على الرغم من استمرار مقاطعة البريد على الصعيد الوطني يقوم بعض الإخوة المديرين مهرولين نحو تشطيب ما يوجد بقمطرات  مكاتب الظبط  وينتقي آخرون ما يروق لهم ، ويتجاهلون بأن التنظيم الذي يوحدهم لم يقل بما يفعلون ، ولا يعودون إلى مكتب الجمعية إلا ليسألوا عن تعويضاتهم الجزافية أو الهواتف النقالة … والغريب في الأمر أن الحوار مع الوزارة الوصية ما يزال مستمرا وأن معالي الوزير سيحل مشكل البريد وهو يفكر في حل فلماذا أيها الإخوة أنتم وزراء أكثر من الوزير ؟ ؟ ؟  حافظوا أيها الإخوة على ماء وجوهكم ، فإن الذي قد يشجعكم أو يدعوكم لمثل ما تقومون به هو أول من يستصغركم ، وإن مهنة سعاة البريد لها اصحابها فلماذا تسعوا لإلصاقها بأنفسكم ؟ إذا كنتم تعتقدون أن الجمعية لم تقم بأي شيء فتذكروا أن التعويض عن العبء الإداري كان إلى حد قريب 270 درهما وأنتم تعرفون كم هو الآن بفضل الجمعية وكذا التعويض عن التنقل ، ولا تنسوا أن المديرأصبح  يجتاز الامتحان المهني في ما هو إداري والفضل دائما للجمعية ، وإذا كان عندكم بعد نظر فقد تم لفت الأنظارلدور المدير الذي ظل منذ زمن بعيد يعرف إقبارا وتعتيما على الرغم من جسامة المهام والمسؤوليات والتي مافتئت تنمو وتتكاثر مع توالي الإصلاحات ، ولكن الشاعر الحكيم قال :

   من يهن يسهل الهوان عليه     ما لجرح بميت إلام

إننا في زمن الانفتاح والمطالبة  بالحقوق  بالطرق المشروعة والإمكانات المتاحة دون المساس بحقوق الآخرين ودون الإخلال بالواجبات والدعوة مع الاستعداد للمساءلة والمحاسبة ، ولن تحل مشاكلنا ما لم نتوحد ونعطي فرصة للتنظيم حتى وإن بدا لنا تقصير وتخاذل ، فهذا هو حال التنظيمات كلها عندنا حتى ذات التجارب الكبرى منها ، في الأخير لا ينبغي أن نرى بعين واحدة ونغمض الأخرى ولكن البطولة أن نفتح العينين معا ونحق الحق ونبطل الباطل .