لعبة « سريلو ما بان » : تقاليد وعادات قبيلة المهاية 4
بعد تطرقي في بعض المقالات المتواضعة,الى تقاليد وعادات قبيلة المهاية,والتي تناولت فيها ثلاثة مواضيع وهي التقاليد الخاصة بالاعراس,والخيالة وموسم الوعدة,ساحاول في هذا المقال الموالي أن اضيف بعض التقاليد التي كانت سائدة في هذه القبيلة,وستكون لا محالة مختلفة عن سابقيها في المقالات الماضية,لانها ستكون تقاليد تخص الاطفال وليس الكبار,وطبعا حينما نذكر الاطفال فاننا نريد تقاليد الالعاب لديهم,هذه الالعاب التي لم يبق منها عدا الذكريات الغابرة,وانني على يقين لو سميت هذه الالعاب لاجيال اليوم ما عرفوا لها معنى ولا طريقة,بل ربما اعتبروها خيالا.
سابدا باول لعبة,وتسمى لعبة « سريلو ما بان »,وطريقتها ان الاطفال يتجمعون في مكان معين لمزاولة اللعبة الشيقة وقد يشاركهم فيها بعض الشباب,وتكون هذه اللعبة غالبا بعد مغيب الشمس حين يجن الليل,وسريلو هذا هو عبارة عن قضيب خشبي من عيدان الدفلة او العرعار او ما شابههما,يلقيه احد الاطفال بعيدا عن زملائه وهم يضعون ايديهم على اعينهم حتى لا يتعرفوا على الجهة التي القي فيها القضيب,وبعد عملية الالقاء هاته يتفرق الاطفال المشاركون في اللعبة في كل الاتجاهات بحثا عن القضيب الخشبي,وقد يتجه الطفل الذي القى القضيب في اتجاه معاكس تماما للجهة التي القى صوبها سريلو حتى يضلل الاطفال ويصعب من مهمة البحث,وسيكون الطفل الذي عثر على القضيب هو الفائز,ويتلقى من زملائه الاعجاب والتشجيع,وهو من سيلقي القضيب في المرة الوالية.
اما اللعبة الثانية فلا تحتاج للركض ولا الجري كسابقتها,بل تلعب في راحة تامة ولكنها تحتاج الى شيء من الذكاء والحنكة ,وتسمى لعبة « بومعيزة » ولعبة بومعيزة هاته تحتاج الى بعض الحفر على الارض في صفين وان لم تخني الذاكرة فان عدد الحفر خمس في كل صف,ويستعمل براز الغنم او الابل او في بعض الاحيان حصيات,يتم نقلها من اللاعبين الاثنين بين الحفر بالتناوب ويكون الفائز من استطاع تفريغ الحفر المتواجدة على صفه ووضعها بذكاء في صف منافسه.
واللعبة الثالثة هي تقليد بحذافره للكبار في لعبة الخيالة,فاذا كان الكبار يمتطون الاحصنة,ويفجرون البارود من البنادق,فان الصغار في لعبتهم مثلوا الاحصنة بقضبان من القصب او نبات الكلخ,يربطون احد اطرافها بخيوط ترمز للجام,اما بنادقهم في هذه اللعبة ما هي الا علب فارغة من علب الحليب او الزيتون,تملأ بالتراب وهو طبعا بارودهم,ويتم الجري باتجاه معين مثله الاطفال بمكان المتفرجين الذين لا وجود لهم,واثناء الجري يصيح مقدم الفرسان الصغار كما يصيح مقدم الفرسان الكبار,واثناء الوصول يتم افراغ العلب من كميات التراب,وقد يمثل الاطفال دوي البنادق الحقيقية بافواههم.
وساختم هذه اللعب الشيقة بلعبة لا تقتصر على الصغار فحسب ,بل يمكن للكبار مزاولتها,والخلاف بين هذه اللعبة وما ذكر من العاب قبلها ,انها لا زالت متواجدة الى يومنا هذا,ويمكن للراغبين في معرفتها ان يبحث عنها في هوامش مدينة وجدة,هذه اللعبة تسمى لعبة « السيك »تستعمل فيعا اربعة اعمدة صغيرة من عيدان الدفلة,قوانينها شيقة,تحتاج للذكاء الخارق,ويسهم في الفوز فيها حظ اللاعب.
انها العاب رائعة,لايمكن للزمان الغابر ان يعيدها لانها نسيت بتبدل الزمان والمكان,وذهبت مع صبا ناس داهمتهم الشيخوخة وبلغوا من الكبر عتيا.وصدق ابن الرومي في قوله حين قال:
أأيام لهوي هل مواضيك عود=وهل لشباب ضل بالامس منشد
اقول وقد شابت شواتي وقوست=قناتي وأضحت كدنتي تتمدد
1 Comment
allah yhfdak ya si ali himri
je t encourage
merciiiiiiiiiiiiii bcp