هل سترى النور جمعية الرفق بالنبات ؟
يكاد المرء لا يصدق وهو يمرّ بالحديقة العتيقة بحي لازاري ليلا. يحس بالفخر والاعتزاز وهو يمر بثامن عجائب الدنيا. فإن كانت في أرض دجلة الحدائق المعلّقة فإن بظهر المحلّة الحديقة المدلّلة. حديقة لا تسحب عنها الشمس أشعتها الأخيرة قبل أن تسلّمها لعشرا ت المصابيح المنيرة.
« عمود نور لكل شجرة وعصفور » هو شعار الجمعية التي ربما تكون قد تأسست بحي ظهر المحلّة. بهذا الإنجاز العظيم تكون مدينة وجدة هي السباقة إلى السخاء بالطاقة . ستنال قصب السبق بالتأكيد حيث لم تسبقها مدينة قبلها ولن تكون ربما بعدها تحتفي بالنباتات وتعطيها كل هذا الاهتمام. كما يُنتظر أن تتأسس هذه الأيام « جمعية أصدقاء الطيور التي لا تنام « . وكيف تنام وهي تعيش في حديقة لا تعرف الظلام؟
أية عبقرية هاته التي استطاعت أن تنجز هذا السبق العظيم. انتهينا من حقوق الإنسان والحيوان وحان دور النبات لكي ينال حظه من العطف والحنان الذي فضل عن بني الانسان؟ ستبقى « امنيستي » مشدوهة ولن تعرف تحت أي بند تضع هذا الانجاز الوجدي فقد تجاوزناهم بسنوات ضوئية .لقد انتهينا من حماية حقوق الإنسان وسنحتل المرتبة الأولى في حماية حقوق السنديان.
ليست هذه هي الخطوة الأولى بالتأكيد فقد سبقتها خطوات أخرى أثناء عملية إعادة التشجير التي عرفتها المدينة في السنين الأخيرة. لقد غُرس -من طرف الساهرين على المدينة- قرب كل شجرة مصباح ليسامرها حتى الصباح . نوره من الأرض انبثق ليضيء الجذع والأغصان والورق . يبعد عن الشجر القلق متى ما أصابه الأرق.
تلوك الألسنة التي تقف أمام كل تقدم والتي لا تتقن إلا فن الكلام أن هناك حيّا في المدينة يدعى « بام » يعيش أغلب الأيام في ظلام. يدّعون أنه حيّ كان دائما منسيا والحقيقة أن المجلس يريد أن يضفي عليه جوا رومنسيا.
أما عن أداء فاتورة الكهرباء ,فقد نسي ذووا الألسنة السليطة أنها عملية بسيطة ولم تكن يوما عزيزة على شعب تربى على مبدأ « التويزة ». أما من يتحدثون عن التبذير فهم العفاريت التي تقف في وجه كل تغيير. ماذا يضير المواطن أن تضاف إلى فاتورته عشرون درهما أو عشرة مادام يحنو على شجرة؟.
Aucun commentaire