Home»Régional»تاوريرت و المتنفس الإقتصادي الوحيد

تاوريرت و المتنفس الإقتصادي الوحيد

2
Shares
PinterestGoogle+

تاوريرت مدينة الزيتون

"دار الشاوي" أو تاوريرت، مدينة الزيتون وملتقى الطرق بين مدن فاس والناظور ووجدة. تم إحداث عمالة تاوريرت سنة 1997 بمقتضى الظهير الشريف رقم 79/281 بتاريخ 09 أبريل 1997 وحاليا توجد العمالة ضمن ولاية الجهة الشرقية. وتتنوع جغرافية إقليم تاوريرت بين السهول والجبال والنجود والأنهار. كانت مدينة تاوريرت، عبر التاريخ ومنذ عدة عصور، محط أطماع قوى سياسية عديدة، نظرا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي. وقد دمرت لعدة مرات وأعيد بناؤها جراء سقوطها على يد هذا الملك ثم استرجاعها من لدن الملك الآخر. تحدث ، حسن الوزان الشهير بليون الإفريقي عن هذا الصراع المريني الزياني ، بإفاضة عن تاوريرت خصوصا بعد أن استولى بنو مرين على مملكة الغرب:

: «فقد رغب المرينيون في أن تتبع تاوريرت مملكة فاس، بينما أراد بنو زيان أن يضموها إلى مملكتهم، فأدى ذلك إلى أن احتلها بنو مرين ودمروا قسما كبيرا منها يسكنه أعداؤهم، ولما اشتغلوا بعد ذلك بحروب مراكش واستأثرت بهم حوادثها الخطيرة حتى لم يعودوا يولون أمر تاوريرت كبير اهتمام، وثب عليها ملك تلمسان فاستردها وخربها ونهب الجانب الذي كان يسكنه أعداؤه منها. وما كاد يعقوب المريني أن يستولي على مراكش حتى أسرع إلى تاوريرت واستردها وهكذا استبدلت تاوريرت رؤساءها عشر مرات في ظرف خمسين سنة تارة تخضع لملك فاس، وتارة أخرى تخضع لملك تلمسان، إلى أن دمرت أخيرا وهجرت في الحرب الأخيرة التي شنها أحمد حادي عشر ملوك بني مرين بفاس عام 780 للهجرة. وبعد ذلك أقطعوها لأحد رؤساء الأعراب، فغلبهم اليأس وعزموا على الهجرة وترك المدينة، وذات ليلة فروا إلى ندرومة وهي مدينة تابعة لملك تلمسان»

. تتكون التركيبة البشرية لسكان المدينة ، حاليا، من أربع قبائل كبيرة معروفة "الكرارمة" و"بني كولال" و"بني بوز" و"بني بويحيي". لكن أمام واقع الهجرة التحقت بالمدينة قبائل أخرى وأصبحت تنعت ب"المدينة المختلطة". وتشكل الفلاحة النشاط الاقتصادي الأساسي لسكان الإقليم الذي يعرف تطورا مهما بفضل الإعدادات الجديدة الشاملة للموارد المائية السطحية منها والجوفية. ويعتبر نهر ملوية الذي يخترق الإقليم أهم الوديان بالمنطقة الشرقية بصبيب 1 مليار متر مكعب سنويا ثم وادي «زا» الذي يعتبر شريان الحياة للمدينة والإقليم ورافدا أساسيا لنهر ملوية. أما سهول تافراطة وتاوريرت والعيون فقريبة من البحر مما يقلل من حدة الجفاف الذي هو سمة الهضاب العليا التي يتراوح ارتفاعها ما بين 1.000 و 1.500 متر عن سطح البحر.

