مدينة وجدة تودع أحد كبار محسنيها
قبل تقديم شهادته في حق الحاج عز الدين الحارثي الذي وافته المنية في غشت الماضي، أشار الأستاذ مصطفى بن حمزة إلى السياق الحضاري الكبير الذي يتم فيه تأبين المرحوم. سياق التفات الأمة لمن أسدوا لها خدمة كبيرة و رحلوا في صمتن مضيفا: » نحن مدعوون كثيرا لننتبه إلى بؤر الخير في هذه الأمة، فقد شُغلنا عن الخير بالحديث عن الباطل »
وتأسف رئيس المجلس العلمي المحلي لكون الكثير من الناس لا يعرفون ما فعل هؤلاء المحسنون من الخير، فقد بنوا مدارس قرآنية ومساجد وتكفلوا بالأيتام واحتضنوا طلبة العلم. واغتنم الأستاذ بن حمزة فرصة التأبين الذي احتضنه مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة يوم الجمعة 21 شتنبر ليشيد بمناقب السيد محمد لعلج صديقه في الحياة و شريكه في أعمال الخير والبر والذي مات هو كذلك في نفس اليوم. اشتغلوا وهم فرحون، و مات لعلج وفي نفسه رغبة أن يؤسس مدرسة لعلوم القرآن، وعند موته كتب وصية خص فيها مبلغ ميار سنتيم لهذا المشروع، يضيف السيد بن حمزة.
وأضاف رئيس المجلس العلمي المحلي أن بعض الناس لا يتحدثون إلا عن بناء المساجد، والواقع أن ذلك جزء من عمل المحسنين في وجدة، فقد ساهموا في أعمال اجتماعية عظيمة ومدينة وجدة ليست هي الأولى في المساجد فقط ولكن هي كذلك الأولى في التبرع بالدم وفي أعمال خيرية كثيرة.
الحارثي نموذج في الأخلاق العالية، ابتسامة دائمة، إيمان راسخ عميق بالله تعالى. كان حريصا على الصلاة وعلى الزكاة في فعل إحساني خاصة في التكوين وفي دعم طلبة العلم. وذلك هو التدين الصحيح. جميع المساجد التي بنيت في وجدة كانت تلجأ إليه في الصباغة والطلاء- لم يكن يتحدث كثيرا ولكنه كان يفعل كثيرا وفي صمت- اهتم بالجانب المعرفي. وفر لكثير من الطلبة منحا دراسية مكنت الكثير من التخرج والوظيفة. احتضن فكرة الاحتفال بالعلم وهي تظاهرة أصبحت سمة من سمات وجدة وشارك في تأسيس و بناء مركز الدراسات . ولا زال المحسنون يعتبرون أنه أكبر هدية قدموها لمدينة وجدة، وختم بقوله: » يجب أن نحرص دائما أن تكون هذه الجهة متميزة بهذا الحس التضامني الحضاري ».
ومن جانبه، قدم السيد إدريس الحوات رئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات كلمة مؤثرة في حق صديقه الحارثي، و أشاد بخصاله. فقد كان المرحوم يجمع صفات النبل والشهامة، وكان دائما مبادرا للخير والعطاء ومساهما في المجال الرياضي والصحي والبحث العلمي الجامعي.
أما زوجة المرحوم، الأستاذة سعاد فارس، فقد تحدثت عن طيبوبة الفقيد مع أهله ، مضيفة أنها وجدت في أهل وجدة العائلة الكبيرة التي أعطتها الكثير.
و تحدث سمير بودينار رئيس مركز الدراسات عز الدين الحارثي الصديق والأخ، الذي آمن برسالة العلم وأهمية المعرفة، وكانت خزانة المركز في قلب اهتمامه. وقد ساعده
تكوينه العالي وخبرته في الاقتصاد ليقدم دعما كبيرا للمقاولين الشباب، و كان يزهد في المناصب ويؤثر العمل في صمت. و آخر ما كان يحمد الله عليه أنه التقى بأناس دلوه على الخير، فمات مرتاحا.
و من الشهادات التي قدمت في حق الفقيد، شهادة « جمعية عمر بن عبد العزيز » وبعض طلبة هذه المؤسسة العريقة حيث كان المرحوم يخصص منحا لعدد كبير من طلبة الأقسام التحضيرية لتشجيعهم على التفوق وولوج المدارس العليا.
2 Comments
رحم الله المرحوم الحاج عز الدين الحارثي واسأل الله أن يتغمده برحمته الواسعة و أن يسكنه واسع الجنان وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة. فالله أسأل أن لا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده كما أتضرع إليه جل علاه أن يكثر من أمثال هؤلاء المحسنين الذين يشتغلون في صمت وما أكثرهم في مدينتنا ، مدينة زيري بن عطية الشامخة . هذا وأهمس في أذن الأستاذ مصطفى بن حمزة وأقول له سير على الله ولا تلتفت إليهم مادامت جميع الأعمال خالصة لوجهه الكريم تحت القيادة الراشدة لأمير المؤمنين حامي حمى الوطن والذين جلالة الملك محمدنا السادس نصره الله المحسن الأول الذي طاف المملكة المغربية الشريفة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب دون كلل ولا ملل . اتمنى أن يعم الأحسان وطني وأن يحفظه من كيد أعدائه وإلى العمل الشريف بإدن الرحمان . شكرا والسلام عليكم ورحمة الله
-*- عكاشة أبو حفصة -*-
honnêtement chapeau bas a ce grand monsieur qui a bcp donné a son pays , si 1/10 des millionnaires marocains faisaient pareil , le Maroc serait une grande nation qui a son mot a dire dans ce monde , malheureusement la majorité de ses gens ne sont que des opportunistes leur sale boulot , mais moi je crois en la justice divine qui finit tjrs par triompher .