لا احد يجادل في أن الصحافة هي السلطة الرابعة,ولا احد ينكر ان للصحافة دورا رائدا في نقل الخبر بدون خوف ولا زيف,لكنها ابتليت بالمتطفلين كما ابتليت جميع الميادين الاخرى,وللاسف فان هذا التطفل يلحق الاساءة بمجال انتمائه,فتنعدم الثقة,ويفتقد الاحترام,ويصبح حينذاك الصدق صعب المنال.

ولعل كل امرئ ينتمي الى قطاع معين’تتربى فيه فطرة الغيرة الجامحة على هذا القطاع ,فالاستاذ يغار على مهنة التعليم,والطبيب على مهنة الطب,والصحافي على مهنة الصحافة,الا ان الشذوذ بين هؤلاء وارد,فقد نجد استاذا او طبيبا او صحافيا يكره مهنته,او يزاولها بضمير ميت ووطنية مهزوزة.

وهنا اوجه ندائي الى رجال الصحافة,لانهم يزاولون مهنة المتاعب,رغم انني لست صحافيا,فادعوهم دعوة المحب للعمل الصحافي,ان يتحروا الحقائق قبل نشرها,او يرفضوها اذا كانت تحمل في طياتها تجريحا سافرا وقذفا بينا,لانهم ان فعلوا حافظوا على صدقية الجريدة وحيادها,ونالوا الحب من شريحة كبرى داخل المجتمع,اما ان كان العكس فاعتقد جازما انهم سينالون حب شريحة ممن يصطادون في الماء العكر.

وساقف وانا اخط هذه الحروف وقفة اجلال واكبار للسيد مدير موقع وجدة سيتي الذي احب المهنة بصدق حتى النخاع,فدافع عنها بساعده وناجده,ولا زلت اذكر موقفا بطوليا قام به لم يثنه عنه طلب جاه ولا مودة ولا منزلة حيث قال لاحدهم:لا لتجريح وقذف الاشخاص,وطلق بالثلاث تلك العلاقة التي كانت تربطه بالكاتب دفاعا بطبيعة الحال على صدقية جريدته وتخليقها,فنال حبا منقطع النظير.

وعلى القارئ الكريم ان يثق بهذا الاستشهاد الذي اتيت به في حق الاستاذ قدوري في مجال الصحافة,وما عليه الا ان يقرا الردود التي تقاطرت كالسيل الجلاح مستنكرة التهديد والاعتداء الذي طاله من شخص نكرة.

ان الفضلاء من رجال الصحافة نالوا التنكيل والتهديد فلم يزدهم ذلك الا اصرارا على الصدح بالحق,بينما اخرون نالوا الرضى الزائف وابتغوا الثراء من مهنة الصحافة على حساب القيم.

وعلى الصحافي النبيل ان يستنكر كل مساس بمشاعر الناس,والقذف في اعراضهم,مهما كانت العلاقة التي تربطه بالمعتدي على هذه الاعراض,وان يضع في الحسبان ان من اتى بهذا القذف والتجريح قد يبتغي تصفية الحسابات,وما يريد قطعا اصلاح خلل او تهاون في تادية الواجب,ولو كان يروم ذلك فعلا لالتجا الى طرق اخرى بعيدة عن هذه السلوكات المنافية للقيم والاخلاق.