الرقم الاخضرلوزارة التربية بين المصداقية وتصفية الحسابات
لا يحبذ الفساد الا خائن للوطن,عاق للمقدسات,متصف بالانا وحب الذات,شانه شأن صياد يصطاد في الماء العكر.
ولا خير في امرئ يسكت عن الحق كالشيطان الأخرس,يتملق لقضاء المارب غير ابه بفساد ينخر وطنه,ويحول دون تقدمه وعلاه.
ان الوطن شعور بالمسؤولية,وعلى كل مواطن ان يسائل نفسه:ماذا قدمت لهذا الوطن؟ومضامين الوطنية الحقة هي الشعور بالانتماء له والاستعداد للتضحية والدفاع عنه لانه محاط بالحساد.
وقد ضرب الحبيب المصطفى وهو معلم البشرية أروع مثل في حب الوطن حين اخرج من مكة,حيث وقف عليه السلام وهو يخاطبها:ما اطيبك من بلد,واحبك الي,ولولا قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك.
ألا يستشف الانسان من هذا الموقف ان الوطن لفظ تحبه القلوب وتهواه الافئدة وتتحرك لذكره المشاعر؟
الا يستنتج الانسان من ذلك ان للوطن افضال عليه تحتم عليه رد الجميل ومجازاة الاحسان بالاحسان,مصداقا لقوله تعالى:هل جزاء الاحسان الا الاحسان(سورة الرحمن)
الا يحس الانسان ان حب الوطن يحتم ترجمة هذا العشق عبر افعال ايجابية ومواقف رجولية كالاخلاص في العمل,والتفاني في خدمة مصالحه العليا والنضال من أجل ازدهاره عبر واجهات متعددة,فمن لم يتعلم ميزة الاعتراف بالجميل ما هو الا جاحد متنكر لا يستحق اي انتماء بل هو اولى بالنبذ والاقصاء.
الا يحس الانسان بالخجل وهو يفتري على ابناء جلدته ارضاء لنفسه المريضة بالحسد,والمعلولة بمرض النقمة والكراهية؟
لقد وضعت وزارة التربية خلال هذا الموسم رقما سمته بالاخضر تروم من خلاله تسهيل الاتصال بها ,واستقبال شكاوى المواطين في شأن اي فتور او سلوك يراه هؤلاء حجرة عثرة امام تعليم ابنائهم في ظروف حسنة على جميع المستويات,وانها فعلا قمة الشفافية والديمقراطية,ووسيلة مثلى لمحاربة الفساد ان وجد,لكن الشيء المؤسف والجارح حين يستغل من ليس لهم ضمير هذا الرقم لتقديم شكاوى لا وجود لها اطلاقا,بل جاءت بناء على تصفية حسابات ليس الا….
وقد كشفت الوزارة في بلاغ لها عن مجموعة من الشكاوى الباطلة واذا اعتبرها شخصيا وشايات كاذبة ان صح التعبير فاني ادخل بدون تردد اصحابها في خانة المستخفين بمصالح الوطن,لانهم بأكاذيبهم تجردوا من روح المحبة والمودة والاخاء والتازر والتي هي من ركائز الحب الحقيقي للوطن.
فحبذا لو اشترطت الوزارة على الشاكين تحديد هويتهم لمتابعة الكاذبين منهم درءا لكل افتراء وبهتان وزور وباطل.
ومهما يكن فلا مجال للباطل امام الحق,وقد صدق ذو المعارج حين قال:قد جاء الحق وزهق الباطل,ان الباطل كان زهوقا.
صدق الله العظيم
2 Comments
بعد التحية و التقدير للاسناذ العزيز علي حمري و بعد طول انتظار و ترقب عبر جريدتنا الغراء وجدة سيتس أطل علينا الاستاذ حمري بهذا المقال الرائع و اعطى مثالا حيا للوطني الغيور على بلده و وطنه و مهما قيل عن الخط الاخضر و رغم ما فيه من نقائص فانه يبقى ذو جدوى في بعض المواقف و في حالات موجودة و قائمة يجب التصدي لها بحزم و قوة لقد أساءت ثلة من المقصرين للمهنة و حبها و شرفها و حسب اعتقدي فان الرقم الاخضر حل من الحلول الناجعة في انتظار اعطاء صلاحيات للادارة التربوية للتصدي لبعض الممارسات المخلة بالواجب و التي تخدش نبل الرسالة التربوية لصانع الاجيال …..شكرا لك اخي علي
ما رأيك في المدير وصاحبته