المشكل بين مدير أكاديمية الجهة الشرقية ورئيس مصلحة الامتحانات في الواجهة من جديد

محمد شركي

لقد عرفت أكاديمية الجهة الشرقية في نهاية الموسم الدراسي المنصرم مشكلا عويصا بين السيد مدير الأكاديمية؛ والسيد رئيس مصلحة الامتحانات؛ وفيما يلي التذكير بحقيقة المشكل قبل طرح ما جد فيه.
لقد بدأ المشكل بعدما قضى السيد رئيس مصلحة الامتحانات بأكاديمية الجهة الشرقية مولاي الطيب الرمضاني وهو مهندس دولة ممتاز في المعلوميات 18 يوما من الاعتكاف حيث لم يشفع له منصبه ولا مركزه من الخروج من الاعتكاف مع أنه من الناحية القانونية يتحمل مسئولية الامتحانات وما قد يقع فيها من تسرب ؛ وقد ظل رئيس قسم الشؤون التربوية الوسيط بينه وبين العالم الخارجي طيلة مدة الاعتكاف حتى أنه لم يعلم بدخول ابنته الصغيرة المستشفى أثناء غيابه. وبعد الانتهاء من كل العمليات المرتبطة بالامتحانات وقع خلل في المحاضر التي كانت بحوزة لجنة طبع الدبلومات ؛ وهي لجنة مكونة من بعض موظفي الأكاديمية الذين عينهم السيد المدير إلى جانب طاقم مصلحة الامتحانات لمساعدتهم ؛ اضطر السيد رئيس مصلحة الامتحانات وبعد ساعة متأخرة من التصويب قام بها فريقه إلى تقديم مراسلة في الموضوع للسيد مدير الأكاديمية قصد المصادقة عليها ؛ ولكن السيد المدير ولظروفه الخاصة أيضا تضايق من السيد رئيس المصلحة ؛ ومن استعجاله الدخول عليه ؛ ولم يسمح باستقباله . وصادف أن زار السيد النائب الإقليمي بنيابة وجدة أنكاد في تلك اللحظة مكتب السيد المدير ؛ ودعا السيد رئيس مصلحة الامتحانات للدخول معه لأن السيد النائب كان قد قصد الأكاديمية لغرض له صلة به وعندئذ حصل تلاسن بين السيد المدير والسيد رئيس المصلحة ؛ وكان البادئ بالتجني السيد المدير حسب رواية السيد رئيس المصلحة ؛ التي لا يكذبها ولا يصدقها إلا السيد النائب الشاهد الوحيد كما صرح بذلك في مقال سابق له على موقع وجدة سيتي. وتطور الأمر بينهما إلى حد عزل السيد المدير السيد رئيس المصلحة من مهمته شفويا ؛ وتعيين أحد موظفي المصلحة مكانه ؛ إلا أن هذا القرار أثار حفيظة موظفي المصلحة فتضامنوا مع رئيسهم ؛ وغادروا مقر عملهم احتجاجا على ما صدر من اليد مدير الأكاديمية ؛ وكانوا شهودا على ما حصل في مصلحة الامتحانات من تلاسن بين الطرفين على جانب السيد النائب الإقليمي لنيابة وجدة أنكاد.
وبعد تدخل نقابة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل وطنيا وجهويا وتدخل أحد البرلمانيين في الجهة اتصل السيد الوزير السابق بالسيد رئيس مصلحة الامتحانات وفريقه عبر الهاتف المحمول ليحثهم على مراجعة قرارهم بالانسحاب من مواصلة عمليات الامتحانات المتعلقة بالدورة الاستدراكية التي كانت على الأبواب ؛ واضطر السيد مدير الأكاديمية إلى عقد صلح مع السيد رئيس مصلحة الامتحانات وفريقه ؛ وتمت تصفية الأجواء وطي ملف الخلاف. ولكن مع بداية هذا الموسم ؛ وبالضبط بتاريخ 10 أكتوبر2007 توصل السيد رئيس مصلحة الامتحانات بمراسلة موقعة من طرف السيدة الكاتبة العامة للوزارة التي خولها السيد الوزير التفويض بالتوقيع نيابة عنه ؛ والمراسلة تعتمد كمرجع تقريرا للسيد مدير الأكاديمية بتاريخ 19 يونيو2007 وجاء فيها ما يلي :
وبعد ؛ فبناء على تقرير السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية المشار إليه في المرجع أعلاه ؛ والذي يشير إلى تصرفاتكم اللامسؤولة إزاء رئيسكم المباشر واستهتاركم بالمهام الإدارية الموكولة إليكم والمتجلية أساسا في :
ـ اقتحامكم لمكتب السيد مدير الأكاديمية دون استئذان فضلا عن تلفظكم بعبارات نابية إزاءه الشيء الذي ينم عن عدم احترامكم لقواعد السلوك الإدراي
ـ نقلكم معلومات خاطئة لموظفي مصلحة الامتحانات عشية الإعلان عن نتائج الدورة العادية لامتحانات البكالوريا مما أدى إلى انسحاب موظفي المصلحة دون إتمام مختلف العمليات المرتبطة بالامتحانات
ـ خلقكم عدة تشنجات داخل المصلحة خلال فترة الدورة الاستدراكية
ونظرا لتنافي هذه التصرفات مع ما يتعين أن يتوفر في مسؤول عن الامتحانات من رصانة وتشبع بروح المسؤولية فإنه يؤسفني إخباركم أنه تقرر إعفاؤكم من مهام رئيس مصلحة الامتحانات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية ووضعكم رهن إشارة السيد مدير الأكاديمية المذكورة لإسنادكم مهام جديدة.
