امتحانات البالكالوريا : ضبط 103 حالة غش بأكاديمية الجهة الشرقية
من خلال البلاغات الثلاثة الصادرة عن مكتب الاتصال باكاديمية الجهة الشرقية حول الدورة العادية لامتحانات الباكالوريا أيام 11 ـ 12 و 13 يونيو 2013 تم ضبط 103 حالة غش منها 68 حالة بواسطة الوسائل التكنولوجية الرقمية خصوصا بالهواتف النقالة او بواسطة اجهزة رقمية متطورة تستعمل لأول مرة في هذه الظاهرة المرضية ، في حين بلغ عدد حالات الغش الكلاسيكية والتي تتمثل بالاساس في النسخ المصغرة للدروس والتي يطلق عليها » الحروز او التحراز » 35 حالة …
ومن خلال القراءة الأولية لظاهرة الغش في امتحانات الباكالوريا ، ورغم التقلص الملحوظ لهذه الظاهرة خلال هذه السنة ، فمقابل ذلك نلاحظ اللجوء الى استعمال التكنولوجيا الرقمية بل ابتكار وسائل جد متطورة لممارسة الغش في ارتفاع مطرد ، لا سيما ان الجيل الجديد من التلاميذ يمتلكون قدرات ومؤهلات عبقرية كبيرة في المجال الرقمي سواء تعلق الأمر بالهواتف النقالة اوبمختلف اللويحات الرقمية والالكترونية ، وهذا ما جعل الطرق الكلاسيكية لممارسة الغش والتي تتمثل في » التحراز » تصبح متجاوزة من طرف التلاميذ ، خصوصا وانها طرق يسهل ضبطها من طرف الاساتذة المراقبين…
ان استمرار ظاهرة الغش وانتقالها من المرحلة الكلاسيكية » التحراز » الى المرحلة الرقمية » الهواتف النقالة » ، تعني ان محاربة هذه الظاهرة بالطرق الزجرية لا تؤتي اكلها ، وان محاربة ظاهرة الغش يجب ان تتم بالاساليب التربوية والتوعوية ، بل ان محاربة الغش لا يجب ان يكون مناسباتيا اي خلال اقتراب امتحانات الباكالوريا فقط ، وانما يجب ان تكون خلال السنة الدراسية بكاملها ، وذلك حتى تتكون قناعة عند تلاميذتنا ان ممارسة الغش يعتبر سلوكا لا اخلاقيا ، ولا تربويا ، وان ممارسة الغش لا تختلف عن ممارسة السرقة والنشل ، والزور والتزوير…الخ وانها سلوكا مهينا لمن يمارسه بل ويحط من قيمته وكرامته ، لذا يمكن القول ان محاربة الغش يجب ان تنبع من قناعة التلميذ نفسه ، وان عملية المراقبة يجب ان يقوم بها التلميذ المترشح للباكالوريا بنفسه على نفسه ، حتى نصل الى ذلك المستوى الذي وصل اليه التعليم في العديد من الدول الأوروبية بحيث تجرى العديد من الامتحانات بدون مراقبين ، فالمترشحون هم انفسهم من يراقبون ا نفسهم وذلك بالالتزام باخلاق الامتحانات ورفض كل سبل الغش سواء في الامتحانات او في كل سبل الحياة وفق قاعدة الواجب الاخلاقي كما يتحدث عنها الفيلسوف الالماني كانط ..بل والتي تحدث عنها ديننا الحنيف قبل ذلك بقرون ، وكما كان احمد بوكماخ يعلمنا ذلك في كتابه » اقرأ » في نص بعنوان » الله يرانا »
وأخيرا لا يجب ان ننسى ان ظاهرة تحديد عتبات مرتفعة للولوج الى المعاهد العليا ومدارس المهندسين وكليات الطب والصيدلة حتى ان بعض هذه المعاهد تحدد العتبة في الحصول على الباكالوريا بمعدل يفوق 17 او 18 على 20 يعتبر ايضا من اهم العوامل التي تشجع التلاميذ على الغش خصوصا في امتحانات الباكالوريا ، والكل يتذكر انه خلال سنوات السبعينيات من القرن الماضي وعندما كانت هذه المعاهد والكليات لا تشترط اية عتبة لولوجها من طرف الحاصلين على الباكالوريا ، بل كان الشرط الوحيد هو الحصول على شهادة الباكالوريا ولو بمعدل 10/20 ، لم نكن آنذاك نسمع لا بالغش ولا بالساعات الاضافية …
ترى هل نجد الآن من وزرائنا من يمتلك الجرأة والشجاعة ليعلن عن الغاء العتبات لولوج هذه المعاهد والكليات لأن قرارا جريئا مثل هذا سيكون هو الحل الأمثل ليس للقضاء على ظاهرة الغش في امتحانات الباكالوريا وانما ايضا في القضاء على ظاهرة الساعات الاضافية التي تثقل كاهل اسرنا
2 Comments
فكرة صائبة
احيلكم لقراءة المزمار
link to oujdacity.net