ساكنة الجماعة القروية لمستفركي تعيش التهميش والإقصاء, لا بنيات تحتية, لا مشاريع تنموية بالقرية, لا مراكز سوسيوثقافية, لا فضاءات رياضية, لاجمعيات لا… لا… فقط الروتين اليومي, و البطالة و الجمود التي يعانون منها, إذ لم يجد البعض منهم إلا احتراف مهنة الرعي كحل مؤقت لمواجهة الفراغ القاتل و تجنب الانحراف , فيما يلجا الآخرون إلى تسويق بعض منتجاتهم الموسمية كاللوز والتين و الزيتون….مقابل بعض الدراهم يستغلونها في تلبية حاجات أسرهم المعوزة في انتظار الفرج الذي طال أمده.

كما أن الجماعة سيئة الحظ من حيث تمثيلها الجماعي إذ تعاقب عليها مجالس يسوقون لصراع مفتعل منذ القدم العصبية القبلية التي تعتبر من التقاليد المتحكمة في عملية اختيار ممثلي الجماعة, على أساس عصبي وعرقي لا على أساس الكفاءة والنزاهة والفعالية, ما يفرز مجالس يفتقرون إلى الخبرة من جهة, والى الرغبة في عدم النهوض بهذه الجماعة من جهة أخرى, حيث دأبت هذه المجالس الفاشلة بمؤشرات الواقع المعاش على صنع نفسها منذ البداية من فسيفساء من المستشارين (وفيهم شيوخ بلغوا من الكبرعتيا), فئة لا يفقهون في التدبير الجماعي شيئا وفئة تريد تسيير الجماعة بدائيا وانفراديا حسب هواها ووفق مصالحها الخاصة.

واقع الجماعة رغم إمكانيتها البشرية الهائلة إلا أن معظمهم غادروا إلى المدن المجاورة لغياب المشاريع التنموية التي لم يفكر أي مجلس في جلبها للجماعة بل أكثر من ذلك يقف في وجه بعض المحاولات التي تقوم بها بعض فعاليات المجتمع المدني والتي لا تتناغم مع أهواءهم السياسية.

 *واقع الجماعة المعاش يشهد عزلة دواويرها, ذلك أن القليل من التساقطات المطرية يجعل مسالكها غير المعبدة غير صالحة للاستعمال.

 * بعض الدواوير لازالت ساكنتها تستضيء بالشموع والقناديل, وبعضها الآخر التي وصلها التيار الكهربائي لم تكلف الجماعة نفسها عناء لصيانة الإنارة العمومية كما هو حال مستفركي المركز مما خلف استياء لدى الساكنة.

 *مختلف الدواوير تعيش وضعا كارثيا للتزود بالماء الصالح للشرب وتزداد حدة خلال فصل الصيف, ولا ندري هل يعلم سيادة المجلس بان جماعة مستفركي ربما هي الوحيدة على صعيد الجهة الشرقية التي لم تفوت هذه المادة الحيوية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب.

  *مشاعر الشباب محبطة لغياب أوراش مشاريع  تريحهم ولو لبعض الأيام عناء السفر للمدن المجاورة بحثا عن العمل.

وأمام هذا الواقع المرير يتبجح المجلس الجماعي ببعض المشاريع المنجزة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عوض البحث عن مشاريع تنموية أخرى تستجيب لتطلعات الساكنة.

نأمل أن ينتشر الوعي بين الساكنة, لكي لا تنخدع للدغدغات القبلية, و تقطع مع الماضي البئيس  ومع الذين يهيئون الظروف لتبق دار لقمان على حالها, لتفسح المجال أمام من يستطيع ترجمة طموحات الساكنة إلى واقع ملموس, ينهض بالجماعة نهضة حقيقية, لا نهضة العصبية القبلية ويحقق المشاريع التنموية الحقيقية عوض الغوص في متاهات لاتخدم مصالح الساكنة.

لقد سئمنا جمود الجماعة مدى الحياة في مغرب العهد الجديد الذي قطع الصلة مع الماضي البغيض, نريد عهدا جديدا لجماعتنا التي طواها النسيان وقتلها الإهمال.