أبياط : العمل المدني بالمفهوم العُرفي ضيق وارتجالي وموسمي
شدد الداعية محمد أبياط على ضرورة ترشيد العمل الاجتماعي بالمغرب، مُضيفا أن عبارة « العمل الاجتماعي » أولى من عبارة « العمل المدني ». وخلال اليوم الدراسي الذي نظمه نظم مختبر الأبحاث والدراسات في التراث الإسلامي بجامعة محمد الأول بوجدة الإثنين الماضي، أوضح الأستاذ بكلية الشريعة بفاس أن النبي صلى الله عليه وسلم طيلة مكوث في مكة المكرمة (13 سنة)، لم يثبت عليه أنه قدم مساعدات مادية للفقراء من أتباعه، بل اهتم بالبناء العقدي والنفسي والتربوي والروحي والعلمي. وبالتالي، وجب اليوم ترشيد هذا العمل الاجتماعي بالتركيز على المجالات العلمية والتربوية بهدف خدمة الأمة ونهضتها وليس فقط لإشباع رغبات آنية. إذا أخذنا حظنا من البناء التربوي، يقول الأستاذ أبياط، فإننا سنكون مؤهلين لكل الأعمال الأخرى.
و عرج الأستاذ المحاضر على بعض المفاهيم المرتبطة بالموضوع مثل مفهوم العمل الذي هو أخص من الفعل، لأنه يرتبط بالإنسان العاقل ويكون بقصد. أما الجمعية فهي طائفة من الناس من أجل تحقيق أغراض معينة، و المخالطة مطلوبة شرعا وهي مقرونة في نص الحديث بالصبر على الأذى.
والعمل الاجتماعي حسب أبياط هو كل عمل أوجهد أو سعي يبذله إنسان أو أكثر لتحقيق مصلحة أو دفع مفسدة لجماعة ما. وبما أن الشريعة جات لتحقيق المصلحة ، فإن حكم العمل الاجتماعي شبيه بفرض الكفاية، وإذا لم يقم به أحد أثم الجميع.
ويرى أبياط أن المفهوم العرفي « العمل المدني » ضيق لأنه مرتبط بتلبية حاجات مادية آنية، مما يجعله يتعثر ولا يعطي النتائج المرجوة منه. هو ترميمي وإسعافي وموسمي، يزاوله الراغب فيه متى شاء وكيف شاء، وبالتالي هو عمل ارتجالي تغلب عليه العاطفة والحماس.
وختم المحاضر باقتراح بعض الآليات لترشيد العمل الاجتماعي وإسناده بالعمل الاكاديمي ، ومن ذلك إحداث هيئة للبحث والدراسة وهيئة لرصد الظواهر الاجتماعية التي تحتاج إلى تدخل، ولجنة لإعداد الوسائل والآليات ولجنة للعمل والتنفيذ ثم لجنة تتكلف بالمتابعة والمحاسبة والتقويم.
اليوم الدراسي نظم بالتعاون مع جمعية حوار النسائية في موضوع « العمل المدني والامتداد الأكاديمي » وعرف حضورا نوعيا للطلبة والأساتذة المهتمين.
Aucun commentaire