Home»International»ما جاء في تكريم الأستاذ الفقيه مصطفى بن حمزة *

ما جاء في تكريم الأستاذ الفقيه مصطفى بن حمزة *

0
Shares
PinterestGoogle+

الدكتور عبد القادر بطار

ما جاء في تكريم الأستاذ الفقيه مصطفى بن حمزة *
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز، أن أتناول الكلمة في هذا الحفل البهيج، الـذي يقام بمناسبة تكريم أحد أعلام المغرب المعاصرين، الفقيهِ المجددِ المجتهدِ فضيلة الأستاذ الدكتور مصطفى بن حمزة حفظه الله، الذي نذر حياته، وسخر جهده لخدمة القرآن الكريم وأهله، فكان بذلك خيرا على أمته ووطنه.
ولكوني أستاذا باحثا أنتمي إلى شعبة الدراسات الإسلامية بالجامعة المغربية، التي يرجع الفضل في تأسيسها إلى فضيلة الأستاذ المكرم الدكتور مصطفى بن حمزة حفظه الله، فلا يمكن أن نغمض عن الدور الطلائعي والحضور المشرف لهذه الشعبة في الساحة العلمية، وفي حقل الحياة الدينية، وفي مختلف المؤسسات والمرافق العمومية.
إن من حق شُعَبِ الدراسات الإسلامية في الجامعات المغربية كلها، أن تحتفي بفضيلة الأستاذ المكرم الدكتور مصطفى بن حمزة حفظه الله، لإسهامه الفعال في وضع أسسها المتينة حتى غدت كأنها » شجرة، طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي كلها كل حين بإذن ربها » فقد كان فضيلة الأستاذ المكرم الدكتور مصطفى بن حمزة حفظه الله ينتقل من مدينة وجدة، إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ليسهم إلى جانب ثلة من خيرة الأساتذة الوطنيين، الغيورين على ثوابت أمتهم، من أجل إعطاء دفعة قوية لشعبة الدراسات لإسلامية وهي في بداية تأسيسها، وتعهدها بالرعاية والعناية، حتى اكتمل البناء، وتجدد الدين، بعدما اندرست أعلامُهُ، وآذنت بالانصراف أيامه.
وعلى مستوى جامعة محمد الأول بوجدة، وانطلاقا من الرؤية العميقة لمؤسسة الوقف في فكر الأستاذ الدكتور مصطفى بن حمزة حفظه الله، فقد أسهم فضيلته في دعم كلية الآداب والعلوم الإنسانية وتقوية بنيتها التحتية، حيث عمل على تشييد البناية الجديدة بذات الكلية، التي تضم جميع الشعب، كما اشتهرت هذه البناية بجناح نداء السلام، الذي اكتسب اسمه وشرفه، من شرف تلكم الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالةُ المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، من قلب هذه الصرح الكبير الذي سيظل شاهدا على مضامين تلكم الرسالة الملكية السامية حول السلام العالمي.
كما عمل فضيلته على تأسيس المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بجامعة محمد الأول بوجدة التي شيدتها امرأة حرة فاضلة، بتوجيه واقتراح من فضيلة الأستاذ المكرم، إضافة إلى توجيه أنظار المحسنين إلى بناء حي جامعي خاص بالإناث، تكريما للفتاة، وتشجيعا لها على مواصلة تعليمها في ظروف جيدة، هذا فضلا عن توفير العديد المنح للطلبة الباحثين، وإنشاء مكتبات عمومية، تضم أنفس الكتب والمصادر التي يحتاج إليها الطلبة الباحثون، وكذا توفير العديد من الآبار على صعيد مؤسسات جامعة محمد الأول بوجدة لتظل صدقة جارية في سجل الأستاذ المكرم وأصحاب الأيادي البيضاء من أهل البر والفضل.
إن ما يميز شُعَبَ الدراسات الإسلامية في الجامعات المغربية، أنها قامت على أسس شرعية راسخة، نابعة من روح الشريعة الإسلامية السمحة، وهذا بفضل حنكة وحكمة مؤسسي هذه الشعب، وفي طليعتهم فضيلةُ الأستاذ المكرم الدكتور مصطفى بن حمزة حفظه الله، عن طريق وضع برامج طموحة، ومواد شرعية متنوعة، أسهمت إلى حد كبير في نشر ثقافة التوسط والاعتدال، ومن ثم تجنيب أمتنا وقومنا ثقافة الغلو والتنطع والانغلاق، التي لا مكان لها في ديننا الإسلامي الحنيف… لقد تعلمنا من هذه الشعبة ضرورة التعمق في الفقه الإسلامي وعدم الاشتغال بمقالات أهل الأهواء والبدع، لأن الأمر كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه لأبي إسحاق المُزَنِي: عليك بالفقه، وإياك وعلم الكلام، فلأن يقالَ لك: أخطأتَ خير من أن يقال لك: كفرت.
وبعد، فلا يسعنا في هذا المقام، إلا أن نقول في حق أستاذنا المكرم الأستاذ الفقيه مصطفى بن حمزة حفظه الله كما قال أبو بكر محمد بن الحسن المرادي الحضرمي في كتابه  » الإشارة في تدبير الإمارة » أطال الله بقاءك في عز لا يزال الولي يحمده، والعدو يحسده، وأدام ارتقاءك في مجد لا تزال الأيام تجدده، والتوفيق يوطده، وأتم نعماءك في شرف لا تزال الحكمة تعضده » ما طلع فجر، وزخر بحر، ودار فلك، وسبح ملك…
·    ألقيت هذه الكلمة في حفل التكريم الذي خصصته جامعة محمد الأول بوجدة لفضيلة الأستاذ الدكتور مصطفى بن حمزة يوم 19 مارس 2013 بكلية الطب والصيدلة بوجدة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عبد الله
    24/03/2013 at 10:50

    كنت اظن ان كل هذه الانجازات من طرف الدولة والوزارة الوصية. شكرا جزيلا ل سي مصطفى بن حمزة.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *