ما السر في غياب صقر العدالة والتنمية الأستاذ أفتاتي عن المؤتمر الجهوي ؟

محمد شركي

بلغني أن صقر  حزب العدالة والتنمية  غاب عن المؤتمر الجهوي للحزب  بالرغم من حضور الأمين العام  ، ورئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران . وبلغني  أيضا  ممن حضر المؤتمر أن كلمة الأمين العام  أشارت  إلى صقر الحزب بالجهة الشرقية منوهة به  وبخصاله  ، وربما فهم منها أن  صاحبها  ناشد رفاق النائب البرلماني الجموح  من أجل  رده إلى مضمار الحزب. ولقد شاء القدر أن  يكون اسم هذا الصقر الشخصي ذا علاقة بالعزة ، فهو عبد العزيز ، وإنما العزة لله ولرسوله وللمؤمنين  ، وأن يكون اسمه متوجا بهمزة الأمازيغية التي تفيد التذكير وبعدها كلمة مشتقة من فعل  فت يفت في العربية إذا أحدث الشق في الصخر . والعرب تقول : بنو فلان أهل فت ـ بفتح وضم  وكسر الفاء  وتضعيف التاء ـ  إذا كانوا كثرا منتشرين . وتقول  فلان فت في ساعد فلان إذا أضعفه ،  وفلان فت في عضد فلان إذا كسر قوته وفرق عنه أعوانه . ولست أدري  هل تعني لفظة  أفتاتي الأمازيغية ما تعنيه الفت في العربية ،ولا تختلف عنها إلا بهمزة الأمازيغية  الدالة على التذكير ؟  والمعروف عن الأستاذ أفتاتي  أنه مختص في الفت في عضد خصومه  يكسر قوتهم  ويفرق جمعهم. ولما كان للصقر مخلب يسد مسد الناب ،فلا يمكن أن يغير من طبيعته ويهجر سرب الصقور إلى سرب الحمائم  . وما أظن أن سرب الحمائم الأليف سيغري صقرا ألف  القمم الشامخة واستأنس بوحشته فيها.  أيها الصقر الغاضب لقد أضاع الحزب يوم زهدت فيك أمانته العامة مع صقرين آخرين  وأي فتى أضاع ليوم كريهة وسداد ثغر. ولقد  استشعرت يوم زهدت فيك أمانة الحزب العامة ذلك ،  فسفهي حدسي  الأستاذ محمد سباعي  ، ونفى أن يكون في حزب العدالة والتنمية صقور وحمائم ، وقلت يومها اللهم أمين ، إلا أن غياب  الأستاذ أفتاتي  اليوم عن المؤتمر الجهوي  أكد  صحة حدسي حتى لا أقول فراستي ، فيظن بي ظن تزكية النفس، وأنا الذي حين أختلي بنفسي مع ربي لأناجيه أقول : اللهم إني قد رضيت أن أكون ثرى  تطؤه أقدام أحبائك  وعبادك الصالحين ، فشفعهم في عبدك المسرف الذنب . ولا يعقل أن يغيب  سيد حزب العدالة والتمينة الأول في الجهة الشرقية  ، وهو الذي  وضعت فيه  ساكنة هذه  الجهة ثقتها لما  عرفت عنه من جرأة تغيض حساده  وخصومه على حد سواء ، وتشفي الغلة

. فهل كان الصقر قربانا قدمه حزب العدالة والتنمية من أجل أن  يتوافق مع الأحزاب التي  قبلت الدخول معه في ائتلافه الحكومي ؟  وهل كان ملف الفساد الذي وعد الحزب بفضحه في حملته الانتخابية هو مفترق الطرق بين صقور هذا الحزب  وعلى رأسهم الفات في عضد الخصوم ، وبين حمائمه اللأليفة التي لم تجد حرجا في الائتلاف مع خصوم الأمس القريب  من أجل الوصول إلى مركز صنع القرار أو مركز تنفيذ القرار ؟  فالأمين العام للحزب  ورئيس الحكومة قال  قولته الشهيرة للفساد : كفى وعفى الله عما سلف، إلا أن الصقر الجموح ذو العزة ظل يجاهر بجسارة منقطعة النظير  بفضح الفساد ، والإشارة إلى أوكاره التي لم يستطع الأمين العام مجرد الإشارة إليها حتى  أغرى ذلك به  صحفي الجزيرة أحمد منصور فأخذ يسأله  بسخرية  :  » مين  عفاريت الفساد دول اللي  بتتحدث عنهم  ؟  »  ورئيس الحكومة  يلف ويدور متنكبا مجرد  الإشارة إليهم ، في  حين صرخ الصقر الغاضب  بأعلى صوته في وجه الفساد ، إلا أن الحزب أفرده إفراد البعير المقير لأن  إغراء السياسة  يفعل الأفاعيل  بين  الأحبة  ، وما أظن أن السياسة إلا سحرا مما ترك هاروت وماورت ما دامت تفرق بين  الإخوة الذين وصفهم الأستاذ محمد سباعي  وهو رجل نقي الطوية لا أزكيه على الله عز وجل  بأنهم على سرر متقابلين إلا أن سرير المؤتمر الجهوي شهد شغور مكان  أخ  عزيز أبت عليه عزته أن  يغير من  حدة طبعه في مواجهة الباطل والفساد . ومن  غريب الصدف  أن  الصقر يحمل لقب أفتاتي  ،ولكنه لا يجيد الفتفتة  وهي  تعاطي الأسرار ، لأن  العرب تقول فتفت فلان  إلى فلان  إذا ساره  ـ بفتح الراء وتشديدها ـ  وما عرف أفتاتي إلا   مجاهرا بالقول  ضد الباطل . فهل يعني غياب صقر حزب العدالة والتنمية عن المؤتمر الجهوي للحزب بالجهة الشرقية بوادر اقتراب زلزال شبيه بزلزال شباط الذي هد إيوان آل الفاسي ؟ وهل  سيهد أفتاتي إيوان آل بنكيران  مستقبلا ؟  وكيف  سيكون حال الحزب بالجهة الشرقية إذا أظلمت سماء الاستحقاقات الانتخابية المقبلة و غاب  بدرها  المفتقد في الليلة الظلماء؟