التلفزيون المغربي يستحوذ على صفقة بلغت قيمتها 5 ملايير دولار.

عزيز باكوش

انطلقت في كواليس الجامعة العربية رواق التيكنولوجيا والإعلاميات نهاية أمس الأول، وبداية الأسبوع الذي نودعه ، أشغال مناقصة عروض ضمن المعرض العالمي للإنتاج الدرامي المقام على مدى 3 أيام ، بمشاركة 22دولة عربية .

مصدر رسمي من الجامعة ، كشف أن تعتيما مفتعلا قلل من أهمية ماراج داخل هذا التجمع الدولي الأول من نوعه في عاصمة عربية ، حيث لم ترد معلومات ضافية تثبت او تنفي مشاركة إسرائيل ، كما لم ترد أنباء حول حجم الصفقة التي أكد ت المجموعة العربية استحواذ التلفزيون المغربي عليها ، حيث قدر الخبراء قيمتها حوالي 50 مليار سنتيم .

ومن شأن هذا التتويج أن ينعش جيوب الفنانين المغاربة ،كما يعزز موقع المنتوج الدرامي المغربي عربيا وإفريقيا.

تبقى أسئلة كثيرة معلقة نتعرف على تفاصيلها في سياق الحوار الذي أجريناه فور رسو الصفقة مع مدير المزايدات في التلفزيون المغربي :

س :نود لو نتعرف سيدي على ملامح صفقة القرن بين التلفزيون المغربي والجامعة العربية؟

ج :برأي الكثيرين ،فان الصفقة تعتبر صفقة القرن، ليس لأنها تشمل ملايير الريالات بالعملة الصعبة ، حوالي 500 مليون دولار أمريكي ، أي ما يعادل 5 ملايير من السنتيمات ،وإنما لكون الصفقة رست على منتوج مغربي صرف ، لا يد فيه للأجنبي ، سواء كوسيط عمولة ، او كمتدخل إشهاري ، وهذا أمر مهم وحيوي يكرس نجاح استراتيجية الدولة في الظرف الراهن ، وتعزيز خطها التحريري الواضح فيما يتعلق بجودة المنتوج الدرامي، وقابليته للتسويق دوليا بالعملة الصعبة ، كما يبرز أن سياسة الانفتاح التي ينهجها القطب العمومي باتت ذي جدوى …وهذا أمر على مستوى عال من الأهمية.

س: هل جاءت الصفقة بناء على وساطة عربية، أم تنافسية جادة في مجال الجودة على مستوى الإنتاج؟

ج. بكل شفافية ، قدمنا طلب عروض كما هو منصوص عليه في ديباجة الجامعة العربية ، الى جانب 22 طلب عربي ، وكان ترتيب إيداع الملف المغربي 21 ، بعد الشقيقة عمان . وتفاديا لأي حساسية عربية او إسلامية ، انتدبنا موثقا من الخليج العربي ، مشهودا له بالثقة والمصداقية، ظل يتابع عن كثب مجريات السوق ، وكانت دهشتنا مريبة ، عندما رن هاتف الإدارة المحمول حوالي الثانية من صباح يوم الخميس الماضي ، معلنا رسو الصفقة على التلفزيون المغربي ،لم نصدق الأمر لأول وهلة ، اكتشفنا لحظتئذ ، أن عملا دراميا وطنيا عظيما من حجم ،" خالي عمارة" ، "ومول التاكسي" لا يمكن أن يذهب سدى ، وأن يذهب الى الأرشيف يغمل ويتأكسد في أقبية دار البريهي الى ما لا نهاية ،وجاء الإنصاف ، و تم تتويجه ضمن أحسن إنتاج عربي تلفزيوني للموسم 2008 .

س: عفوا عن المقاطعة ، الفوز كان في صنف السيتيكوم ..

ج: نعم .. لابد من الإشارة هنا ، الى أن المسابقة على مستوى صنف السيتيكومات ، شملت أربع دول هي :عمان ،اليمن وموريتانيا ،الى جانب المغرب وقد ابلغ مندوبا بلدين شقيقين هما اليمن وعمان لجنة تحكيم المسابقة قبيل ساعة من انعقادها، بانسحابهما لاعتبارات أخوية .

س:فكرة تسويق المنتوج الوطني الدرامي الى أسواق غير مسبوقة، كموريتانيا وايريتيريا والصومال ،كيف بدا التفكير فيها ، هل جاء كحل لمشكل تراكم الإنتاج بالقناتين أم فقط كي لا يضيع إنتاج هذه المؤسسة هدرا.

ج: : جاء التفكير في هذا الموضوع اثر الزيادة المهولة لوثيرة الإنتاج بالقناتين ، كما يعلم الجميع إن شهر رمضان يشكل الوعاء الزمني الأنسب لتحقيق اكبر نسبة مشاهدة ،وكان منطقيا أن يحص تراكم وكم هائل من الأعمال الدرامية المميزة ، بلغ حسب تقديرات المسئولين قرابة 3000آلاف ساعة تهم مسلسلات وسيتيكومات..كاميرا خفية ومسابقات …،حيث تشير الإحصائيات الى ارتفاع مهول في الإنتاج ، ومن غير الممكن أن يقتصر عرض هذا المنتوج الضخم أكثر من عقدين او ثلاثة حصريا على القناة الأولى وقناة دزيم، إذ يعتبر ذلك تقليلا من أهميته، وبالتالي ، إجحافا في حق رجال الفن ببلادنا .ومن المنتظر أن يتم التوقيع بشكل منفصل مع شركاء عرب وأفارقة بعد استقرار التتويج ، وسريان العمل ببنوده.

س:ماحجم استفادة المواطن او المشاهد المغربي من عائدات الصفقة في تقديركم

ج: طبعا ،الأمر في غاية الأهمية، من شان هذا التتويج أن يعزز مكانة المغرب على هذا المستوى ، كما نترقب أيضا استفادة ثقافية ونوعية بالنسبة لرقمنا الأول في المعادلة ، ألا وهو المشاهد المغربي ، وددت لو أضيف في هذا السياق، إن الأمر خطوة عملاقة من اجل النهوض والرقي بالعمل الدرامي وتكريس خط الإنتاج الحالي كنمط مميز. والحال إن شريكا جديدا سيقاسم المشاهد المغربي خلال الشهور المقبلة ، حيث سينظم إليه مشاهد إفريقي من الزايير والكونكو هذه المرة ، وهو ما يعني اتساع دائرة المشاهدة في العمق .

كلمة أخيرة: على الإنسان أن يظل يحلم بتحقيق النجاح والتميز …وها نحن نكرس الحلم ، نحلم بهذه التتويج وبفكرة التسويق الى أن تحقق في المستقبل القريب إن شاء الله.

حوار افتراضي أعده: عزيز باكوش