لذا يتعين عليكم فور توصلكم بهذه الرسالة ربط الاتصال بالسيد مدير الأكاديمية لتسلم مهامكم الجديدة وموافاة مديرية الموارد البشرية وتكوين الأطر عن طريق السلم الإداري بمحضر التحاقكم بالعمل والسلام.
والملاحظ أن هذه المراسلة تم تمريرها قبيل الإعلان عن الوزارة الجديدة؛ وربما دون علم السيد الوزير السابق الذي تدخل شخصيا وعبر الهاتف الخلوي لفض النزاع. كما أن المراسلة من الناحية القانونية تتسم بالخلل حيث لمن يتم استفسار السيد رئيس مصلحة الامتحانات ولم يمكن من حقه في الرد على ما نسب إليه من تصرفات غير مسئولة والتي تقتضي التأديب فضلا عن الإعفاء من المهام حسب ما جاء في المراسلة ؛ وبهذا يكون قرار إعفائه من منصبه بهذه الطريقة شططا في استعمال السلطة لأن السيد رئيس مصلحة الامتحانات ولج منصبه بعد اجتياز مباراة أعلن عنها بموجب مذكرة وزارية ؛ ولم يمكنه السيد مدير الأكاديمية من قرار تعيينه لحد الآن حسب تصريحه ؛ وبالرغم من مطالبته بذلك بواسطة الأجهزة النقابية.
ومن المثير في المراسلة أيضا أنها أشارت إلى ما سمته تشنجات داخل المصلحة خلال فترة الدورة الاستدراكية علما بأن تاريخ تقرير السيد مدير الأكاديمية الذي أعتمد مرجعا لهذه الوزارة كان بتاريخ 19 يونيو2007 وهو تاريخ قبل فترة الدورة الاستدراكية التي كانت تقريبا في منتصف شهر يوليوزمما يثير الشكوك في هذه المراسلة التي تضمنت الإشارة إلى أحداث قبل أوانها مما يطعن في مصداقيتها .
وبعد الاتصال بالسيد رئيس مصلحة الامتحانات وهو إطار مشهود له بالكفاءة المهنية حيث شهدت مصلحة الامتحانات في عهده تطورا غير مسبوق من حيث الأداء والحرفية ؛ وشهد له طاقمه بالجدية والشعور بالمسئولية وبالتربية الراقية ودماثة الخلق ؛ وهي شهادة كل من يعرفه عن قرب منذ التحاقه بقطاع التربية تبين أن السيد المدير كان يرغب في إقصائه لأسباب غير معروفة لحد الآن ولم يرد السيد رئيس المصلحة الإعلان عنها واكتفى بالإشارة إليها محتفظا بالتصريح بها في حال فتح تحقيق في الموضوع من طرف الجهات المختصة.
