لن أكون مبالغا اذا قلت ان موقع وجدة سيتي-الذي نكن لطاقمه بالغ الاحترام- قد أصبح حلبة للصراع,ولا عيب اطلاقا اذا كان الصراع حول الخلاف في الرأي,لان الاختلاف رحمة كما يقال,ولكل واحد من رواد الموقع الحق في أن يدلو بدلوه,ويعبر عن خوالجه,ويعطي في الامور رأيه,الا ان الشيء المؤسف حينما يتجاوز هذا الحق حدود المعقول,ويدوس على ادبيات الحوار,ويتحول الى قذف وشنأن.

وأخص بالذكر اولئك الذين ينصبون أنفسهم مدافعين عن صاحب المقال أو عمن كتب في حقه المقال,فصاروا في خانة المثل الشعبي والمعروف في الجهة الشرقية بالضبط والذي يقول: »الراعي والخماس متشاجران حول حوائج الناس ».

والأجدر بهؤلاء قبل النقد وتوجيه اقلامهم نحو شخص معين ان يتسربلوا برداء التبصر والاخلاق الانسانية,وأن يترفعوا عن توجيه الجارح من الكلام,حتى وان كانوا ينظرون الى أن الشخص قد أخطأ فعلا بمنظروهم,ومن يدريك أن الشخص محق وهم الخاطئون.

ولعلي لا أتكلم من فراغ,بل انطلقت من حقائق ملموسة على الموقع,حين هاجم مجموعة من الاشخاص السيد الشركي,ردا على احد مقالاته الى درجة النيل من كرامته,واتهامه بأكل السحت.

 ولست قطعا محاميا عنه ايمانا مني انه قلم لاذع في الدفاع عن نفسه,انما اريد نصحا للترفع عن الدناءات في حق النفس الانسانية مهما كانت,والتي كرمها الخالق ايما تكريم.

ولا اخفي انني كنت ممن اختلف معه في الراي سابقا,لانني كنت متشبثا برأي رايته الصواب,وحكمت بمنظوري على رأي الاستاذ أنه الخطأ,لكنني بعد تفكير توصلت الى أن الاراء كثر,ومن يختلفون فيها كثر ايضا.

وشخصيا لم أر في مقال الأستاذ ما يدعو الى هذه الحملة المسعورة,فالرجل كتب مقالا اخباريا,من موقعه كاحد افراد لجان التفتيش,ليس بدافع التشفي او الانتقامية,وهو خال من التجريح ونشوة الانتصار كما يرى احدهم,وقد خلقت الصحافة لهذه الاغراض  وشعارها نقل الخبر بدون خوف ولا زيف,فما سر هذا التجريح الزائد؟

واذا كان الاستاذ الشركي كتب مقاله وانتهى,فالنشوة والتشفي ورد في الردود وما أكثرها,حتى أن بعضهم راى في اقالة رئيس المصلحة بنيابة جرادة باطلا أزهقه الحق,متناسيا  ان المتهم بريء ما لم تثبت ادانته,وهذاليس من اختصاص احد بل هو من اختصاص القضاء.فالبشر يتولى الظواهر والخالق يتولى السرائر.واذا كان الاستاذ الشركي عبر عن موقفه من المعني بالامر في مقاله,فان تعبيره هذا منبثق من تقارير لجان كان احد افرادها,أما ان يقر الاتهام من لا علاقة له بالموضوع فهو الباطل بعينه.