مع انطلاق عملية التسجيل وإعادة التسجيل بالمؤسسات الثانوية الإعدادية والتأهيلية يطرح إشكال المساطر المعقدة والإجراءات الشكلية المنفرة خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين لا سند لهم في هذه المؤسسات. وقد استغرقت عملية نقل تلميذة من ثانوية إلى أخري وسط مدينة وجدة ستة أيام كاملة من سادس شتنبر إلى غاية الثاني عشر منه !! حيث تطلب الأمر المرور بالمدير أولا ثم جمعية الآباء ثم المقتصد ثم الحارس العام ثم الكتبي ثم المصور ثم البلدية للمصادقة على نسخة من القانون الداخلي وفي كل مرة يحتاج التلميذ أو الولي أن يقف من ساعة إلى ثلاث ساعات وقد يكون المدير في اجتماع والطامة الكبرى هي الذهاب إلى المقاطعة من أجل الحصول على شهادة الازدياد حيث يكتظ التلاميذ والأولياء أمام الشبابيك كالبهائم وليس أمام أبواب المكاتب في منظر مخجل وهم في حالة يرثى لها تذكرنا بالمغاربة المصطفين أمام أبواب القنصليات الأجنبية من أجل التأشيرة. هذا إذا كان التلميذ محظوظا ولم يصادف يوم إضراب موظفي الجماعات المحلية !! والسؤال هو كيف يمكن تقليص هذه المدة لتي تستغرقها عملية التسجيل وتصبح المؤسسة فضاء محببا للتلميذ منذ اليوم الأول؟ المسألة بسيطة في نظري، إذ يكفي أن نطلب من التلميذ إعداد بعض الوثائق كعقد الازدياد والصور الشمسية وملف المنحة في نهاية السنة مثلا ونتجنب الازدحام المتخلف الذي يحدث في إداراتنا. وهذه مسؤولية جمعيات الآباء التي تحرص كثيرا على استخلاص واجب الجمعية الذي يصل إلى 50 درهم في بعض المؤسسات وإذا طلب التلميذ المغادرة ، فالأداء يكون في المؤسسة التي سيغادرها ثم في المؤسسة التي ستستقبله !! هذا هو المنطق- أو اللا منطق- السائد في المؤسسات عندنا. ماذا ننتظر من تلميذ قمنا بإذلاله بهذه الطريقة قبل الدخول إلى القسم؟ السلوك العفوي بالنسبة للمراهق هو التعبير عن سخطه بالكتابة على الجدران وتكسير المقاعد و تخريب الحنفيات …وهل عملية إصلاح المؤسسات ونقل الأرشيف لا تتم إلا مع انطلاق عملية التسجيل؟…ثم أين هي الابتسامة التربوية والكلمة الطيبة والاستقبال الذي يليق برجال المستقبل؟ يكفي مثلا أن نكلف عونا بإرشاد التلاميذ ومساعدتهم على التنظيم بحيث يكون الدخول إلى أحد المكاتب مثلا بالتناوب تلميذ ثم تلميذة وهكذا…أشياء بسيطة ولكنها دروس بليغة للتلميذ قد لا يتعلمها داخل القسم.