وعلى إثر الجديد في القضية اجتمع موظفو مصلحة الامتحانات بالسيد مدير الأكاديمية وعبروا عن سخطهم خصوصا وقد شهدوا جانبا من تجني السيد المدير على رئيس مصلحتهم إبان النازلة كما شهدوا تصفية الأجواء ولكن مفاجأتهم كانت كبيرة عندما اطلعوا على إقالة رئيسهم وهي عبارة عن عملية تصفية حساب وانتقام استغل في ظرف شبه فراغ الوزارة وبطريقة مستعجلة قبل أن يصير الأمر إلى وزير جديد قد يكون له رأي آخر في الموضوع ؛
وعلى إثر اجتماع موظفي مصلحة الامتحانات بالسيد المدير ؛ وهو اجتماع عرف تلاسن بينهم وبينه بسبب قرار تعسفي يتحمل مسئوليته أمام الله عز وجل وأمام الضمير أمام القانون صدر لهم البيان التالي :
يشرفنا نحن الموقعين أسفله موظفي مصلحة الامتحانات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية أن نخبركم السيد الوزير أنه من باب الموضوعية والدفاع عن الحقيقة وتحمل المسئولية الأخلاقية والمهنية ؛ وصون حقوق الأفراد من الشطط واستغلال النفوذ ؛ أن نحيطكم علما أن إعفاء السيد رئيس مصلحة الامتحانات السيد رمضاني مولاي الطيب من مهامه جاء بناء على تقرير أرسله مدير الأكاديمية إلى سيادتكم بتاريخ 19 يونيو2007 بكن الملاحظ هو أن هذا التقرير جاءت فيه مغالطات كثيرة وحقائق مقلوبة حيث أن المدير هو الذي تلفظ بالكلام النابي الذي يندى له الجبين في حق رئيس المصلحة على مرأى ومسمع السيد النائب الإقليمي لوزارتكم بنيابة وجدة أنكاد.
ـ إن رئيس المصلحة لم ينقل لنا أي معلومات خاطئة ؛ وإن انسحابنا جاء بعد أن أتممنا كافة العمليات المرتبطة بالامتحانات ؛ وأننا أنجزنا محاضر النتائج لتسليمها للسادة النواب في اليوم الموالي.
ـ إن رئيس المصلحة لم يخلق أية تشنجات داخل المصلحة خلال فترة الدورة الاستدراكية بل على العكس من ذلك إنها كانت أنجح دورة على الإطلاق وجاءت بعد أن تمت المصالحة بين المدير وكافة الموظفين بما فيهم رئيس المصلحة علما بأن الدورة الاستدراكية كانت خلال شهر يوليوز بعد تاريخ تقرير مدير الأكاديمية الذي يتضمن الافتراءات على رئيس المصلحة.
كما نحيطكم علما السيد الوزير أن السيد رئيس المصلحة ذو أخلاق حميدة عالية يشهد له بها الجميع.
وبناء على ما سلف ذكره فإننا نتضامن مع السيد رئيس المصلحة؛ ونطالبكم السيد الوزير بالتراجع عن إعفائه من منصبه؛ والاستماع إلى المعني بالأمر أو إرسال لجنة تحقيق إلى الأكاديمية لتقف على الحقيقة الكاملة.
كما نطلب منكم الاستماع إلى السيد النائب الإقليمي لوزارتكم بنيابة وجدة أنكاد.
أملنا كبير السيد الوزير في أنكم ستنظرون في القضية بجدية حتى لا تضيع حقوق رئيس مصلحة الامتحانات بسبب شطط مدير الأكاديمية وتعسفه ضده ؛ ونرجو أن تستحضروا قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) صدق الله العظيم ؛ واتقوا دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب. ولكم أزكى التحيات.( 13 توقيع)
وقد علم أن موظفي الأكاديمية عاقدون العزم على خوض سلسلة من الوقفات الاحتجاجية المتواصلة إلى غاية إنصاف السيد رئيس مصلحة الامتحانات الذي تتعاطف معه عدة جهات وفعاليات نقابية ومهنية ؛ كما يأملون أن تشرع الوزارة في بحث دقيق يشمل جميع تصرفات وسلوكات السيد مدير الأكاديمية بما فيها الاعتداء المألوف بالكلام النابي على موظفي الأكاديمية بما فيهم رؤساء الأقسام والمصالح من أجل تخليق الإدارة خصوصا في قطاع التربية الوطنية الذي يستوجب المستوى الرفيع من الأخلاق الفاضلة عوض المس بسمعته من خلال سلوكات لا مسئولة أصبحت حديث كل الألسنة في الجهة الشرقية.
وإلى أن تتحرك الوزارة الجديدة من خلال أجهزة تنسيق التفتيش مركزيا وجهويا لرفع الضيم عن السيد رئيس مصلحة الامتحانات من خلال تمكينه من حق الرد على ما لفق ضده من اتهامات ؛ وبالاعتماد على الشهود والقرائن سيظل الموقف مشحونا وقابلا للتصعيد في أكاديمية الجهة الشرقية ؛ وقد يؤدي إلى ما لا تحمد عقاه في حال تجاهل هذا التظلم ؛ خصوصا وقد تم رفع شكوى إلى جهات شتى منها الديوان الملكي ؛ وديوان المظالم ؛ والمحكمة الإدارية ؛ والبرلمان ؛ والفعاليات النقابية المختلفة والسلطات المحلية.

ا