شتان بين باطل تطبقه إسرائيل وحق تحتفظ به سوريا محمد شركي / المغرب أما باطل إسرائيل فمعلوم لا يخفى على أحد فهي قابعة في الجولان تهوده على طريقتها معتمدة إستراتيجية تراخي الزمن ليصير هذا الباطل حقا كما فعلت بفلسطين. والمؤلم حقا أن تنقل الفضائيات مأساة أهلنا في الجولان حتى أن العروس الجولانية تجهز لعريسها تجهيز الميت وتشيع بالدموع والعويل ؛لأنه لا أمل في عودتها إلى أهلها إذا ما اختارت الزوج الحبيس في سجن عبارة عن هضبة قال عنها الجنرال الفرنسي ديجول : (أعطوني الجولان أسيطر على العالم). ولقد قضى الجيش السوري سنوات عجاف فوق الأراضي اللبنانية حتى صدأ سلاحه والهضبة سجينة تئن من الاحتلال الغاشم ؛ وتحول دور هذا الجيش الباسل إلى جهاز استخبارات للتجسس على الأشقاء والتحريش بينهم ؛ ثم خرج يجر سلاحه العتيق تحت التهديد الأطلسي ؛ وكانت الأخبار من قبل تقول لن يتزحزح هذا الجيش حتى يفك أسر الجولان المحتل ؛ وأنه إنما توجه إلى لبنان للالتفاف على العدو الذي كان يستعمل بدوره الأراضي اللبنانية لتهديد سوريا. وفي الآونة الأخيرة كبر باطل إسرائيل حتى قصفت طائراتها أبعد نقطة في سوريا لتوجه لها وللعالم رسالة معلومة لا لبس فيها بالرغم من قرار القيادة السورية المتمثلة في عبارة الخنوع : ( نحن لسنا كصدام حسين إننا على استعداد للتعاون ). وأصبحت الطلعات الجوية فوق الأراضي السورية أمرا معتادا ؛ والغريب أن تتحرك طائرات إسرائيل لمجرد اختفاء طائرة سورية في مجالها الجوي عن راداراتها ؛ أو حتى لمجرد تحرك سرب طيور مهاجرة في سماء سوريا مما يعكس يقظة الباطل الصهيوني أمام غفلة الحق السوري. لقد سمعنا على الطريقة السورية بالصوت المتنمر التهديد والوعيد عند قصف العدو لأراضيها؛ ومن جملة ما سمعنا أنها تحتفظ بحقها في الرد؛ وهكذا تعود المعادلة الغريبة المألوفة للظهور من جديد: أصحاب حق يحتفظون؛ وأصحاب باطل يطبقون. إن ربط سوريا العربية مصيرها بمصير الدولة الصفوية الفارسية شغلها عن تحرير أراضيها وأبعدها عن دورها العربي كدولة من دول المواجهة . إن الدولة الصفوية ذات الأطماع المكشوفة في الأراضي العربية من أجل تحقيق هلالها الرافضي المقيت الذي لن يختلف عن الأخطبوط الصهيوني في شيء تتخذ من سوريا درعا ؛ وتورطها في صفقة مكشوفة ؛ وتجعلها ورقة للمساومة مع المحتل الأطلسي لبلاد الرافدين. لقد خاض العرب حروبا طاحنة مع اليهود وفقدوا أراضيهم من أجل تحرير فلسطين ولم تحرك الدولة الصفوية يوما ساكنا من أجل أرض الإسراء والمعراج سواء في عهد شاهها أو في عهد فقهائها الأولياء أصحاب الدجل الذين روجوا لتحرير بيت المقدس ولكن انطلاقا من العراق فخربوه عن طريق حرب استنزاف وعن طريق الطابور الرافضي الخامس الذي تحين الفرص وجاء على ظهر دبابات العدو ليعيث في العراق فسادا ويقدمها لقمة سائغة لأسياده الغزاة ؛ والدولة الصفوية تصدر الكذب الرافضي للعرب وهي على صلة بالمحتل وفي مفاوضات سرية وعلنية تساوم بأرض الرافدين من أجل مصالحها. وللتمويه على أهداف إسرائيل وأمريكا تلعب الدولة الصفوية دور السمسار ولكن في البضاعة السورية لأن سوريا انطلت عليها حيل الروافض الصفويين فأدارت ظهرها لانتمائها العربي ولجولانها الأسير واختارت صفقة خاسرة وهي تعاين ما تفعله المليشيات الرافضة الحاقدة بالدماء العربية السنية في العراق خدمة للمحتل ومن أجل تمديد وجوده والتغطية على هزائمه أمام بسالة المقاومة العراقية على أمل أن يسكت الشعب العراقي عن تكوين دولة رافضية عميلة تلعب دور السرطان الناخر لجسم العالم العربي وتسهل تنفيذ مخططات المحتل الطامع في الخيرات ؛ والراغب في حدود آمنة لإسرائيل الضامنة لمصالحه في المنطقة ولكن سوريا لا تتعظ بذلك. إن العالم يترقب ضربة في المنطقة تغطي عن هزيمة المحتل في العراق؛ والدعاية الإعلامية تتحدث عن ضرب الدولة الصفوية وهو أمر لن يحدث أبدا والدولة الصفوية تتقاسم المصالح والمنافع مع المحتل ؛ فالضربة لن تصيب إلا الشعب العربي السوري من أجل تحسين الأوضاع الإستراتيجية والتفاوضية لإسرائيل التي جعلت العرب طرائق قددا فحيدت هذا حياد ا قاتلا من خلال المعاهدات المغلوطة ؛ وأسالت لعاب ذاك من خلال خرائط الطريق ؛ وضربت هذا بذاك من خلال حروب طائفية ؛ واستفردت بآخر استفراد السبع بالطريدة ؛ وشغلت هي وحليفتها الأطلسية العرب بعدو وهمي سمته الإرهاب من أجل القضاء على فكرة اسمها المقاومة والجهاد من أجل استرجاع ما ضاع. والتبست المقاومة والجهاد بمشاريع الارتزاق الرافضي في المنطقة والتبس على الأمة من بكى ممن تباكى؛ وصار سماسرة الدولة الصفوية بقدرة قادر مجاهدين ومقاومين مسحوا صورة المقاومة والجهاد الحقيقيين من ذاكرة الأمة ؛ ونسي المنبهرون من أمتنا المقاومة والجهاد الحقيقيين أمام الألعاب البهلوانية والمسرحيات الهزلية لعملاء الدولة الصفوية ؛ والويل لمن شكك في هذه الألعاب البهلوانية المقدسة. إن الحق السوري لا يحتفظ به وإنما يمارس ديبلومسيا عن طريق طرح قضية الجولان بإلحاح على المحافل الدولية كل يوم وبأعلى صوت ردا على إستراتيجية تراخي الزمن التي تعتمدها إسرائيل ؛ وعن طريق المقاومة المسلحة في هضبة الجولان وبكل التضحيات وليس عن طريق دموع العرسان ؛ وبرد الجيش السوري بعنف على كل استفزاز . فإذا كانت الألعاب النارية البهلوانية الرافضية في لبنان قد هزمت إسرائيل كما يزعم المغفلون ويصدقون غفلتهم فماذا عن الألعاب النارية الحقيقية للجيش ا
لسوري ؟؟ فإذا عجز جيش كامل العدة والعدد عن تقليم أظافر العدو المتنمر فماذا عسى عصابة من مرتزقة الدولة الصفوية أن تفعل سوى تزويد العدو بالذرائع لتدمير بلاد العرب في شامها وعراقها وخليجها في زمن الصمت الشيطاني والذلة والهوان؟؟