ويتراوح ارتفاع سلسلة جبال الهورست والتي تنتهي بجبل بوكهوالي ما بين 1.500 و1.750 مترا. تنتج تاوريرت 5 مليون متر مكعب من الماء الشروب وقدرة تخزين تفوق 8820 مترا مكعبا. وتستهلك من الطاقة الكهربائية المتوسطة الضغط ما يعادل 411 ميغا/واط/ساعة شهريا أما فيما يخص الطاقة المرتفعة الضغط 12.542 ميغا/واط/ساعة شهريا. زراعتها بورية وسقوية وإنتاجها متنوع من حبوب وبقول وكلأ ( 85.000 هكتار من الحبوب و 1.100 هكتارا من الخضر و2.300 هكتار من الكلأ) إلى أشجار مثمرة غالبيتها من أشجار الزيتون المباركة التي تستأثر بمساحة 9.500 هكتارا وإنتاج يصل إلى 5.500 قنطار بورية و182.000 قنطار مسقية ب70 وحدة صناعية لزيت الزيتون وأكثر من 400 معصرة (حيث أن العدد الحقيقي غير معروف) التي ساعدت على إحداث قطاع صناعي عصري وتقليدي خاص بهذا الإنتاج واستحقت بهذا أن تلقب بمدينة الزيتون، وهكذا تغطي الفلاحة النافعة ما يناهز 128.800 هكتارا و7.800 هكتارا من المساحات المسقية و179.830 هكتارا من الغابات و520.000 هكتارا من المراعي و58.000 هكتارا من المساحات الغير صالحة للزراعة. يتعاطى أبناء تاوريرت لصيد الأسماك بمياه السدين ويستجيب ذلك لطلبات استهلاكية ( أسواق العيون وتاوريرت) وأخرى سياحية. كما يعتبر القنص نشاطا جد مهم بالمنطقة لأهمية الطريدة فيه وهواة القنص هم أجانب بالخصوص من اسبانيا ومنطقة شمباني أردين الفرنسية. قد تبحث فيها عن فضاء أخضر داخل ثقب إبرة لكنك لا تجد غير الاصفرار والشحوب حتى أن الحديقة الواقعة في الحي القديم التي كانت فردوسا نموذجيا في فترة الاستعمار اخترقها مرفق بناية إدارية وأصبحت بحكم الزمن الرديء مثالا لاغتيال البيئة ووصمة عار على جبين المجالس المنتخبة المتعاقبة على تسيير الشأن المحلي. ويتمنى المواطن التاوريرتي أن تصبح مدينة تاوريرت في مستوى بنايتي مقري العمالة والبلدية… الأمر يتعلق بمدينة ترك فيها البناء العشوائي والترامي على الأراضي طيلة سنوات عديدة ، ما ترك، وأصبحت معه إعادة الهيكلة أمرا مستعصيا للغاية تماما كما أصبح مستحيلا تحويل تاوريرت من مدينة ذات مواصفات قروية إلى مدينة ذات مواصفات حضرية بحيث تعد الآن تجمعا سكنيا كبيرا لا غير، ويكفي تاوريرت "شرفا وفخرا" أنها تحتل المرتبة الثانية على الصعيد الوطني بعد "سيدي الطيبي" بالقنيطرة في الأحياء الفوضوية والبناء العشوائي. ولا يستغرب المرء في تاوريرت إذا سمع يوما أن بقعة مخصصة للاستثمار بالحي الصناعي وجدت مجزأة. ولو قام زائر بجولة بالمدينة القديمة التي بناها المستعمرون والتي كانوا يطلقون عليها "لو بوتي باري= باريس الصغيرة= Le Petit Paris" للاحظ فساحة شوارعها وطرقاتها ونظامها واستقامة خطوطها مقارنة مع البنايات والأحياء "الجديدة"…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. قدوري الحوسين / وجدة سيتي
    06/10/2007 at 01:09

    الأخ محمد حمزاوي ، اشكركم جزيل الشكر على اسهاماتكم في جريدتكم وجدة سيتي ، التي ترحب بكم بين طاقم تحريرها ومراسليها ، … فقط اريد ان الفت انتباهكم ان الصور يمكن ارسالها الى العنوان التالي :
    kaddouri@oujdacity.net
    وتقبلوا سيدي المحترم اسمى عبارات التقدير والأحترام ….والتمس منكم ارسال صورتكم الشخصية قصد ارفاقها ببعض مقالاتكم

