المرافق الصحية وأثرها على تمدرس الفتاة بالعالم القروي.
المرافق الصحية وأثرها على تمدرس الفتاة بالعالم القروي.
قطع المغرب أشواطا جد مهمة في تعميم التمدرس بالعالم القروي،وهذه حقيقة لابد من الإقرار بها،فقد أضحى أي مواطن زائر للعالم القروي يلحظ هذه القفزة التي تسجل للنظام التعليمي المغربي ،خاصة وهو يلاحظ في طريقه هذه المجموعات المدرسية والفرعيات التابعة لها متناثرة قرب الجبال وبمحاذاة السهول والتلال والوديان،ولم تعد أي أسرة قروية تجد عناء في إيصال أبنائها وبناتها إلى المؤسسة التعليمية،باستثناء بعض المناطق الوعرة التي لازالت لم تستفد من هذا الامتياز على غرار بقية مناطق المملكة.فبعدما كان المواطن يجد عناء في إيصال أبنائه وبناته إلى المدرسة ،ها هي المدرسة تأتي إليه،لأن العائق الكبير الذي كان يقف حاجزا أمام التمدرس هو البعد عن المؤسسة التعليمية.وفعلا التحق أبناء العالم القروي بالمدرسة ،ليجدوا البناية بكافة طاقمها وتجهيزاتها، ولو في حدها الأدنى ،بما يضمن سيرا مقبولا للفعل التربوي، ولكن سرعان ما واجهتهم مشكلة جديدة والتي تتمثل في غياب المرافق الصحية،وحتى وإن وجدت هذه المرافق فهي تفتقر في أغلبها للماء،وهذه مشكلة كبيرة يعاني منها الأساتذة والمتعلمون والمتعلمات على حد سواء،وقد يكون لهذا الغياب أثر سلبي على عملية التمدرس خاصة بالنسبة للفتاة القروية،وهذا ما ينبغي أن ينتبه إليه القائمون على البنايات المدرسية بالعالم القروي،فالمرافق الصحية لاتقل أهمية عن أي مرفق بالمؤسسة التعليمية ،أقول هذا وأنا أتكلم من موقع الشاهد على هذا الخلل،ذلك أنني كنت أثناء ممارستي لعملي للتربوي بإحدى الفرعيات أعاني من هذا الإكراه رفقة المتعلمين والمتعلمات،ولولا وجود مرتفع بجانب الفرعية كنا نختبئ وراءه لقضاء حاجاتنا،لوجدت نفسي وحيدا أمام مقاعد فارغة ،نعم هذا واقع يجب ألا نخجل منه،الذي ينبغي أن يخجل هم الذي بنى المدرسة القروية بدون مرافق صحية اعتقادا منه أن العنصر البشري داخل المؤسسة ملائكة لايبولون ولايتغوطون أعزكم الله.
لذلك ألفت انتباه القائمين على البنايات المدرسية إلى ضرورة التفكيرفي المرافق الصحية قبل التفكير في بناء الحجرات ،فالعالم القروي والحمد لله به سكان محافظون لازالوا متمسكين بالحشمة والوقار،وقد غرسوا هذا في أبنائهم وبناتهم،ولانرضى لأنفسنا بأن يقال أن بناتنا بالعالم القروي هجرن المؤسسة بسبب غياب المرافق الصحية،والمتمثلة أساسا في مراحيض المؤسسة.
Aucun commentaire