ثانوية وادي الذهب بوجدة تنظم أسبوعا ثقاقيا تخليدا لميلاد سمو الأمير مولاي الحسن

       بمناسبة اليوم الوطني الأولمبي وذكري ميلاد سمو الأمير مولاي الحسن , وبدعم من جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ , نظمت ثانوية وادي الذهب التأهيلية بوجدة تظاهرة ثقافية تحت شعار :
 » التراث المادي للجهة الشرقية إحياء للماضي واستشراف للمستقبل »
من 7 الى 10 مايو 2014 بمقر المؤسسة ,من خلال فقرات متنوعة كان لي الشرف حضور البعض منها يوم الخميس 8 مايو 2014 .توجهنا الى قاعة المعرض حيث أتحفنا الأستاد لخضر حمزاوي أستاذ علوم الحياة والأرض وتحفة من تحفها الأصيلة ,أستاذ من الطراز الرفيع من ابتسامة لا تفارق محياه وكلمات ينطقها تجعلك تحس أنها تنطق بنبضات قلبه الصادق وحبه الهيامي لمهنته وتلامذته وهوايته المتمثلة في البحث عن الآثار القديمة لصقلها وترتيبها في قالب يجعلها تسترجع ماضيها وبريقها من خلال هذه الجهود التي يبذلها أمثال هذا الأستاذ الفاضل ممن يكرسون جهدا من وقتهم للبحث في هذه المجالات التي تزخر بها بلادنا والتي لا زالت الكثير من معالمها طي الاهمال.
أتحفنا الأستاذ حمزاوي بالكثير من نماذج تاريخنا العريق المتمثلة في صور من حضارة اقليم فكيك العريقة من رسوم تعود لأزمنة غابرة بعضها ترجع ل:80.000 سنة, وحسب توضيحات الأستاذ أنها سبقت ما يروج له الباجثون من أن أقدم الحضارات تعود لحوالي 40.000 سنة بجنوب إفريقيا ,فما بال الباحثين بهذه الحفريات المتواجدة بهدا الاقليم العريق.معطيات أعجب بها السيد النائب الاقليمي لنيابة وجدة أنجاد والذي سبق له أن عمل بنيابة فكيك مما جعله ينسجم مع هذه الشروح التي ارجعت ذاكرته الى تلك المناطق التي تبدو للبعض عارية قاحلة ,لكنها لو أنطقها الحق سبحانه وتعالى لقالت : أنا التاريخ والماضي العريق بدليل وجود رسوم وحفريات لعهود  سبقت ظهور الكتابة بل أرخت لحيوانات كانت تعيش هناك من سباع وضباع وغزال .ومن أروع الرسوم تلك التي تمثل أقدم عملية جراحية لجمجة انسان.
كان الأستاذ حمزاوي يقدم تلك الشروح بصوت خافت عذب وصف به تلك الحضارة وملامحها بشكل دقيق من خلال تلك الصور والرسوم ,نظرا لما يجمعه معها من تزاوج من خلال زيارات ميدانية وأبحاث وحفريات شارك بها في اطار جمعية مشلكة من مدرسي العلوم بكلية العلوم.
لن أذكر بشكل دقيق كل ما عرضته ادارة المؤسسة التي ساهم مديرها بشكل مباشر في عرض بعض الأدوات التي كانت تستعمل سابقا في مجال النسيج والفلاحة والطبخ ,مما أضفي على المعرض طابع الاحتراقية رغم قلة الوسائل.لا أبالغ إن قلت أنه معرض من مستوى عالمي.معرض قال عنه السيد النائب الاقليمي ما مضمونه: » لقد أخرجني هذا المعرض من دهاليز النيابة وأرجعني الى عالم من الذكريات » قبل ختام المعرض ومن خلال بعض الرسوم التي تعود للأستاذ حمزاوي أبرز معالم الحضارة باقليم فكيك أيام نبوغها عندما كانت الخيمة مصدر الاعتزاز لما كان يميز سكانها من حيوية ونشاط رعوي مزدهر, لتتحول بقد أن قل المطر وعم الجفاف الى خيام مرقعة وسكان أصبحوا يبحثون عم ملاذ يضمن لقمة العيش قي وقت لا زال الأجداد يتشبثون بتاريخهم رغم صعوبة العيش .
انتقلنا الى قاعة للخزانة حيث صادفنا مسابقة ثقافية بين تلامذة المؤسسة , ليلقي السيد النائب الاقليمي كلمة شجع فيها التلاميذ على هذا الحضور المكثف وحثهم على المثابرة والتحصيل ,وهنأ ادارة المؤسسة وأساتذتها على الجهود المبذولة.
خلاصة اللقاء الذي حضره ايضا الأستاذ عبد القادر الكوال الذي أكد أنه أكبر ما جنى من هذا اللقاء تعرفه على السيد حمزاوي , أن المؤسسة تتوفر على ذخيرة من خيرة الأساتذة ,لن أستطيع ذكرهم كلهم فقط أشير الى السيد اليوسفي أستاذ التربية البدنية والسيد النجاري الذي لا زال نشيطا وحاضرا بقوة وحيوية وبطبيعة الحال السيد حمزاوي وادارة المؤسسة ومسيرها للمصالح المالية والمادية الذي ساهم في تألق المؤسسة وطنياعلى مستوى المسرح .
أتمنى مزيدا من التألق لهذه المؤسسة بطاقمها الاداري والتربوي وتلامذتها الأعزاء.