  2. متتبع
    06/10/2007 at 20:49

    جميل جدا أخي الكريم أن تفكر في البيئة والمساحات الخضراء بتاوريرت فغيرك لا يرى ماترى , واقصد بالقول رئيس اللجنة الاقتصادية بالبلدية السيد توكيليت البكاي الذي دافع بشدة عن عملية تخريب البيئة فحسب رأيه الحديقة لم تمس بسوء على الرغم من احتجاجات جمعيات المجتمع المدني والذي قابله اللامبالاة المطلقة لحزب العدالة والتنمية بتاوريرت حزب مستشارنا المحترم تاوكيليت البكاي

  3. مراد الزكراوي
    06/10/2007 at 20:49

    و نحن نشكرك أيضا يا قدوري الحوسين لاهتمامك بشؤون جهتك…و انا من اكبر المعجبين بعملك.بارك الله فيك. مراد الزكراوي من وجدة

  4. متتبع تاوريرتي
    07/10/2007 at 13:03

    تحية صادقة للأخ محمد حمزاوي على غيرته على مدينته تاوريرت وحنينه لماضيها . وأتفق معه بصفتي متتبعا للشأن المحلي بالإقليم على أن المجالس البلدية المتعاقبة على مدينة تاوريرت خصوصا كانت كارثة على المدينة واخص بالذكر المجلس الحالي الذي يعتبر جل أعضائه مغاربة مقيمون بالخارج إضافة على تواطئ كل مستشاريه بدون استثناء على تخريب المدينة وسلب ثرواتها العقارية وأقصد أراضي السلالة التي كانت السبب الرئيسي وراء اغتناء العديد من المستشارين الحاليين والسابقين كما كانت وراء الفوضى العارمة في البناء العشوائي والتطور العمراني السرطاني للمدينة و يحدث هذا طبعا بمشاركة السلطة المحلية الوصية القانونية على الشأن المحلي . ونتساءل لماذا سكتت كل هذه السنوات الفارطة وإن كنا نرى حركية ولو بطيئة مع عامل الإقليم الحالي وكيف لا تكون بطيئة مع وجود مكتب مجلس بلدي همه الوحيد مصالحه الشخصية والترامي على الملك العام . وحتى الممرات الخاصة بالراجلين قد تم احتلالها من طرف بعض التجار المحميين طبعا من بعض المستشارين ويبدو أن العملية الجريئة التي قادتها السلطة في بعض الأحياء قد فشلت فشلا ذريعا وسط المدينة.وما دام الأخ قد جال بمقاله جل مناطق الإقليم , فقد كان من المفيد جدا مقارنة هذه المناطق ومدى النمو أو التطور. فمدينة دبدو وعلى الرغم من صغرها وصعوبة تضاريسها إلى أنها عرفت ديناميكية وراءها المجالس البلدية المتعاقبة خلال الفترات الثلاث الماضية ولن يتورع المواطن بدبدو على معاقبة أي مجلس يتقاعس عن أداء واجباته اتجاه الجماعة . وبإمكاننا أن ندخل مدينة العيون في هذا النطاق على اعتبار نشاط المجلس البلدي بها ورغبته الأكيدة في نمو المدينة . ومع كامل الأسف نظل نحن في مدينة تاوريرت مجرورين على الوراء فلا مناطق خضراء ولا محطة طرقية محترمة على اعتبار أن المدينة ملتقى طرق و أسواق جديرة بهذا الاسم . وتجدر الإشارة إلى أن السوق الرئيسي يصبح بركة وحل مع سقوط أي قطرة مطر, وأن المارشي الذي تركه الاستعمار بالحي القديم تم تجاهله أو بالأحرى قتله نهائيا رغم ما يتبجح به رئيس اللجنة الاقتصادية تاوكليت النجار الذي فضحنا مدعيا أن حزبه المشؤوم كان وراء إعادة إحياء المارشي وأن العمل به سيبدأ في غضون شهر أو شهرين . فقد مرت أربع سنوات وما زلنا ننتظر قيام المارشي من موته السريري

  5. تاوريرتي
    07/10/2007 at 23:21

    يبدو أخي المتتبع من تاوريرت سيطول انتظارك إلى ما لا نهاية . فالمستشار تاوكيليت النجار العضو البارز في حزب العدالة والتنمية بتاوريرت الذي أصبح بوقا للمجلس البلدي لن يحشم أبدا فهو من أنصار القولة المشهورة اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقوك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *