لما حل بمدينة جرادة قادما في حافلة من وجدة، بدأ يصرخ وأمام أعين الاحتلال الفرنسي إلى ما وقع من احتلال اليهود لفلسطين ونكبة للفلسطينيين، لينتفض البعض من الأهالي ممن سمعوا الخبر، فحدث ما حدث ،كل ذلك أمام سلطات الاحتلال التي لم تحرك ساكنا،مباشرة بعد الحادث قام الاحتلال الفرنسي بحملة اعتقالات واسعة في صفوف المقاومين والوطنيين والنقابيين والعديد من الأبرياء ،كما أن السياق التاريخي في هذه المرحلة كان يتسم بالاحتقان مع المحتل،إذ بدأت تتشكل الإرهاصات الأولى للعمل النقابي المنظم في المدينة المنجمية جرادة،وما يعني ذلك من انخراط للطبقة العمالية في المشروع الوطني التحرري للحركة الوطنية في مقاومتها للمستعمر،الذي بدأ هو الآخر يتبلور ويتنامى مع توقيع الوطنيين لعريضة المطالبة بالاستقلال 11 يناير 1944.
فالأهداف واضحة من هذه العملية ومعلومة الأطراف المستفيدة منها ،فالمخابرات الفرنسية هدفها كان هو القضاء على المقاومة وتجفيف منابعها وآليات اشتغالها المتمثلة بالأساس في الطبقة العمالية باعتبارها الدينامو المحرك للاحتجاجات والحيلولة دون إنجاح المشروع التحرري الوطني و منجم جرادة كان في تلك المرحلة خزاناللطبقةالعمالية بامتياز،وبالتالي القضاء على هذا المشروع في مهده لما يشكله من خطر حقيقي على المحتل وسياسته الاستعمارية .
أما أهداف الوكالة اليهودية العالمية فكانت تتمثل في ترحيل اليهود المغاربة وبكل الطرق بالتخويف والترهيب والتقتيل فالغاية تبرر الوسيلة وهي خطة استعملتها في العديد من دول العالم .
فلو كانت هناك نية مبيتة من قبل الأهالي لممارسة هذا الفعل لتنظموا في خلايا المقاومة ولكان ذلك في علم الوطنيين والمقاومين ،لكن أي شيء من هذا لم يحدث ،فالكل كان يعيش في تسامح ووئام إلى أن حدث ما حدث ،ما يعني أن الحادثة كانت مدبرة ، لنتساءل من الفاعل الحقيقي على الأرض ؟أليست السلطات الاستعمارية ؟؟ إن لم تكن هي فمن كان الآمر والناهي وقتذاك ؟؟ ألم يكن المغرب مستعمرا من قبل فرنسا؟ فلماذا محاولة إلصاق التهمة للإنسان العربي المسلم ؟؟ لماذا تعمد نشر المغالطات التاريخية وتزوير الحقائق وبأية طريقة كانت وفي هذا الظرف بالذات ؟؟ ولماذا اعتبار المغرب البلد الذي تعرض فيه اليهود لأكثر المجازر والمذابح وبالأمس القريب كان هو البلد الأكثر تسامحا ؟؟ ما هي الجهات التي تقف خلف هذه الأساطير وماهي أهدافها غير المعلنة ؟؟إنها البعض من علامات الاستفهام التي نطرحها للتأمل،
إن تحريف التاريخ وتزويره في الأقلام الصهيونية سياسة متبعة منذ البدء لدعم أطروحة كاذبة تحاول أن تظهر اليهود أنهم كانوا ضحايا في التاريخ الإنساني وأنهم تعرضوا للاضطهاد ولو جاءت بأرقام من صنع خيالها في تناقض تام مع المنطق والتاريخ لأنها ستجد حتما من يهلل لها ويصدقها لأنها تمتلك السلطة الرابعة في العالم وتتحكم فيها كأسطرتهم لما يسمى بالهولوكوست وتضخيمهم للأرقام إلى حد الخيال لكسب التعاطف الدولي وتبرير كل جرائمهم على امتداد خريطة الوطن العربي مع العلم أن هؤلاء الضحايا وهم يساقون إلى أفران الغاز كانوا يسمونهم ((ميزلمان)) أي مسلم كما أثبت المرحوم عبد الوهاب المسيري في موسوعته اليهود واليهودية والصهيونية بمعنى ((أن العقل الغربي وهو يدمر ضحاياه كان يرى فيهم الآخر والآخر هو المسلم )) حسب تعبير الكاتب السالف الذكر .وعلى ذكر اختراعاتهم للكذب ولو بالإتيان بأرقام لا يصدقها التاريخ ولا تتماشى مع المنطق السليم ما أورده المقال من أن عدد ضحايا اليهود في العصر الموحدي في مدينة فاس وحدها بلغ مئة ألف قتيل وفي مراكش بلغ مئة وعشرين ألف ،فأي منطق يصدق هذا الهراء ،فكم كان عدد سكان المدينتين في هذا العصر إذا سايرنا هذه الأرقام؟؟ ونحن نعلم أنهم كانوا أقلية لا يشكلون إلا نسبة ضعيفة من العدد الإجمالي لساكنة المدينتين،هذا يعني أن سكان كل مدينة على حدة كان يتجاوز المليون نسمة وهو أمر لا يستقيم مع المنطق والعقل السليم ،فعلى من يضحكون إذن .
ختاما أعتقد أن ما يكتب من قبل بعض الأقلام لتزوير التاريخ المغربي والإسلامي وتشويهه لتصوير اليهود على أنهم ضحايا على مر التاريخ ما هو إلا محاولة بئيسة للتشويش على الأصوات التي ترتفع يوما بعد يوم لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم الحقيقي الذي اقترف ما لا يعد ولا يحصى من الجرائم في حق الشعب الفلسطيني وفي حق الأمة العربية والإسلامية على طول خريطة العالم العربي والإسلامي .
السهلي عويشي أأسساانننتتتتتتتااااا
Aucun commentaire