حي القيسارية بسيدي بوبكر بين واقع الحال واستشراف المآل.
من عاش بقرية سيدي بوبكر التابعة لنفوذ إقليم جرادة ،أوكتب له أن يعيش فيها سيدرك تمام الإدراك أن دوام الحال من المحال،وأن أبيات أبي البقاء الرندي في رثائه للأندلس لا زالت تنطبق لحد الساعة على قرية سيدي بوبكر وعلى حي القيسارية بها،هدا الحي الذي لم يبق منه سوى الاسم،والدي نالت منه أيادي الزمان مانالته،بل أصبح أطلالا وكأني بديار عبس أو برسم بكر وتغلب.
حي القيسارية هذا،وحسب الدراسات الجيولوجية،يتموقع فوق غيران ودهاليز،بحكم التواجد المنجمي للقرية الذي أنهك أراضيها واستنزف خيراتها دون أن تعلم ساكنتها أنه ذات يوم سيتم إعلامها بضرورة إخلائها بسبب الشقوق والتصدعات التي طالت سقوفها وجدرانها،قبل أن تقع الواقعة ونستسلم للبكاء على أطلال ليست كأطلال أم كلثوم طبعا.
تظافرت جهود المسؤولين من سلطة محلية،إقليمية وجهوية ومديرية العمران ومنتخبين من أجل إعادة إيواء ساكنة حي القيسارية المهدد بالانهيار،خاصة وأن المنطقة معروفة بشتائها وقساوة طبيعتها،غير أن هؤلاء السكان يبدو أنهم غير راضين على هذا البديل السكني مبررين ذلك بضيق مساحته وعدم سعته ولا يمكن أن يحتويهم ،أمام تعدد أفراد الأسرة الواحدة،الشيء الذي قد يطرح أكثر من علامة استفهام فيما سيأتي من الأيام.
غير أن هذه الدور الجديدة وإن كانت تبدو ظاهريا جاهزة للاستغلال،إلا أنها لازالت لم تربط بعد بشبكة الواد الحار،وذلك في انتظار المقاول الذي سيتولى الأشغال،آنئذ سيختار أهل القيسارية إما البقاء وما فيه من شقاء،أو الرحيل والانطلاق ومل سيليه من رغد ونقاء
الحسن الهاملي
Aucun commentaire