صرخة مواطن من الجماعة القروية المنكوبة مستفركي.
كيف اطلب المطر, رغم أنها مصدر رزقي الوحيد وجماعتي شبكة من الوديان ولا قنطرة واحدة, ماعدا بعض المنشئات الفنية التي تزيد الطين بلة وخير دليل الفاجعة الأخيرة التي وقعت بواد العطشان والتي أودت بحياة خمسة أبرياء.
كيف لا اصرخ و أنا أعيش التهميش و الفقر, ابحث عن لقمة العيش, أظل منهمكا داخل ضيعتي المتواضعة واطلب الله أن يحفظني من أي مكروه, لأنني اعلم مسبقا أن المركز الصحي بجماعتي لا يتوفر سوى على ضمادات وبيتادين وحبوب اسبرين.
كيف لا اصرخ وأنا أعاني نقصا في التزود بالماء الصالح للشرب, إما لبعد النقط المائية أو لانقطاعه لساعات بالشبكة المائية الجماعية.
كيف لا اصرخ ومنزلي لم تصله شبكة التيار الكهربائي, فلم أتنعم بعد بميزات هذه المادة الحيوية, فما زلت استضيء بالشموع وفي أحسن الأحوال طاقة شمسية متواضعة.
كيف لا اصرخ وابني يقطع مسافات كبيرة سيرا على الأقدام, فيصل إلى المدرسة منهمكا مما يعجل به بمغادرة الدراسة مبكرا.
كيف لا اصرخ وأنا أتبادل الأدوار مع أبنائي ليلا لحراسة بعض الماشية و الدواب, لانعدام الأمن والأمان فحتى قريتي نالت نصيبها من أصحاب التشرميل.
كيف لا اصرخ وأنا كلما باشرت إصلاح منزلي المتهالك أو بنيت اصطبل لماشيتي ودوابي, إلا وتفا جئت بأعوان السلطة يأمرونني بتحضير رخصة البناء.
كيف لا اصرخ وأنا اقطع مسافات لأسوق بعض منتجاتي الفلاحية المتواضعة والسوق الأسبوعي بجوار
منزلي مهجور.
كيف لا اصرخ وأنا لا أعيش نعم وميزات القرن الواحد و العشرين, لا أرى مشاريع تنموية بقريتي, ما عدا تلك المنجزة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبعض جمعيات المجتمع المدني,لا أرى أي دور للمجلس الجماعي في تدبير شؤون و هموم المواطنين, ماعدا إمضاء الوثائق الإدارية.
أيها المنتخبون المحليون, اهتموا بمصالحكم الشخصية والعائلية, راكموا ثرواتكم, راجعوا حساباتكم البنكية, لا تضيعوا وقتكم الثمين معي ومع أمثالي.
أما أغنياء قريتي واغلبهم بالمدن المجاورة أو بديار المهجر, فزكاتهم و صدقاتهم خط احمر على فقرائنا.
اما الذين ترعرعوا بهذه القرية وهم يشغلون مناصب سامية والمثقفين و…..و…. فخدماتهم الجليلة لا تستحقها هذه القرية المنسية, مما فتح المجال لكل من هب ودب ليعبث بها حسب ميزاجه الخاص.
سأظل اصرخ ثم اصرخ فلن تغلق فمي ولن تجف قلمي حتى تتحقق أمنية أهل قريتي البسطاء.
Aucun commentaire