Home»Enseignement»بيداغوجيا المرحلة : الأساس و المسار

بيداغوجيا المرحلة : الأساس و المسار

0
Shares
PinterestGoogle+

            بيداغوجيا المرحلة : الأساس و المسار

ذ. عبد الحفيظ زياني

من غير مغالطات ولا مبالغة، و بعيدا كل البعد عن الأحكام المعيارية القيمية، وتجنبا لمزايدات لا طائل من ورائها، أو تكهنات قد تحيدنا عن التوجه الصحيح، فإن النظام التربوي، الساهر على تنزيل فلسفة الدولة في قيادة الشأن التربوي، يعيش خلخلة على مستوى الأسس والتوجهات، الشيء الذي يجعله يعاني من فقدان التوازن المساهم في ضعف الإنتاجية وترديها .

يقتضي الوضع الراهن وقفة تأمل مطولة بصدد ما آلت إليه المنظومة التربوية التي باتت تعرف شرخا على مستوى الأساس والمسار، مما يفرض بإلحاح شديد تقييم الوضعية، وتقديم النقد الذاتي اللازم لتجاوز التعثرات الخطيرة وإنهاء زمن السلبيات، وحتى نكون في الموعد، فمن الأساسيات تبني فلسفة التربية وتنزيلها وفق برنامج متماسك وصلب يستمد نجاعته وخصوبته من البيئة كقاعدة لها دورها ومرجعيتها و كنواة لمجتمع يشكل مدرسة القيم والأخلاق بحكم ما يجب أن يكون، فالأمر يتطلب من الجميع طرح تساؤلات بشأن النظام التربوي الذي أصبح يفتقد لاستراتيجية مسطرة بإحكام وتعزيزه بالدينامية المطلوبة حتى نضمن له الاستمرارية المفروضة .

لقد فرضت المرحلة اعتماد خريطة طريق هادفة وجد مركزة حتى يكون المجال البيداغوجي رهانا لجميع الأطراف: الإعلام المحايد، النظام التربوي، البيئة، إذ بات لزاما صياغة المشروع المؤسساتي الذي يمثل الحلقة المفقودة، بل بالتأكيد فإنه يشكل القاعدة الرئيسة التي على أساسها ينبني فكر الأولويات لأجل تحقيق الأهداف والغايات الكبرى، ولعل التأسيس للحياة التربوية السليمة، وصنع مرحلة القطيعة مع كل الممارسات والأساليب الضاربة في العمق منظومة القيم والأخلاق، فلا بد من جعل الطفل مركز الاهتمام وقطب رحى العملية التربوية بإشراك المهتمين وتدخل كل الفاعلين الحقيقيين في خط متواز من خلال خطاب الميدان، وتفعيل الأدوار التي تخدم أبجدية المخطط في انسجام تام، ومراعاة انخراط عنصري التوجيه والتخطيط، حيث لابد من تفعيل الأدوار وتقديم الحلول الموضوعية التي تمكن من تجاوز وضعية القصور في الممارسة والأداء .

  إذا كان النظام التربوي، الذي يمثل المؤسسات المعنية بقطاع التربية أفقيا وعموديا، يعكس التوجهات والغايات الكبرى، فإنه يسمح بترجمة فلسفة التربية إلى ممارسة ويسهر على تفعيل التوجهات وتفاعلها بحكم طابع الرقابة والتوجيه اللذان يتميز بهما، أما البيئة التي تمثل فضاء واسعا للاستثمار، ومجالا خصبا لغرس السلوكيات، وإكساب المهارات، وتنمية القدرات، فيجب مراعاة خصوصياتها المأثرة في الكائن البشري، أو بلغة أكثر عمقا إنسان الغد، ويبقى الإعلام الذي لابد أن يخدم المشروع البيداغوجي في شموليته باعتباره يمثل صلة وصل بين الأطراف المتدخلة في العملية بحكم الجانب التواصلي ذو الأهمية الكبرى في ربط العناصر المساهمة ببعضها، وضمان إيصالها إلى المتلقي أو الهدف، شريطة خضوعه لطابع الحياد.

و لكي لا تكون البداية من حيث انتهت المسألة وحسمت، فمن الضروري تدارك الأمر قبل فوات الأوان، وإعطاء دروس في التدبير الجيد والعقلاني، واستحضار عمق الأزمة التي ظل يتخبط فيها الجانب البيداغوجي لفترات طويلة حتى كادت أن  تختلط الأمور ويصعب حلها، على الأقل على المدى القصير أو المتوسط .  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *